لمكافحة الإيدز وتفادى أضرار المواد الإباحية الموجودة على الإنترنت أطلق معهد التدريب والبحوث الإنجابية بالإسكندرية بالتعاون مع الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، تحت شعار «تمكين وحماية الشباب والتثقيف الجنسى الشامل» مشروعًا لتثقيف الأطفال والشباب من الجنسين، بالإضافة إلى وجود تدريبات خاصة لتناسب المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة. وتتبنى المشروع تمويليًا منظمة «بلان إنترناشيونال إيجبت» الأجنبية، التى تدعم وتعزز قدرات مؤسسات المجتمع المدنى المحلية، كما تهتم بشئون الأطفال وحماية المهمشين من جميع أنواع العنف، وتعمل المنظمة فى مصر تحت رقابة وزارة التضامن مباشرة، وبتصريح من وزارة الخارجية صالح لمدة 3 سنوات ينتهى العام المقبل -بحسب تصريحات خالد سعيد مسئول ميدانى بالمنظمة-. وكشف أحمد حمدى، المسئول الاجتماعى عن الشباب بالجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، عن خطة عملهم ل«الفجر»، حيث تسعى الجمعية إلى وجود تعاون رسمى بينها ووزارة التربية والتعليم؛ لوضع مواد تخص «الثقافة الجنسية» فى المدارس، أو على أقل تقدير السماح للجمعية بإعطاء تدريبات للتلاميذ، وعلى الرغم من وجود عدة صعوبات وعراقيل أمام التنفيذ بشكل رسمى، إلا أننا نواصل عملنا بشكل يومى. وعقدنا العديد من الندوات للأطفال وهم بصحبة أولياء أمورهم؛ بهدف تغيير السلوكيات الضارة فى المجتمع، وبالفعل قامت الجمعية بالجهود الذاتية بزيارة عدد من المدارس، وقدمنا الخدمة فى 20 مدرسة، بعدما حصلنا على موافقة مدير كل مدرسة على حدة، هذا علاوة على تنظيم رحالات من المدارس إلى مقرات الجمعية بالمحافظات لحضور المحاضرات، والتدريبات التى حضرها أولياء الأمور كانت فى 20 محافظة، منها: «أسوان، المنوفية، الدقهلية، الإسماعيلية، كفر الشيخ، البحيرة، مرسى مطروح، والوادى الجديد». وتم ذلك بواسطة 147 فرعا من فروع الجمعية، وكان عدد متوسط الحضور 20 أسرة من كل محافظة، ولاحظنا تفاوت قابلية المجتمع والعائلات لتلك المادة الثقافية، واكتشفنا أن المحافظات الحدودية أكثر تقبلا للفكرة، وفوجئنا برد فعل بعض الأمهات، اللائى رأين أن محاضرة «الثقافة الجنسية» مهمة جدًا؛ لكسر حاجز الخجل بينها وبين أبنائها فى شرح تلك النقطة تحديدًا، والحصول عليها بشكل علمى دقيق غير خادش للحياء العام. وشدد «حمدى» على ضرورة تثقيف الأبناء، حتى لا يكون مصدر الاطلاع لديهم على تلك المعلومات هى وسائل التكنولوجيا، تجنبا لما قد تحويه تلك الوسائل المفتوحة من مواد إباحية تضر أكثر ما تفيد، والمشروع يعتمد على عدة محاور رئيسية، تبدأ بمكافحة ختان الإناث والزواج المبكر مرورًا بمكافحة الإجهاض غير الآمن، والذى قد يؤدى إلى زيادة نسبة وفيات الأمهات فى سن صغيرة. كل هذا بخلاف الأمراض المنقولة جنسيا، وكيفية الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة «إيدز»، خصوصًا بعد إعلان نسبة الإصابة به، والتى تراوحت من 5 إلى 6 آلاف مريض طبقا للإحصائيات الرسمية، ولا ينبغى أن نغفل حقيقة مهمة، هى أن تلك النسبة ليست سوى 20% فقط من القيمة الحقيقية. كما تضمن أعمال الجمعية تنفيذ مشروع تدريبى للشباب، تحت عنوان «الحب واختيار شريك الحياة» والذى يعتمد على عرض جميع جوانب الحياة خصوصا الجانب الجنسى، لمكافحة ثقافة الصمت التى يضطر الطرفان إلى اللجوء إليها، والتى قد تزداد لدى النساء، ما سيؤدى بالضرورة إلى تفاقم المشكلات واللجوء إلى الطلاق، وما يؤكد ذلك هو استفحال معدلاته فى الفترة الأخيرة، ولا يجب أن نتغافل عن أن أغلب المشاكل الزوجية تكون بسبب الختان. وأوضحت سارة بيصر، رئيس مركز الزيتونة لدعم الطفل والمرأة، أن شبكة تثقيف الأقران التابعة لصندوق الأممالمتحدة للسكان UNFPA، ستطلق حملة «جمالها فى كمالها» لمناهضة ختان الإناث بداية من شهر أكتوبر المقبل، بهدف توعية 10450 فردا بمخاطر ختان الإناث، عبر تدريب 550 من مثقفى الأقران الشباب، للقيام بعمل 550 جلسة توعية وتثقيفية، و66 جلسة لعب أدوار ومسرح تفاعلى، فى القرى والمدن ب22 محافظة، ومد العرض المسرحى بإحدى القصص الإنسانية فى إطار مفهوم الحملة، لتجسيدها وضمان وصول رسالة للجمهور بخطورة الأمر. وانتقد الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الممارسات الضارة ضد الفتيات، وتحدث عن التثقيف الجنسى والصحة الإنجابية من الرؤية الإسلامية، فأكد أن عددا كبيرا من العادات والتقاليد تتم باسم الدين، وهى ليست من الإسلام فى شيء، ومنها مثلا ختان الإناث، فهو نجاسة وليس كما هو متعارف بأنه طهارة، واعتبره واجبًا وليس فرضًا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختن نساء بيته ولا بناته ولا حفيداته.