المرأة العانس أو المطلقة أو الأرملة، كما يشاع في مجتمعنا إما هى من تأخرت في سن زواج أو انفصلت عن زوجها أو مات رجلها هذا المفهوم المطلق للحالات الاجتماعية، ولكن علي أرض الواقع كثير من المتزوجات يشعرن أنهن أرامل ومطلقات وعوانس وهن في عش الزوجية، والمرأة العانس هي من وصلت لسن الأربعين وفاتها قطار الزواج، فما بالكم بامرأة وصلت لنفس السن وهي متزوجة، لكنها تشعر شعور العانس . فالعنوسة من وجهة نظري لا تعني تلك المرأة المتأخرة عن زواج بل هي المرأة المتزوجة التي تشعر أنها بمفردها في تلك الحياة، رغم وجود الجدار المائل الذي تأخذه فقط كواجهة اجتماعية لا أكثر ولا أقل، هي من تربي.. هي من تعمل.. هي من تتحمل جميع مشاق الحياة المُلقاة على عاتقها بمفردها فقد تأخر بها الزمان بالفعل ولكن ليس عن زواج بل عن إدراكها بأنها امرأة لها حقوق وواجبات نسيت كل ما يخص كيانها كأنثى بل نسيت بالفعل أنها أنثى وحلت محل الرجل الذي لا وجود له في حياتها على أرض الواقع.
المرأة المطلقة هي تلك التي أخذت إحدى الخطوات الجريئة لتواجه مشاق الحياة، وتعيش في المجتمع وسط الكم الهائل من الانتقادات والافتراءات فهي اختارت نفسها وكيانها عند إدراكها أن تلك الحياة لا تصلح للاستمرار، واجهت الكثير من الصراعات والمشاكل والخلافات سواء مع الرجل أو مع المجتمع للحصول على الطلاق.
أيضاً كم امرأة متزوجة، في خلافات دائمة مع الزوج الأناني الذي لا يهتم إلا لشأنه ومتعه الذاتية والشخصية فقط فتلك المرأة طلقت نفسها في الخفاء لأنها أجبن من أن تنشرها في العلن خوفا من كلام الناس، والأرملة أيضا من مات زوجها وتركها وحيدة تواجه صعاب الحياة بمفردها.
فيا نسائي كم من امرأة متزوجة، لا يوجد بجوارها رجل يشاركها هموم ومشاكل الحياة فهو لا يصرف لا يسال ولا يهتم يعيش كأي قطعة جماد في منزلها ولا يوجد له كيان داخل الأسرة.
في نهاية رسالتي لكل امرأة انفصلت عن زوجها أو تأخرت في سن الزواج أو مات زوجها: "عيشي مرفوعة الرأس فهذا ليس عيب فيكي بل في بعض الأحيان وسام وجب عليكي أن تضعيه على صدرك، فكم من متزوجة أحق أن يقال عليها عانس، أو أرملة ، أو مطلقة، عنك عزيزتي.. فرفقاً بالقوارير".