نجحت فى إدارة شركات الرئيس الأمريكى وقادت حملته الانتخابية «النساء التى تعمل: إعادة كتابة قواعد النجاح»، هو اسم الكتاب الجديد الصادر منذ عدة أيام فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لإيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومستشارته الخاصة. وأثار صدور الكتاب موجة من الانتقادات للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة بعد ترويج وزارة الخارجية الأمريكية للكتاب على حسابها بموقع تويتر، وكانت إيفانكا نشرت تدوينة شكرت فيها شقيقاتها تيفانى ولارا لشرائهما كتابها الجديد، وأعادت الوزارة نشر التغريدة ما أثار موجة من الانتقادات، متهمةً الوزارة بالترويج لكتاب ابنة الرئيس، ما دفع الإدارة لحذف التغريدة. نصائح للمرأة العاملة: اهتمى بنفسك واصحبى أطفالك لمكان العمل ليست هذه المرة الأولى، التى تنشر فيها إيفانكا ترامب، كتاباً يحمل اسمها، حيث نشرت فى عام 2009، كتاباً بعنوان «كارت ترامب» والذى يتضمن بدوره مجموعة من النصائح عن عالم المال والأعمال إلى جانب مجموعة من قصص الصفقات التجارية التى عقدها والدها، بجانب إشارات متعددة لعلاقة عائلتها بالعديد من المشاهير. ولكن فى كتابها الجديد «المرأة العاملة: إعادة كتابة قواعد النجاح»، تقدم إيفانكا مجموعة من النصائح للسيدات العاملات من أجل التقدم فى عملهن وتحقيق التوازن بين حياتهن الشخصية وبين مستقبلهن المهنى. إيفانكا أعلنت أن عائدات الكتاب ستذهب للأعمال الخيرية، كما صرحت أنها لن تقوم بالدعاية للكتاب حتى لا يفسر ذلك باعتباره استغلالاً لمنصبها فى البيت الأبيض كمنصة للترويج لنفسها وللكتاب. وقدمت جريدة الديلى ميل، البريطانية عرضاً للكتاب، وأشارت إلى أن من النصائح التى تقدمها إيفانكا للسيدات ضرورة اهتمام السيدة بمظهرها الخارجى، فهو جزء من معادلة النجاح، وأن تدرك كل سيدة أن فى عالم الأعمال يطلب الآخرون دائماً أكثر مما يتوقعون الحصول عليه، ولهذا على كل امرأة التفكير جيداً فيما تمنحه من وقت وجهد وعمل، فقد تعطى أكثر مما هو مفترض. وتدعو إيفانكا كل سيدة إلى تحديد هدفها بوضوح فى مجال عملها، ووضع حدود لكل ما يتعلق بعملها، وفى هذا الصدد تؤكد إيفانكا أنه فى نهاية الأمر لا أحد يتذكر كما بقيت لساعات طويلة بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وكم ساعدت الآخرين أو كنت لطيفة أو مشجعة، الأمر الوحيد الذى يتذكره الجميع هو ما حققته من إنجازات، ما عقدته من صفقات، وقدر الأرباح التى كنت سببا فيها. كما تكشف إيفانكا أنها فى بداية حياتها العملية كانت دائمة الذهاب إلى مكان عملها، خلال أجازة الأحد، رغم عدم توقعها قيام الموظفين التابعين لها بنفس الأمر، إلا أنها فوجئت كيف أن كثيراً منهم كان يسير على نفسها خطاها، مشيرة إلى أن إعطاء النموذج هو أفضل وسيلة لدفع الموظفين لتحقيق ما تريد. لا تخجلى من أمومتك.. فالوقت مع الأولاد أهم فى فصل تحت عنوان «العمل بذكاء، وليس العمل بكثرة» تقول إيفانكا إنها أدركت عندما أصبحت أماً، أهمية وضع حدود أكثر صحية لصالحها ولصالح العاملين معها، فى هذا الإطار أصبحت تشجع وضع ساعات عمل تتمتع بمرونة أكثر، وكذلك العمل عن بعد، لأنه يبقى المعيار الأساسى هو إنجاز العمل، فلم يعد مكان العمل مهماً فى هذا العصر. وتكتب إيفانكا أنها أثناء حملة والدها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية وجدت نفسها تشغل 3 مناصب، فإلى جانب توليها إدارة شركتها للأزياء والموضة، كانت تلعب دوراً تنفيذياً فى شركات والدها إلى جانب دورها فى الحملة الانتخابية، ومع ذلك كانت حريصة على قضاء وقت مع أبنائها الثلاثة. وتروى إيفانكا أنه فى الأيام التى لا تضطر فيها للسفر من أجل الحملة الانتخابية كانت تحرص على العمل من المنزل لكى تعوض أبناءها فترات غيابها الطويلة، وتؤكد أنها أثناء انشغالها بالعمل لا تخصص وقتها سوى للانتهاء من أعمالها والاهتمام بأسرتها، فى المقابل قد لا تجد أى وقت للاهتمام بنفسها أو الاستمتاع بجلسة مساج أو حتى مقابلة أصدقائها، وهكذا كان الوضع أثناء الحملة الانتخابية لوالدها. تصف إيفانكا تطورها الخاص بأنها تحاول تحقيق التوازن بين أدوارها المتنافسة وكيف قررت التمتع بصورة أمها العاملة واستخدامها لصالحها بدلا من تجنبها. كتبت إيفانكا أنها فى مرحلة ما بدأت تتساءل لماذا قد ينتج عن صورتها كأم تضطر للاهتمام بأطفالها والعناية بهم أى تأثير سلبى على صورتها كسيدة أعمال مهمة وقوية. وفى بحثها عن إجابة لهذا السؤال قررت استغلال صورتها كأم للتأكيد على فكرة أنها سوبر امرأة قادرة على القيام بأدوار متنوعة، لهذا لم تعد تمانع فى نشر صورها على الانستجرام وهى تلاعب أطفالها بملابس البيت، فهذه الصورة لا تنتقص منها ولكنها تزيد من قوتها وتؤكد على قدراتها المتنوعة. وتؤكد إيفانكا أنه يجب على النساء العمل معاً لتفكيك تلك الصورة الكاريكاتيرية للمرأة العاملة، وتنصح الآباء والأمهات باصطحاب أطفالهم إلى المكتب، «من خلال جلب أطفالى فى بعض الأحيان إلى المكتب، وأشارك ما أحب أن أفعل معهم وأيضاً أبعث برسالة إلى فريقى أنى أحرص على إعطاء الأولوية لعائلتى وأنهم يمكنهم القيام بنفس الأمر». وأضافت أن جلب الأطفال لا يعطى رسالة فقط بأن الأطفال مرحب بهم فى مكان العمل ولكنه يعطى إشارة إلى أن امتلاك عائلة هو جزء مهم من الحياة، وأنه لا يوجد فارق بين الاضطرار للعمل يوم الأجازة وبين الاضطرار لاصطحاب الأبناء لمكان العمل. إخفاء سيطرة إيفانكاعلى والدها بمنحها منصباً بالبيت الأبيض يكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة لأن صاحبته قد تكون صاحبة الصوت الأعلى فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إذ إن إيفانكا هى الابنة المقربة لوالدها وأصبحت رسمياً مستشارته الخاصة وهو المنصب التى حصلت عليه بعد مزاعم صحفية بأنها تتمتع بالقدرة على الوصول لتقارير رسمية أمريكية رغم عدم توليها منصبًا رسميًا فى البيت الأبيض يخولها هذه السلطة، وهو الأمر الذى دفع والدها لمنح هذا المنصب الذى لا تحصل على أجر مقابله. وفى بيان، أشار البيت الأبيض إلى أن الابنة الكبرى للرئيس كان لها بالفعل «دور غير مسبوق» فى الإدارة يختلف عن دور الأطفال الرئاسيين السابقين، وأنها ستتولى منصب المستشار الخاص للرئيس، ولذا تتحمل نفس المسئولية فى الالتزام بمعايير الأخلاق التى يتمتع بها موظفون اتحاديون آخرون، وأن القرار يظهر التزام الإدارة بالأخلاق والشفافية والامتثال للقانون. ورغم أن إيفانكا لديها بالفعل مكتب فى الجناح الغربى، كما هو الحال مع جاريد كوشنر، زوجها الذى يشغل منصب كبير مساعدى ترامب، سيكون لديها الآن فرص متزايدة لقيادة المبادرات التى تخلق فوائد لسياسة حقيقية للجمهور الأمريكى والتى لم تكن متاحة لها سابقاً، حسبما ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض. إيفانكا وكوشنر أقوى زوجين بالعالم بحسب الصحافة الأمريكية فإن إيفانكا وزوجها كوشنر أصبحا فجأة اثنين من أقوى الأزواج فى العالم، ويدرك الجميع النفوذ الذى تتمتع به إيفانكا على والدها وقدرتها على إقناعه بما تريد، وبحسب شهادة المقربين من عائلة الرئيس الأمريكى، فإن إيفانكا تتمتع أيضا بشخصية ساحرة قادرة على التأثير على من حولها، ولكن خبرة إيفانكا الكبيرة فى عالم المال والأعمال، حيث كانت المديرة الفعلية لشركات والدها، لا تعنى على الإطلاق أنها تتمتع بالخبرة السياسية الكافية التى تجعلها صاحبة الكلمة العليا فى سياسة أهم وأكبر دولة فى العالم. جاء إعلان تعيين إيفانكا فى منصب المستشار الخاص لوالدها فى اليوم الذى سعى فيه ترامب إلى تعزيز التزام إدارته بتمكين المرأة، وأدلى بهذه التصريحات فى أحد لقاءاته الذى ضم عدداً من كبار النساء فى حكومته ومن بينهم السفيرة الأمريكية نيكى هالى، ورئيس إدارة الأعمال الصغيرة، ليندا ماكماهون. فى المقابل بعث كبار الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ برسالة إلى مكتب أخلاقيات الحكومة ترصد مخاوفهم بشأن موقف إيفانكا والتضارب المحتمل فى المصالح الذى قد يثيره وضعها مع شركاتها الشخصية، بما فى ذلك تجارة التجزئة.