كشفت دراسة طبية أجريت في إيطاليا أن النساء المطلقات والأرامل وغير المتزوجات بشكل عام يتمتعن بحالة صحية ومزاجية أفضل بكثير من النساء المتزوجات ويعشن بسعادة وراحة أكبر. أكدت الدراسة أن المطلقات يعشن أكثر 5 سنوات علي الأقل من المتزوجات مشيرة إلي أن المطلقات يعانين ضغوطاً نفسية وبدنية أقل بكثير من المتزوجات وهو ما يجعلهن في حالة صحية أفضل كما أكدت الدراسة أن المطلقات والأرامل أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب من المتزوجات وأقل عرضة للإصابة بالقلق ولديهن رضاء وظيفي أكبر في حياتهن العملية كما انهن يتميزين بالنشاط والحيوية أكثر من غيرهن. تعلق الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية علي الدراسة مؤكدة أن هذه الدراسة قد تكون معبرة عن الأوضاع في إيطاليا إلا أن الأوضاع في مصر مختلفة حيث إن الأرملة في مصر خاصة التي لديها أولاد "تشيل الهم" بعد وفاة زوجها وتتحمل المسئولية وحدها في تعليم الأولاد وتزويجهم كما أن المطلقات يكن أكثر حرصاً في تصرفاتهم نظراً لأن العيون تكون مركزة عليهن وبالتالي فإنهن في مصر يتعرضن لظروف نفسية أسوأ بينما تتعرض الزوجات لظروف نفسية أقل. أشارت إلي أن الأولاد يصبحوا هم وسيلة الاتصال الدائم بين الأب والأم حتي بعد الانفصال والطلاق وبالتالي تكون همزة الوصل بينهما لا تنقطع.. لأن الشعوب العربية والإسلامية تولي اهتماماً كبيراً للأولاد فالحياة هنا في مصر تختلف عن إيطاليا وغيرها من الدول الأمريكيةوالغربية!! أضافت أن السيدة المطلقة في مصر تحكمها العادات والتقاليد وتصبح أكثر حرصاً في كل تصرفاتها حتي لا يطلق عليها انها "سهلة".. وبالتالي لا تتحرر من قيود كثيرة بل العكس صحيح فهي تفكر دائماً ماذا تفعل بعد انتهاء حياتها الزوجية وتدخل في دوامة أخري وقد تصبها أمراض عدة!!. وتتفق معها الدكتورة آية صلاح حامد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: مؤكدة أن المجتمعات العربية تحكمها العادات والتقاليد بعكس المجتمعات الأوروبية التي تعيش في حرية بلا قيود!! أضافت أن السيدة المطلقة في مصر تعيش حياة تعسة بعد الطلاق حيث لا يرحمها المجتمع والأقارب والأصدقاء والجميع يتهمونها بالفشل لأنها لم تحافظ علي حياتها الزوجية وفشلت في الاحتفاظ بزوجها لذلك تظل العيون تطاردها حتي تتزوج مرة أخري. أوضحت أن الزوجة في مصر تظل أفضل حالاً من المطلقة أو الأرملة لأن وجود زوجها معها يقلل من الأعباء المحملة بها!! أضافت أن الزوجة المطلقة تصطدم بزوج له طبيعة خاصة في ممارسة حياته التي تؤدي إلي الفشل والانفصال لأن الزوجة لا تستطيع تعديل أو تغيير سلوك إنسان تربي بطريقة معينة منها عدم تحمل المسئولية والاستهتار واللامبالاة كل هذه الأمور تصبح تغيرها أمراً صعباً علي مثل هذه النوعية من الأزواج ويرجع ذلك إلي نشأته في أسرته وأسلوب التربية الخاطيء.. فهذه العوامل تؤدي إلي الطلاق وبالتالي ينعكس علي نفسية الزوجة التي تصبح شبه محطمة تماماً هكذا حال السيدات المطلقات في مصر ويختلف تماماً عن السيدات المطلقات في الدول الغربيةوالأمريكية.. وتقول الدكتورة ريهام محيي الدين أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن الرجل في المجتمع الشرقي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة يخشي من الزواج بالمرأة المطلقة إلا ما ندر نظراً لسمعة المرأة المطلقة التي تسوء بعد الطلاق والكل يأخذ فكرة غير عادية عنها حتي إن كانت مظلومة وأن طليقها هو السبب فالمجتمع والناس يلا يرحمون ولا يتعاطفون مع قضيتها ولا يأخذون بأسبابها والأغلب أن المرأة المطلقة يقترن بها الزوج والأولاد والمتعدد للمتزوجات علي عكس الأرملة وربما يرغب في الزواج منها من لديه الأولاد أقل حتي يساعدها علي تربية أولادها اليتامي هذا طبعاً للرجل المستقيم الذي يخشي الله ويخافه والمطلقة حتي لو كانت لديها أولاد فإن زوجها الثاني يتذمر من أولادها ويتهرب من مسئولياتهم ويردد والدهم أولي بتربيتهم والاهتمام بهم مادام علي قيد الحياة فهو مسئول عن أولاده وعن مصاريفهم بينما الأرملة تضطر أن يكون أولاادها عنده ويكون مسئولاً عنهم!! يقول الدكتور أحمد البحيري أستاذ الطب النفسي إن الثقافة الإيطالية ثقافة متحررة لأبعد الحدود ولا تقارن بالثقافة المصرية التي تحكمها العادات والتقاليد والتمسك بالدين. أضاف أن الرجل في مصر يفضل الزواج من المرأة الموظفة سواء كانت أرملة أو مطلقة أو عانساً لا يهمه في ذلك حال المرأة هذه الأيام غير أنها تتقاضي راتباً وتساعده علي صعوبة الاحياة.. ويضيف أن الأغلبية لا ترتبط بالأرملة أو المطلقة إلا الرجل المتزوج الذي لم يسبق له الزواج من قبل لا يمكن أن يقترن بالمطلقة أو الأرملة إلا ما ندر. أشار إلي أن سمعة المرأة الأرملة أفضل بكثير من المرأة المطلقة فقضاء الله وقدره أوقعها في هذا الوضع ولكن المطلقة تكون أمام الناس والمجتمع ملومة وإن كان الزوج هو المخطيء وتبقي هي الملامة وتدور التساؤلات حولها ولا يضحي الرجل بسمعته بالاقتران بها. وتري الدكتورة نهلة أمين استشاري علم النفس أن أغرب ما جاء في الدراسة الإيطالية أن المطلقات والأرامل يعشن أكثر من المتزوجات بأكثر من 5 سنوات رغم أن الأعمار بيد الله وليس بيد البشر ولا يتحدد عمر السيدة بأن تكون مطلقة أو أرملة أو متزوجة. أضافت أن أوضاع المطلقات والأرامل في إيطاليا قد تكون أفضل حالاً من المتزوجات.. ولكن الوضع في بلادنا مختلف لأن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ترفض الطلاق ولا تحبذه أما بالنسبة للأرملة التي لديها أولاد فإنها في أغلب الأحوال ترفض الزواج من رجل آخر وتهب حياتها لتربية أولادها بعكس ما يحدث في إيطاليا حيث تكون الأرملة هناك حريصة علي إقامة علاقة مع رجل سواء بالزواج أو بأي وسيلة أخري لأن لهم تقاليدهم وعاداتهم التي تختلف تماماً عن تقاليدنا.