تربيطات الأسبوع الأخير غير المتوقعة أسفرت الجولة الأولى لانتخابات نقابتى المحامين الفرعية بشرق وغرب الإسكندرية، الأسبوع الماضى، عن عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية، وإجراء جولة الإعادة بين المرشحين فى 20 إبريل الجارى، حيث لم يتجاوز عدد الحضور نحو 2200 محام من إجمالى نحو 30 ألفاً يحق لهم التصويت. أبرز ما شهدته أحداث الجولة غير المكتلمة انحسار المنافسة على مقعد نقيب شرق الإسكندرية، بين كل من محمود الأمير، وجمال سويد، بفارق نحو 60 صوتًا، فى مفاجأة غير متوقعة، خاصة أن غالبية التوقعات راهنت على فوز «سويد» بفارق أصوات كبير عن منافسيه، فى ظل الدعاية الانتخابية الكبيرة والإنفاق ببذخ على حملته الانتخابية بمبلغ قدره البعض بما يزيد على المليون جنيه. نتيجة الانتخابات وكواليس الجولة الأولى ونتيجتها، كشفت عن المنافسة الساخنة والمعركة حامية الوطيس، التى تدور رحاها بالنقابة الفرعية، حيث فسر البعض الصعود المفاجئ لمحمود الأمير، مرشح مقعد نقيب شرق، ذى الجذور الصعيدية، بالدعم غير المحدود، الذى يحظى به من قبل عبد الحليم علام، النقيب الفرعى، وغالبية أعضاء مجلس النقابة الفرعية، نتيجة الخلاف مع سامح عاشور، النقيب العام، على أثر قرار تقسيم النقابات الفرعية الأخير، إضافة لوجود خلافات سابقة بين «الأمير» و«عاشور». ويحظى الأمير أيضاً بدعم كبير من المحامين ذوى الجذور الصعيدية بالنقابة الفرعية، والذين يمثلون كتلة تصويتية لايستهان بها، خاصة أنها تضم عدداً من الأسماء البارزة، فى عالم المحاماة بالمدينة الساحلية، بينهم محمد يسرى ساوى، المحامى بالنقض وصاحب الأزمة الشهيرة مع القضاة فى غضون 2005، الذى أعلن صراحة دعمه ومساندته، للأمير، باعتباره الأكثر عطاء وقبولاً من جانب المحامين. فى المقابل يحظى «سويد» أيضاً بدعم غير مسبوق من قبل رأفت نوار، القطب الناصرى الشهير والملقب ب«شيخ محامى الإسكندرية» رغم الخلافات السابقة بينهم نتيجة معارك انتخابية سابقة، واختلاف التوجهات الفكرية لانتماء «سويد» السابق للحزب الوطنى المنحل، وهى الخلافات التى نحاها الطرفان جانباً وأعلن «نوار» مؤخرا دعمه الصريح لسويد وحضوره مؤتمراته الانتخابية، باعتباره أفضل المرشحين، وهو ماترتب عليه دعم العديد من المحامين الناصريون واليساريين، ل«سويد» خاصة أن «نوار» من الأسماء التى تحظى بالشعبية والمهابة خاصة بين أوساط جيلى الشيوخ والوسط من المحامين. المعركة الانتخابية وصلت ذروتها الأيام الماضية، بمفاجأة تربيطات غير متوقعة، بإعلان ثلاثة من المرشحين على منصب نقيب «شرق» الانسحاب من المنافسة فى جولة الإعادة ودعمهم ل«سويد» أمام منافسه وهم أحمد زكى عبد المطلب، جمال توفيق، أحمد عزب العرب- مرشحو مقعد النقيب فى جولة الإعادة- نتيجة جهود وساطة قام بها محمد المغربى، نقيب الإسكندرية الأسبق، بحضورهم مكتبه مساء الخميس الماضى، وبحضور محمد عبد المطلب، النقيب الأسبق، ومنصور عمار المحامى الشهير. وجميع هذه الأحداث تؤكد أن المعركة الانتخابية ستكون ملتهبة بشكل لم تشهده النقابة الفرعية من قبل، فى ظل انقسام أنصار سامح عاشور- النقيب العام- على أنفسهم، ربما لأول مرة منذ عدة سنوات، نتيجة الخلافات بين عاشور وعبد الحليم علام- النقيب الفرعي- حيث يدعم فريق من «أنصار عاشور» سويد صراحة، فيما يساند فريق آخر من أنصار النقيب الأمير.