وصلت أزمة عودة توطين أهل النوبة في أراضيهم لأوج حدتها هذه الأيام, خاصة بعد أن قرر الأهالي تعليق اعتصامهم، لحين معرفة إذا كان ستتم الاستجابة لمطالبهم أو العودة إلى التظاهر مجددًا. وترجع تفاصيل تلك الواقعة إلى خروج مسيرة عرفت بقافلة العودة النوبية، إلى قرية خور قندي، للمطالبة بتعديل القرار الجمهوري رقم 444 والذي جعل الأرض الواقعة بين شرق وغرب بحيرة السد العالي أرضًا عسكرية ولتفعيل المادة 236 من الدستور لإعادة توطين الأهالي, لكن اعترضنتم قوات الأمن مما حول مسيرتهم لاعتصام. وأعطى نشطاء نوبيون مهلة للحكومة حتى يوم الإثنين القادم، لوضع حل لتلك المشكلة خلال الاجتماع مع رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، محذرين من عودة الاعتصام بشكل أقوى في هذه المرة حال عدم تنفيذ مطالبهم, مؤكدين أن الحراك النوبي مازال على أرض الواقع، ويعقد اجتماعات يومية للشباب في القاهرة وأسوان للضغط الشعبي. وقال أحمد سعيد، الناشط النوبي وعضو القافلة النوبية, إن انتفاضة أهالي النوبة كانت من المفترض أن تحدث عقب ثورة 25 يناير2011، وإيمانًا منا بالنظر لاستقرار البلد لأكثر من 60 سنة وحان الوقت للعودة, وقدمنا بيانًا إلى مجلس الوزراء وطالبنا فيه بعدم ملاحقة المعتصمين بعد إنهاء الاعتصام, ورفع اسم قرية خورقندي من كراسة شروط شركة الريف المصري حتى لا تدرج للبيع, وإلغاء القرار الجمهوري 444 الذى يحدد المناطق المتاخمة للحدود وتفعيل المادة 236 من الدستور لإعادة توطين أهل النوبة. وحذر سعيد خلال تصريحات خاصة ل« المصريون»، من أنه حال عدم تنفيذ المطالب سيتم الإعلان عن العودة للاعتصام ولكن بشكل أوسع, والحراك النوبي مستمر من خلال عقد اجتماعات يومية للشباب سواء في القاهرة وكل يوم داخل قرية بأسوان. ومن جانبها، أوضحت نجلاء أبو المجد، الناشطة النوبية، بأنه تم الاتفاق مع النواب مصطفى بكرى وعمرو أبو اليزيد، على تحديد موعد لاجتماع عشرة أعضاء من شباب اللجان التنسيقية لقافلة العودة النوبية داخل مجلس الوزراء. وتابعت بأن الاجتماع سيحضره رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وعلى عبد العال رئيس مجلس النواب لمناقشة تنفيذ مطالب النوبة, ولإعادة تفعيل مناقشة قانون إعادة توطين النوبيين على البحيرة. وفي سياق متصل، قال عبدالرازق عوض، رئيس جمعية المضيق الخيرية في عابدين, إن أهل النوبة انتظروا على العودة لأكثر من 63 سنة مهجرين لكن أرض أجدادنا لابد أن تعود لأصولها وليس إلى المستثمرين, ووافقنا على تعليق الاعتصام لأن النوبيين طيبون لكن لا يعبث بهم. وأضاف عبدالرازق أن مطالبنا الأساسية هي أن تعود الأرض للنوبيين, وتنمية منطقة النوبة, وجعل النوبة منطقة أكثر أمنًا بإقامة وحدات تابعة للشرطة المصرية في كل قرية لأن النوبة أرض صحراوية وكل مداخلها مفتوحة.