تمسكه برموز نظام مبارك..وخلعه ثوب الثورة.. وتغاضيه عن فضيحة تمثيل مصر فى الصين حالة من الغليان الشديد تسود أوساط المثقفين من الوزير حلمى النمنم، بسبب إصراره على بقاء قيادات بعينها رغم ارتكابهم الكثير من الأخطاء فى قطاعاتهم. «النمنم»- حسب ما نشره المثقفون على صفحاتهم عبر الفيس بوك لم يأت بجديد للوزارة رغم أنه محسوب على المثقفين، سواء على مستوى السياسات أو من يديرون أفرع الوزارة، رغم التصريحات الثورية التى أعلنها فى بداية توليه المنصب. اكتفى «النمنم» بمهاجمة السلفيين بعد توليه منصبه، رغم أن موقعه يفرض عليه أن يدقق فى التصريحات، لأنه يعبر عن الحكومة وتوجهاتها باعتباره أحد أعضائها، وسرعان ما صمت الوزير الجديد وخلع ثوب الثورة ، بعدما نبهته دوائر فى الحكم إلى أنه يجر على الدولة مشكلات مع السلفيين هى فى غنى عنها، فاكتفى النمنم بممارسة الأنشطة التى يقوم بها أى وزير، افتتاح مكتبة.. حضور مهرجان وغيرهما. على مستوى اختيار القيادات، لم يطهر الوزارة من القيادات القديمة المتحكمة فيها والمسيطرة على المناصب منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكان اللافت للنظر إعادة «النمنم» تعيين الدكتور سيد خطاب رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة، رغم أن الدكتور جابر عصفور، أقال الأخير من المنصب بعد إحالته إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق فى تهمة الشروع فى التربح والإضرار بأموال ومصالح الجهة التى يعمل بها والتزوير المعنوى فى محررات رسمية، وذلك بعد أن تبين تلقى مدير الإدارة الهندسية بالهيئة رشوة من إحدى شركات المقاولات وضبطه متلبساً بها من قبل الرقابة الإدارية فى الوقت الذى كان «خطاب» مكلفاً فيه بالرقابة على أعمال هذه الإدارة، وكذلك ارتكاب 6 شركات مقاولات من المتعاملين مع الهيئة العديد من المخالفات المالية والهندسية وبعد اتخاذ قرار من مجلس الادارة بإحالتها إلى النيابة يتم تزوير القرار والاكتفاء بإحالة الشركات الست الى إدارة التفتيش المالى بالهيئة وتنفيذ القرار المزور على الرغم من علمه بتزويره. المثير للدهشة فى هذه الواقعة هو أن «النمنم» كان أحد أعضاء اللجنة التى شكلها الوزير السابق جابر عصفور حيث كان رئيساً لدار الكتب والوثائق وقتها، والتى اوصت بإحالة خطاب للنيابة وعزله من منصبه. ولعل إصرار «النمنم» على إبقاء نيفين الكيلانى، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، فى منصبها حتى الآن من أكثر الأمور التى تثير غضب المثقفين، حيث ذكرت الصفحة الرسمية لألتراس وزارة الثقافة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إن الكثير من «الخطايا» تقع داخل القطاع المسئولة عنه الكيلانى منها على سبيل المثال انحدار مستوى التسويق لفاعليات الصندوق الذى بات مبتعداً عن دوره الرئيسى فى تمويل المشروعات الثقافية، وبات يقدم نفس المنتج الذى تقدمه قصور الثقافة وقطاع الإنتاج الثقافى والفنون التشكيلية على طريقة الإعادة المملة. وتعد فضيحة تمثيل مصر فى معرض الحِرف التراثية بالصين من كبرى الفضائح التى كان لابد ان تطيح بالكيلانى، وذلك بعد خلو الجناح المصرى من المعروضات، واستعانتها بمستنسخات أثرية من سفارتنا فى بكين رغم أن المستنسخات الأثرية لم ترد ضمن المشاركة المصرية بالمعرض، وهى الفضيحة التى انتهت باستبعاد رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية ككبش فداء دون التحقيق، أيضاً إهمالها لمشروع بنك الكتاب الذى كان يهدف لجمع الكتب من نقاط معينة بالقاهرة والجيزة والتبرع بها للمناطق الحدودية المحرومة ثقافياً حيث بادرت الكيلانى بطرد الشاب الذى ابتكر الفكرة وحذرت الأمن أن يقترب من مبنى الصندوق. خطايا وزير الثقافة دفعت أحد أعضاء البرلمان محمد فؤاد نائب العمرانية إلى إعلانه التقدم باستجواب ضد «النمنم» تجاه ما وصفه بتردى الأوضاع داخل الوزارة التى باتت تعانى حالة من الترهل المالى والإدارى «بحسب تعبيره».