اجتماع بين رئيس الوزراء وأهالى النوبة لحل أزمة «الأرض» النوبة جزء أصيل من الوطن، يعرف عن أهلها الطيبة والكرم، ولا يحلمون إلا بالبقاء فى أراضيهم التى ورثوها أباً عن جد، ما دفع عددًا من نواب البرلمان للتدخل لاحتواء الأزمة التى اندلعت عقب ضم جزء من أراضيهم إلى مشروع المليون ونصف المليون فدان. ثلاثة نواب هم مصطفى بكرى، وعمرو أبواليزيد أمين سر لجنة الإسكان، والسيد حسن موسى وكيل لجنة الزراعة، ذهبوا للقاء المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، فى محاولة للبحث عن سيناريوهات لحل أزمة النوبة. الحكومة أكدت تفهمها لمطالب النوبيين، ووعدت بأنها ستضمن لهم كامل حقوقهم فى أراضيهم، خاصة أن أهالى «النوبة» جزء أساسى من نسيج المجتمع المصرى، وهو ما أكده النائب عمرو أبو اليزيد، قائلاً: رئيس الوزراء أكد لهم خلال الاجتماع احترام المادة «236» من الدستور التى تكفل للنوبيين الإقامة فى أراضيهم، لافتاً إلى أنهم حصلوا على وعد من إسماعيل بالذهاب إلى أهالى النوبة، والتحاور معهم، والتوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف. وأضاف «أبو اليزيد» فى تصريحات خاصة ل«الفجر»: أوضحنا لرئيس الحكومة الصورة الحقيقية عن النوبيين، وأنهم لم يقوموا بقطع الطريق كما تردد، وإن ما حدث أن الكمين الأول سمح للقافلة القادمة إلى القاهرة بالمرور، فيما رفض الكمين الثانى مرورهم، ما جعلهم يبيتون فى الطريق. ما يؤكد كلام أبو اليزيد، البيان الذى أصدره مجلس الوزراء عقب اللقاء، الذى أكد فيه حرص الدولة على تلبية مطالب أهالى النوبة، وأن الحكومة تتابع مع الجهات المعنية تنفيذ كل المشروعات الخدمية والتنموية التى تسهم فى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأهالى النوبة، مشدداً على أنه سيتم إعطاء الأولوية المطلقة لأهالى النوبة فى أراضى منطقة «خور قندى» سواء كانت ضمن الأراضى المخصصة لشركة الريف «المصرى الجديد» الخاصة بمشروع تنمية واستصلاح المليون ونصف مليون فدان أو خارجها. النائب الوفدى، أجرى اتصالاً مع قيادات «النوبة» وأبلغهم بنتائج الاجتماع، فرحبوا بالمفاوضات مع الحكومة، مؤكدين لهم عشقهم لأراضيهم، والبحث عن أى مخرج للأزمة يضمن لهم البقاء. مرجحاً أن يتم عقد جلسة خلال أسبوع على أقصى تقدير بين رئيس الحكومة ووفد من النوبة لحل الأزمة. فيما رأى أحمد صالح، عضو لجنة صياغة قانون عودة النوبيين، أن أفضل السيناريوهات لحل أزمة أراضى النوبة، إصدار قرار جمهورى يحفظ حق النوبيين فى أراضيهم، مع الاعتراف بتفعيل المادة 236» من الدستور التى أكدت حق النوبيين فى العودة إلى بلادهم خلال فترة عشر سنوات، على أن يشمل هذا القرار إنشاء هيئة عليا لتوطين النوبيين فى أراضيهم. وقال صالح إن النوبيين يأملون فى استجابة الرئيس السيسى لمطالبهم، لافتاً إلى أنهم ينتظرونه حتى رجوعه من زيارته الخارجية إلى غينيا، ليطلبون مقابلته وتدخله بشكل مباشر لحل الأزمة وحفظ أراضيهم من المستثمرين، مضيفاً: أهالى النوبة يثقون فى الرئيس السيسى، ويعلمون جيداً أنه سينهى الأزمة فور عودته للبلاد. الناشط النوبى مصطفى أحمد، أكد أن أهالى النوبة يرحبون بالتفاوض مع الحكومة، وأنهم لا يطمحون سوى فى قرارات توضح بشكل قاطع أحقيتهم فى أراضيهم، موضحًا أن أفضل حل للأزمة إصدار قرار بإنشاء هيئة تنمية أراضى النوبة التى ستشرف على تنفيذ رجوع الأراضى للنوبيين، والسماح لهم بالتحرك فيها دون أن تمنعهم السلطات الأمنية. وطالب هانى يوسف، الرئيس السابق للاتحاد العام للنوبة، أهالى النوبة بمنح الحكومة شهراً لإبداء حسن نيتها، واتخاذ خطوات جادة تضمن لهم أحقيتهم فى أراضيهم، مع تعديل قرار هيئة الريف المصرى واقتصار توزيع أرض «خورقندى» المحصورة ضمن نطاق قرى النوبة مع العمل الجاد لتوطين أبناء النوبة على قرى ضفاف النيل. وقال يوسف: لابد من تحرك الحكومة فى هذا المسار، خاصة أن آلاف الشباب النوبى قادر على استصلاح أراضيه فى فترة زمنية وجيزة إذا ما توفر له الدعم والمساندة من الدولة، مضيفاً: إذا ما تحققت هذه الخطوة، ستحل مشاكل النوبيين للأبد، بل وسيسهل دمجهم فى المجتمع المصرى بأكمله. أبو مسعود محتى، عضو لجنة متابعة الملف النوبى، أكد أن شباب النوبة لا يرغبون فى الصدام مع الحكومة أو النظام، بل يريدون قرارًا بوقف ضم أراضى النوبة إلى المشاريع القومية، وتوزيعها على أبناء النوبة، متسائلاً: أبناء مدن القناة تم تهجيرهم، وبعد الحرب عادوا لمدنهم، فما السبب وراء الإصرار على تهجير أبناء النوبة. وقال محتى: هناك الكثير من الجهات التى دعمت النوبيين فى العودة إلى أراضيهم، بل ومساعدتهم فى تنميتها، فكان يحصل من السائحين زوار المعابد 2 دولار لصالح تعمير قرى النوبة كجزء من تاريخ الحضارة المصرية، بالإضافة إلى أن منظمة «الفاو» قدمت مليارًا و300 مليون دولار لتعميرها. وطالب محتى، بإنشاء اللجنة العليا لتنمية النوبة على أن تضم فى عضويتها أبناء النوبة فمنهم أطباء ومهندسون وعلماء، قادرون على إدارتها وطرح أفكار من شأنها النهوض بمجتمع النوبة. واختتم «محتى» كلامه، قائلاً: الحلول التى طرحناها ليست وليدة اليوم، بل سبق وتقدمنا بها أكثر من مرة للمسئولين، فى محاولة لإثبات حق النوبيين فى أراضيهم، لافتاً إلى أنهم يثقون فى الرئيس السيسى، وأنه سيتدخل لحل الأزمة بشكل فورى، خاصة أن أبناء النوبة جزء من تاريخ مصر العريق، ولا يحملون داخلهم أى نوع من البغضاء أو الكراهية للحكومة، مؤكداً أنهم يرحبون بأى مفاوضات من شأنها حل الأزمة.