رحلة البحث عن منافس للرئيس السيسى انتخابات الرئاسة فى 2018 ستكون الأصعب على القوى السياسية، خاصة فى ظل عدم وجود منافس قوى حتى الآن، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أعلن نيته الترشح لدورة رئاسية جديدة، كما ظهر بشكل واضح فى الأحاديث الجانبية والاجتماعات المغلقة لبعض القوى السياسية. ويبدو أن القوى السياسية عجزت عن الدفع بأحد قياداتها للمنافسة على رئاسة مصر، فالجميع يتحدث عن دعم الرئيس السيسى لفترة ثانية، إما بالإعلان بشكل مباشر أو غير مباشر، بما فى ذلك القوى المعارضة المحسوبة على تيار اليسار، وهو ما يعكس الحجم الحقيقى لتلك القوى فى الشارع المصرى. خلال الأسبوع الماضى، اجتمع ممثلو بعض أحزاب المحافظين، والمصرى الديمقراطى، والعدل، فى منزل النائب أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، وتطرق الحديث إلى الانتخابات الرئاسية، وماذا ستفعل القوى والأحزاب السياسية ومن ستدعم. ودارت النقاشات فى الاجتماع «الودي»، حول سؤالين هامين، الأول هل من الممكن أن تقدم القوى السياسية مرشحا قويا، أم ستدعم الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، وفى حال دعمته فهل ستطالبه بأن يقدم كشف حساب حول فترته الأولى، ورؤيته المستقبلية للفترة الثانية. أعد الحزب المصرى الديمقراطى، مشروعا تحت عنوان «المطلوب فى الرئيس القادم»، وضع فيه بعض الشروط التى سيتم على أساسها اختيار رئيس الجمهورية، منها ألا يكون رئيسا لأقلية تتحكم به، وأن يخوض معركة انتخابية لا تخلو من المنافسة الحقيقية، والعمل على الملف الاقتصادى بوضع برنامج اقتصادى لحل الأزمة الاقتصادية فى مصر. أما أعضاء مجلس النواب فيبدو أن اختياراتهم محسومة لصالح ولاية ثانية للرئيس السيسى، إلا أن الأنظار اتجهت بشكل مباشر نحو نواب تكتل 25/30 الذين يمثلون المعارضة، ويبلغ عددهم نحو 20 نائبا، إلا أن تأثيرهم تحت القبة ظاهر بشكل واضح، ومن ثم فمن الممكن أن يحسموا أمر ترشح أى شخص يرغب فى خوض الانتخابات الرئاسية. تنص المادة 142 من الدستور على أن «يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكى المترشح عشرون عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفى جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مرشح، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون». وبالتالى فمن الممكن أن يعول أى مرشح محسوب على القوى المعارضة على هؤلاء النواب، لكن بعض نواب التكتل أكدوا لنا أن موضوع الانتخابات الرئاسية لم يطرح حتى الآن، ولم يناقش على مستوى التكتل، خاصة أنه لايزال الوقت مبكرا لحسم أمر مساندة مرشح على حساب آخر، أو تزكية أى شخص ينوى الترشح، فى ظل عدم طرح أى شخصية سياسية أو عامة نفسها كمنافس حقيقى فى الانتخابات المقبلة. «التكتل فى انتظار الصورة الكاملة ليقول كلمته».. هكذا كان رد عدد من نواب 25/30 الذين رفضوا ذكر اسمهم، على موقفهم من الانتخابات الرئاسية، مؤكدين عدم استبعادهم تأييد الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية إذا اقتضى الأمر.