تدق كل من المملكة العربية السعودية، وتركيا، طبول الحرب، للتدخل العسكري في سوريا لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من سدة الحكم، مع القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وأكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية، أن السعودية كانت بين أول البلدان المشاركة في محاربة التنظيم المتطرف منذ (سبتمبر) 2014، وقال: أوضحنا لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أننا مستعدون للاشتراك في حملة ضد «داعش» في سورية، وأن عدداً من بلدان المنطقة سيشاركون فيها. وأكد أن نشر الطائرات السعودية في تركيا جزء من الحملة، أما عن جاهزية التدخل البري، فأكد أنه مرتبط بوجود مكوّن بري لهذا التحالف ضد «داعش» في سورية، مضيفاً: «التوقيت ليس بأيدينا، بل هو مرتبط بقرار الولاياتالمتحدة (قائدة التحالف)، ونحن والإمارات جاهزون لنشر قواتنا هناك». ورأى الجبير أن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، «ستفشل في إنقاذ» الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن رحيله عن الحكم «مسألة وقت». وقال: «في حال فشل العملية السياسية، فان القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفي نهاية الأمر سينهزم بشار الأسد». وأضاف: «عندما بدأت الأزمة استعان بشار الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل، ولم يقدر ان يهيمن على شعبه. استعان بجيشه وفشل، استعان بالايرانيين الذين أرسلوا الحرس الثوري، وفشل. استعان بميليشيات شيعية وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد. الآن استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذ بشار الأسد». وشدد الجبير على أنه «من المستحيل أن رجلاً مسؤولاً عن قتل 300 ألف من الأبرياء وتشريد 12 مليوناً من شعبه وتدمير بلاده، أن يبقى».
واختلفت وجهة النظر المصرية، مع الموقف السعودي، بشأن شن حرب برية في سوريا، وفي أول رد رسمي، رفضت مصر ما دعت إليه الرياض وأنقرة من استعدادٍ لخوض حرب برية في سوريا بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش». واعتبر سامح شكري وزير الخارجية المصري، أن الحلَّ العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى. سامح شكري قال في مقابلة مع «ديتشه فيلله» الألماني في إطار تعليقه على اقتراح سعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا، إن العمل من خلال الأممالمتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا. تأتي تصريحات شكري عقب إعلان الرياض عن زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة 4 أبريل المقبل، في ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة تحيط بمنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط كاملة، تسعى فيها الرياض لجمع حلفائها بالمنطقة. من جانبها أكدت موسكو، أن مقاتلاتها العسكرية سو - 24 و سو - 34 ستستمر فى القيام بعمليات جوية قتالية من القاعدة الجوية السورية حميميم لضرب معاقل تنظيم داعش الإرهابى. ونشرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، أن توغل القوات البرية السعودية والتركية داخل الأراضى السورية بدون التنسيق مع الحكومة السورية والجيش الروسى، سيكون له عواقب وخيمة للغاية واندلاع مواجهات عسكرية، مضيفة أن تركيا والسعودية يدعمان التنظيمات الإرهابية على حد قولها. وذكرت الوكالة الرسمية، أنه لن يكون هناك طريق آخر أمام المقاتلات الروسية سوى الدفاع عن الخبراء الروس المتواجدين منعا لتعرضهم لأى خطر، وهذا سيخلق معركة شرسة بين الجيش الروسي والقوات التركية. وفي نفس السياق، تشهد المملكة العربية السعودية في الساعات القليلة المقبلة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري «رعد الشمال»، الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة، والذي سيجري في مدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن، شمال المملكة، وتعد هذه المناورة العسكرية الأكبر من جهة عدد الدول، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة». ويشكل «رعد الشمال»، التمرين العسكري الأكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة، منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة تعكس الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به تلك القوات، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول ال20 المشاركة. ويمثل التمرين رسالة واضحة إلى أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً لمواجهة التحديات كافة وتحافظ على السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على أهداف عدة، تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم. وتشترك في المناورات إضافة إلى السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، عُمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. ويرى محللون أن «رعد الشمال» يؤكد أن قيادات الدول المشاركة، تتفق تماماً مع الرؤية السعودية في ضرورة حماية السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.