مبارزة من نوع خاص شهدتها ساحات الرأي العام خلال الساعات الماضية، بعدما تطاول الكاتب والأديب يوسف زيدان على الأسطورة التاريخية صلاح الدين الأيوبي ووصفه بأنه "أحقر" الشخصيات على مر التاريخ. "الأيوبي" أحقر شخصيات التاريخ الطرف الأول في تلك المبارزة كان الروائي يوسف زيدان عندما قال خلال لقائه ببرنامج "كل يوم"، على فضائية "ON E": " إن القائد صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ.. وإن صلاح الدين الأيوبي، ليس بالشكل الذي قدمته المسلسلات والأفلام، موضحاً أن الفيلم الذي جسد فيه الفنان أحمد مظهر شخصية صلاح الدين هو من صُنع مؤسسة الحكم في تلك الفترة، وقامت بتوظيف مخرج الفيلم يوسف شاهين لهذه القضية". المصريين في منصة الدفاع والطرف الثاني من تلك المبارزة كان عدد من الشخصيات العامة في مصر بالإضافة إلى عدد من رواد السوشيال ميديا، الذين شكلوا منصة للدفاع عن صلاح الدين الأيوبي من خلال التدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر".
ففي البداية، علق طارق الشناوى الناقد السينمائى، على جملة "أحقر شخصية فى التاريخ"، قائلا: تعبير خاطئ ولايجوز استخدامه، مضيفا أن هناك بعض الشخصيات التاريخية التى يختلف عليها البعض، فعلى سبيل المثال يرى الكثير أن نابليون قائد عظيم والآخر يراه قائد خائن، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يعتمد يوسف زيدان على بحث توثيقى ضخم لكى يعلن هذه القناعة التى تفيد بأن "صلاح الدين أحقر شخصية فى التاريخ".
شهرة وجو رخيص وبدأ رواد السوشيال ميديا في الهجوم على يوسف زيدان، فقال هبة طاهر يوسف زيدان: "بالنسبالي كاتب غير مميز علي الإطلاق يمكن تكون الحاجه الوحيدة اللي عرفت اقرأها ليه للاخر هي روايه عزازيل واللي أنا أساسًا شاكه إنه هو اللي كاتبها بعد كده معرفتش أكمله روايه واحده بداء من محال وانتهاء بظل الأفعي ده طبعا رأي شخصي.. بس لما يطلع يقول إن صلاح الدين الأيوبي من أحقر شخصيات التاريخ من غير ما يقدم أدله تبقي بتدور علي شويه شهره وأضواء وبصراحة ده اسمه جو رخيص".
وهو ما أكدته علا عبداللطيف، فقالت: "من زمان وله محاولاته الرخيصة في رواياته بالاستعانة بالاباحه الادبية بتقلل من قيمة كتاباته جدا هو يعتقد أنه بيقلد نجيب محفوظ... ورأيه في صلاح الدين ماهو إلا مجرد تعريض لغرض معين".
مؤيدي يوسف زيدان والطرف الثالث في المبارزة وقف في صف الروائي، وكانت أولهم الإعلامية ياسمين الخطيب التي قالت على صفحتها الرسمية على "فيس بوك": " يوسف زيدان لم يتجنى على صلاح الدين الأيوبي .. صلاح الدين ليس أحمد مظهر في فيلم الناصر .. اقرأوا التاريخ، لأن السيما خربت عقولكم".
ورواد السوشيال ميديا المقتنعين بهذا الرأي بداوا في الدفاع عن يوسف زيدان أيضًا، وكان من بينهم ياسر الهواري الذي قال: " بالمناسبه إي قارئ للتاريخ مش هيختلف علي اللي بيقوله عن صلاح الدين أو قطز...أما اللي مصادر التاريخ عنده سمعيه أو الأفلام العربي هيجيله صرع".
المصريين في حيرة إختلاف وجهات النظر بعد الهجوم على صلاح الدين الأيوبي وضع المصريين في حيرة من أمرهم إلى أي طرف من الأثنين يميلون، ووفقًا لرأي التاريخ في تلك القضية فيعتبر صلاح الدين الأيوبي الذي ولد في تكريت في العراق عام 1138 ميلادية، رمزاً من رموز الفروسية والشجاعة، كما يعد أكثر الأشخاص تقديراً واحتراماً من قبل خصومه، بسبب تسامحه وإنسانيته ومعاملته الحسنة التي تميز بها، كان له الفضل في تأسيس الدولة الأيوبية، بعد قضائه على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.
قاد الأيوبي حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين لاستعادة الأراضي المقدسة، وتمكن من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان، بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس في معركة حطين.