دعا مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية، قوات الاحتلال الإسرائيلية للوقف الفوري لكافة الهجمات ضد الفلسطينيين الذين يحاولون توفير الأمن لقوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات. كما دعا المكتب، في بيان، قوات الاحتلال إلى ضرورة الإمتثال لإلتزاماتها بموجب القانون الدولي لتسهيل وحماية إيصال المساعدات الإنسانية، وغيرها من الضرورات الحياتية لقطاع غزة وداخلها، منبها إلى أن هذه الهجمات "ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة".
وذكر مكتب حقوق الإنسان أنه وثق منذ بداية شهر أغسطس، 11 حادثة لهجمات على فلسطينيين خلال عملهم في تأمين الحماية للقوافل في شمال غزة ووسطها. وقد أسفرت هذه الحوادث عن مقتل ما لا يقل عن 46 فلسطينيًا، معظمهم من أفراد الأمن المرافقين لقوافل المساعدات والإمدادات، إلى جانب بعض من طالبي المساعدة، وتم تسجيل إصابة آخرين، وأشارت تقارير إلى أن آخر هذه الحوادث وقعت في وقت مبكر من بعد ظهر يوم 13 أغسطس. ونبه مكتب حقوق الإنسان إلى أن هذه الهجمات تشكل جزءا من نمط متكرر، يشير إلى "استهداف متعمد" من قبل قوات الاحتلال، لأولئك الذين يُفترض أنهم مدنيون ويشاركون في تأمين الضروريات الحياتية.
الهجمات على المدنيين تفاقم حالة الفوضى وأفاد مكتب حقوق الإنسان بأنه وثق منذ بداية الحرب عشرات الحوادث التي استهدفت فيها قوات الاحتلال بشكل غير قانوني أفراد الشرطة المدنية الذين لم يشاركوا في الأعمال العدائية، مما ساهم في انهيار النظام العام حول قوافل الإمدادات، في ظل تزايد يأس السكان من الحصول على الغذاء في مواجهة "المجاعة المتفاقمة". وقد ساهمت الهجمات الحالية على من يحاولون تأمين قوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات في "تفاقم حالة الفوضى وزيادة حدة المجاعة بين الفلسطينيين"، وفقا للمكتب الأممي. وأوضح المكتب أن أفراد الشرطة المدنية والأمن يتمتعون - بموجب القانون الدولي - بالحماية من الهجمات ما لم يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية، وهو ما لا يشمله تأمين قوافل المساعدات الغذائية المخصصة للمدنيين.
وأكد أن إسرائيل - بصفتها القوة القائمة بالاحتلال - ملزمة بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان أمن وسلامة السكان في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرا من أن الهجمات الموجهة ضد أفراد الشرطة المدنية والأمن تشكل انتهاكا مباشرا لهذه المسؤولية.
مقتل 1760 من الباحثين عن المساعدات وفي الوقت ذاته، أفاد مكتب حقوق الإنسان باستمرار استهداف وقتل الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة، فمنذ 27 مايو وحتى 13 أغسطس، وثّق المكتب الأممي مقتل ما لا يقل عن 1760 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة؛ قتل 994 منهم في محيط مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية"، و766 على طول مسارات قوافل الإمدادات. "وقد ارتكبت معظم هذه الجرائم من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية".