إذا كان من حق الرجل أن يذهب مرة ومرتين وثلاث وأربع إلي المأذون للزواج.. ولا أحد يعارضه.. فلماذا ذهاب المرأة للمأذون مرتين يثير جدلاً ما بين مؤيد ومعارض.. رغم أنها تتجه للزواج الثاني بعد وفاة زوجها أو فشل زواجها الأول. وهناك كثير من السيدات يحفن من الزواج الثاني ويفضلن استكمال بقية حياتهن في خدمة الأولاد!! خبراء علم النفس والاجتماع يرون أن شبح الزواج الأول هو العقبة الرئيسية أمام المرأة لتكرار تجربة الزواج للمرة الثانية ولعل أهم ما يعوق المرأة عن فتح صفحة جديدة معاناتها مع زوجها الأول والجرح العميق الذي سببه لها الفشل في الزواج الأول. تقول الدكتورة نادية حليم مستشار مركز البحوث الاجتماعية والجنائية ومدير برنامج بحوث المرأة أن الزواج الثاني للمرأة ليس عيباً ولا حراماً ولكن من حق الزوجة أن تخوض التجربة من جديد وتستكمل حياتها مع زوج آخر. أضافت أنه بالنسبة للزوجة الأرملة عليها أن يتم التنسيق بينها وبين أولادها وزوجها الجديد حتي يكون لهم الأب البديل ويحرص علي تربيتهم كما لو كانوا أولاده. أكدت علي حق المرأة في الزواج الثاني بشرط ألا تفسد علاقة زوجية كانت قائمة كما لا يجب أن يجبرها أحد علي اتخاذ قرار معين. خطف الأزواج يري الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم مستشار الطب النفسي ورئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية سابقاً: إن السيدة المطلقة ينظر لها المجتمع نظرة قاسية حيث تنصرف عنها صديقاتها وزميلاتها اعتقاداً منهن أنها ستسعي لخطف أزواجهن. يؤكد أن وجود أطفال في حياة المرأة من الزواج الأول يعد عقبة في نجاح زواجها الثاني إذا لم تعالج الأمور بحكمة خصوصاً أن الطفل الذي أصيب بصدمة عنيفة بعد انفصال والديه يجد نفسه أمام واقع جديد وهو "زوج أمه" ويحاول الطفل في كثير من الأحيان أن يشعل الخلافات بين والدته وزوجها الجديد حتي تتفرغ له والدته. أضاف أن هذا الأمر يحدث في الفترة الأولي من زواج المرأة وعلي الأم أن تتمتع بقدر كبير من الحكمة مع الأبناء ومع الزوج الثاني من ناحية أخري حتي تجتاز هذه المرحلة بسلام لأن الإحصاءات أثبتت أن الزواج الثاني يفشل مع وجود أطفال بنسبة 20% بين المطلقات بينما السيدات الأرامل تصل إلي 30% ويرجع ذلك لعدم التوافق بين الأزواج وانقضاء المصلحة بين الزوج أو الزوجة. يري الدكتور أحمد البحيري أستاذ الطب النفسي أن المرأة التي تخوض تجربة الزواج للمرة الثانية وتتمني نجاح زواجها عليها أن تتحرر من الأخطاء التي ارتكبتها خلال زواجها الأول وإلا فإنها ستقع في أخطاء أسوأ في الزواج الثاني خصوصاً أن المرأة تميل إلي معالجة الخلافات الزوجية وهو أمر لا يمكن تجنبه في أي زواج بنفس الأسلوب السابق في زواجها الأول مع اختلاف الزوج والظروف مما يقودها إلي طريق مسدود. يؤكد د.البحيري أن نجاح الزواج الثاني علي "المفهوم" الذي تعطيه المرأة لمعني الشراكة والاتحاد في الزواج أي أن تكون مع زوجها الثاني كياناً واحداً لما فيه مصلحة الأسرة ككل بعيداً عن الأنانية والمصالح الشخصية والابتعاد عن الأخطاء القاتلة في الزواج الثاني وعلي رأسها التردد في العطاء. تقول ابتسام أبو رحاب عضو مجلس إدارة اتحاد نساء مصر: إن المرأة تلجأ للزواج الثاني بسبب عدم شعورها بالأمان أو عدم ثقتها بالمحيطين بها مشيراً إلي أن السيدة التي تتعدي سن ال 50 غالباً لا تفكر في الزواج مرة أخري خاصة إذا كان لديها أطفال. تشير إلي أن الزوجات المطلقات خاصة في سن صغيرة تلجأ إلي الزواج الثاني هرباً من نظرة المجتمع لها وهناك العديد من الأسر يقومون برعاية أبناء بناتهم المطلقات من أجل نجاحهم في الزواج الثاني وحتي لا يصبح هؤلاء الأبناء عقبة أمام الزواج الثاني. تقول جمهورية عبدالرحيم رئيس جمعية نساء من أجل التنمية: إن المرأة المصرية عادة لا تقبل بالزواج الثاني ولا تأخذ هذه الخطوة إلا في ظروف صعبة سواء تمثلت في احتياجها للمال أو لتربية أولادها لأنها بطبيعتها تتزوج مرة واحدة فقط. أضافت أن هناك سيدات يفقدن الأمان لعدم وجود أسرة تساندها فتلجأ إلي الزواج الثاني خاصة في حالة عدم وجود مورد رزق أو وظيفة أو معاش صغير لا يكفي احتياجات أبنائها واحتياجات منزلها. تري الدكتورة عزة كامل مدير مركز وسائل الاتصال من أجل التنمية: إن الزواج الثاني ليس له مبررات إلا إذا لم يكن هناك أطفال لزوجة الأرملة أو المطلقة أو عدم وجود مصدر دخل لهذه الزوجة حتي تنفق علي ذاتها وأولادها. أكدت علي ضرورة ألا يأتي الزواج الثاني للمرأة علي حساب زوجة أولي. التقينا مع عدد من الزوجات المطلقات والأرامل اللاتي أقبلن علي الزواج الثاني.. ولكن ظهرت مشاكل عديدة نتيجة وجود أطفال. تقول ليلي.ن.أ ربة بيت: تزوجت عام ..1997 وزوجي يعمل موظفاً بسيطاً بإحدي الشركات وأنجبت طفلاً واحداً وهو الآن في الصف الثالث الابتدائي ولكن ظهرت مشاكل بيننا بسبب والدته حيث نعيش معها في مسكنها.. إلا أن تم طلاقي.. وأنا أبلغ من العمر 28 عاماً وأسرتي قررت زواجي مرة أخري.. ولكن اشترط الزوج عدم رعايته نجلي فقررت والدتي أن تقوم برعايته بعد أن تخلي والده عن تربيته.. والآن لا أشاهد ابني إلا مرة واحدة أسبوعياً فقط لكي أحقق نجاحاً في الزواج الثاني الذي لم أحققه في الزواج الأول!! تضيف ياسمين.ع.م ممرضة بإحدي المستشفيات الخاصة: انها تزوجت من زميل لها في العمل الإداري بنفس المستشفي وأنجبت 3 أطفال لفترة زواج استمرت 10 سنوات واستطعنا أن نجمع مبلغاً مالياً للانفاق علي أولاده بعد أن تم الطلاق بشكل ودي نتيجة لتفاقم الخلافات بيننا بسبب بعض الزملاء والإيقاع بيننا.. لكنني ارتبطت بزواج آخر لكنه فشل أيضاً بسبب طبيعة عملي وتواجدي بالمستشفي لساعات طويلة.. وانني فضلت عملي وأولادي علي فكرة الزواج نهائياً!! تؤكد رانيا سيد موظفة بإحدي الشركات الخاصة: انها تزوجت منذ 5 سنوات من مهندس مدني وكانت حياتها هادئة وأن الطلاق تم بسبب عدم إنجابها خاصة أن الأطباء أكدوا أن هناك مشكلة تعوق عملية الانجاب بالرغم من انها واظبت علي جميع العلاجات لكن دون جدوي.. وانفصلت وارتبطت بزوج آخر لم يسبق له الزواج وتعيش بدون أي مشاكل!!