يُنتظر أن يطرح قادة دول مجلس التعاون كل مخاوفهم أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما يجتمع معهم في قمة مجلس التعاون، التي تعقد غداً في العاصمة السعودية "الرياض". ولن يتردد قادة الخليج في اتّباع أقصى درجات الوضوح والشفافية في مناقشة الموضوعات المهمة والحساسة، وسيكون على رأسها ملف أمن الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، في ظل الاضطرابات السياسية، التي تشهدها المنطقة بعد موجة الربيع العربي، مع تحديد دور ومهام الولاياتالمتحدة في هذا الملف، وبخاصة بعد الاتفاق النووي التي أبرمته إيران مع زعماء الغرب في نهاية العام الماضي. وتُجمع الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج على أن الخطر الإيراني يهدد المنطقة برمّتها، وأنه قائم على وصية "الخميني" بأهمية تصدير الصورة الإيرانية، وزاد إرهاب طهران بعد نجاح الملالي في نشر الفوضى في عدد من الدول العربية عن طريق عصابات وميليشيات مدعومة بالمال والسلاح، مؤكدين أن إيران لا تتردد في استغلال الورقة الطائفية كوسيلة للهيمنة على المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر إطلاق التهديدات ودعم الجماعات المتشددة وتدريب وتسليح الإرهابيين ونشر العنف وزعزعة الأمن الإقليمي في المنطقة. وفق صحيفة "سبق" إقناع "أوباما" وسيسعى قادة الخليج إلى إقناع "أوباما" بضرورة الالتفات أكثر إلى المخططات الإيرانية، ومن ثم إلى القيام بدورها في حماية منطقة الشرق الأوسط من الإرهاب الإيراني، وتؤمن دول الخليج أن ما تمارسه إيران على أرض الواقع يشكل جزءاً مهماً في سياسة "إرهاب الدولة"، ويرون أن هذا النوع من الإرهاب هو أخطر من غيره، سواء كان إرهاب تنظيمات، أو إرهاب الأعمال الفردية. وسيجد الرئيس الأمريكي نفسه مطالباً بالإجابة عن أسئلة القادة الخليجيين، بشأن مستجدات التعامل مع أمن المنطقة، في ظلّ التوترات التي فرضت نفسها على المنطقة، وقد تشهد القمة انتقادات مباشرة للرئيس الأمريكي بسبب تراجع دور واشنطن في المنطقة، ومحاولتها تغليب مصلحتها الشخصية على مصالح المنطقة وأمنها، تجاه التدخلات الإيرانية المباشرة في الشؤون الداخلية. الميليشيات الطائفية كما سيسعى القادة الخليجيون لإقناع الرئيس الأمركي أيضاً بأن النظام الإيراني ما زال يرعى الإرهاب في دول العالم، وأنه نجح في تأسيس العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية في الداخل (فيلق القدس وغيره) وفي الخارج، "حزب الله" في لبنان، "حزب الله" الحجاز، و"عصائب أهل الحق" في العراق... وغيرهم الكثير، والعديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول بما فيها الحوثيون في اليمن. كما دعم النظام الإيراني وتواطأ مع منظمات إرهابية أخرى مثل القاعدة، والتي آوت عدداً من قياداتها ولا يزال عدد منها في إيران. الانتقادات العربية ولا يتوقف التهديد الإيراني على دول الجوار "دول الخليج العربي" وإنما يمتد إلى الدول العربية، التي اتهم وزراء الخارجية فيها، إيران صراحة بالتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط وزعزعة الأمن الإقليمي، وجاءت انتقادات الوزراء العرب، خلال اجتماعات عدة عقدوها في إطار اجتماعات جامعة الدول العربية، ركزت على مناقشة التوترات المتنامية في المنطقة. وندد الوزراء العرب بالهجمات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية واتهموا حكومة طهران بالتقاعس عن حمايتهما. وكانت الأزمة بين الرياضوطهران بدأت العام الماضي، بعد أن اعتداء محتجين إيرانيين على سفارة وقنصلية السعودية بإيران؛ إثر إعدام المملكة لنمر النمر. مما دفع الرياض إلى قطع العلاقات مع جمهورية إيران. واتهمت دول الخليج العربي إيران بالتدخل في الشؤون العربية وتقويض الأمن الإقليمي. ورأوا أن الاعتداءات على القنصلية السعودية في طهران، تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، بالذات في مقدراتها والتدخل في شؤون دولها وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية وزعزعة أمنها واستقرارها. ورفضت الدول العربية أيضاً وبشدة الاعتداءات التي وقعت على مقارّ البعثة بإيران، كما رفضت رفضاً قاطعاً سياسة إيران في التدخل في شؤون المملكة وشؤون أي دولة عربية أخرى، يشمل ذلك الأحكام القضائية السيادية للمملكة وأكدت وقوفها مع المملكة في إجراءاتها الرادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف. وصية "الخميني" ومنذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م، وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة؛ بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكل القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية. وقد قابلت المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربي، السياسة الإيرانية ب"ضبط النفس" طوال الفترة الماضية، رغم معاناتها المستمرة من السياسات العدوانية الإيرانية. واستندت السياسة الإيرانية في الأساس على ما ورد في مقدمة الدستور الإيراني، ووصية الخميني، التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية وهو مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى "نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها"، لتقوم بتجنيد الميليشيات في العراقولبنان وسوريا واليمن والبحرين، ودعمها المستمر للإرهاب من توفير ملاذات آمنة له على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، بل والضلوع في التفجيرات الإرهابية، التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، بل ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات أو محاولات الاغتيال.