يعيش المئات من أهالي قرية المناصافور التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية حالة من الفزع والرعب, عقب اندلاع الحرائق داخل منازلهم بشكل تلقائي ومستمر وبدون أسباب واضحة. وزادت حالة الرعب بين الأهالي والسيدات والشباب والأطفال من مختلف الفئات العمرية عقب صدور فتاوى من عدة مشايخ بوجود قبيلة كاملة من الجان تٌحكم قبضتها على القرية, ويقوم الجان بإضرام النيران بمنازلهم على مدار اليوم لعدة مرات متتالية. "الفجر" انتقلت إلى القرية المنكوبة لرصد ما يحدث داخل القرية، في بداية اللقاء سادت حالة من الغضب بين الأهالي التي فقدت الثقة في المسئولين بالدولة وبعض وسائل الإعلام, لعدم مساعدتهم فى حل مشكلاتهم واتهامهم بالجنون والخزعبلات وترويج الخرافات عبر بعض القنوات الفضائية وفي لقاء مع أصحاب أول منزل شهد الحريق,حيث أكدت آية – س ربة منزل بأن هذه الظاهرة أول مرة تحدث بالقرية ,وهم يقطنون فى منزل مكون من ثلاث طوابق, وكانت مع زوجها وأطفالها بالطابق الأرضي وفوجئوا بالنيرات تلتهم محتويات أثاث الطابقين الثاني والثالث, وأضافت كان يوجد حقيبة بها مبلغ "17" ألف جنيه والحقيبة مغلقة بالبصمة السرية, ولكنهم اكتشفوا اختفاء المبلغ من داخل الحقيبة, كذلك حرق الوسادة التي كانت تنام عليها السيدة. وأشارت بأنه حضر شيخ يٌدعى عوض وقال يوجد قبيلة من الجان تسكن القرية وستقوم بحرق "70" منزل بالكامل, وذلك بسبب قيام شاب بتحضير الجان من خلال إحضار الطريقة عبر شبكة الإنترنت, وبأنه لم يستطيع صرف الجان, وترددت أقوال بقيام سيدة بسكب زيت مغلى داخل حمام منزلها ما أدى إلى حرق مجموعة من الجان التى قررت الانتقام. كذلك ترددت أقاويل بقيام البعض بمحاولة التنقيب عن الآثار ببعض المناطق بالقرية مما تسبب فى إصابة القرية بلعنة الفراعنة. وأشار الأهالي ل "الفجر" بأن سيارات المطافئ عندما تكون متواجدة بالقرية يختفى الحريق, والمياه هي من تطفئ النيران وعدم إمكانية التعامل بوسائل الإطفاء الأخرى. وأضافوا بأن النيران لا تمس المصاحف والآيات القرآنية الموجودة على جدران الحوائط, وكذلك عدم إصابة الأهالي بسوء وأكدوا بأنهم لمسوا النيران بأياديهم ولم تحرقهم. وتٌبعد المنازل المنكوبة والتي تم اشتعال الحرائق بها بعدة أمتار وكذلك اختفاء الأموال من المنازل بشكل مٌريب. وأوضح الأهالي بأنه النيران طالت منزل محمود عبد الحى وهو شيخ ومٌحفظ للقرآن الكريم,ومع ذلك لم يشفع له ذلك ,وتم اختفاء مبلغ "5آلاف " جنيه من داخل درج مكتبه,وحٌرق منزله مرتان. محمد السيد أحد أبناء القرية والذى تم حرق منزله قال "للفجر" كنا جالسين وفجأة وجدنا المنزل يحترق بالكامل دون أسباب واضحة ولايوجد أى آثار لمواد مشتعلة من السولار والبنزين, وبأنه تم حرق أكثر من "12" منزل بهذه الطريقة. وأضاف بأنهم يعيشون حالة من الرعب والفزع هم وأبنائهم ولا يذهبون للمدارس ولا يستطيعون الذهاب للامتحانات وأصيبت السيدات بحالة انهيار عصبى وأصيبت شيدة بجلطة ولديها ثلاثة أطفال وفتاة شابة أصيبت بغيبوبة وهى طالبة بالصف الأول الثانوي, وأشار بأن السيدات مهددة بالموت بسبب حالة الرعب الشديدة التى أصابتهن ,كذلك الأطفال الصغار. وكذلك غلق المدارس وعدم ذهاب التلاميذ لمدارسهم بسبب الرعب والخوف الذى ينتاب الجميع. وأعربت إحدى السيدات عن غضبها من أحد البرامج التليفزيونية بسبب اتهام مقدم البرنامج الشهير لهم بالجنون وترويج الخزعبلات والاستهزاء بهم ,وقالت بأنهم يصلون ويصومون ويقرأون القرآن ولديها أربعة أبناء يتبعون تعاليم الإسلام فى كل شئ وتنعم القرية بالعلاقات الحميمية ولايوجد أى خلافات وخصومات مع أحد ويساعدون بعضهم وكذلك الغرباء عن القرية يتم تقديم يد العون لهم. وقال أحد الأهالي بأنه كان يسمع عن الحريق ,ولكنه وهو جالس بمنزله شاهد المكتبة تحترق أمام عيناه. وقال إبراهيم عبد الواحد بأن الحرائق تشتعل فى أى وقت سواء ليل أو نهار,وكل الأهالى تعيش حالة من الفزع ويخرجون بالشوارع ويكبرون تكبيرات بصوت عال ,كذلك تشغيل القرآن عبر مكبرات الصوت بكل أنحاء القرية. وأشار بأن القرية تعدادها السكانى "30"ألف نسمة ويوجد حوالى عشرة آلاف قاموا بأداء فريضة العمرة وحافظين للقرآن والأهالى تقف مع بعضها وكذلك مع الغرباء ,ولكن هذه المشكلة جعلت الناس تٌهجر منازلها وتسهر وتقضى أوقاتها فى الشارع وفى عز برودة الجو. وأردف بأن المسئولين تستهزأ بهم ولا تسعى لحل مشكلاتهم ,وهم يعانون من وقف الحال وعدم ذهابهم لأعمالهم ,وكذلك أطفالهم لايستطيعون دخول الحمامات والذهاب للمدارس. وأضافت إحدى السيدات بأنها كان لديها حقيبة ملابس جديدة, ولكنها فوجئت عند فتح الحقيبة بتمزيق الملابس كلها مما أصابها بالدهشة والرعب فى آن واحد. وطالب الأهالى بحل مشكلاتهم وإنقاذهم هم وأبنائهم وإرسال وفد من علماء ومشايخ الأزهر الشريف لبحث أسباب اندلاع الحريق وحل المشكلة ,وكذلك عدم استهزاء المسئولين بالدولة ووسائل الإعلام بهم لأنهم لهم حقوق أسوة بباقى المواطنين بكل أنحاء مصر. وأشاروا بأن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية رفض الذهاب إليهم والاستماع لمشاكلهم. وناشد الأهالي الرئيس عبدالفتاح السيسي ورجال الدولة وعلماء الدين وشيخ الأزهر بسرعة التدخل والنظر إليهم ومساعدتهم وإنقاذ حياتهم قبل أن تسقط ضحايا بسبب الرعب الذين يعيشون فيه. والتقت "الفجر" مع عامر إبراهيم عمدة القرية والذى قال فى البداية بأنه معترض على الأسلوب الذى تم تناول مشكلة القرية به عبر الفضائيات ووسائل الإعلام من خلال الاستهزاء بهم ,وقال بأنه متعلم ومدرس ثانوى وبأنه سٌيقاضى كل من يسخر من الأهالى ,وكذلك الاستهتار بمشكلاتهم ,وأضاف بأنهم لايريدون شيئاً من الدولة وقريتهم تعتمد على الجهود الذاتية وتم إنشاء مدرسة على أحدث طراز بتكلفة 6مليون جنيه. وأشار بأن تقرير الأدلة الجنائية أثبت بأن الحريق ليس بفعل فاعل أو ماس كهربائى ولايوجد سبب واضح لاشتعال الحرائق التى تتجدد تلقائياً. وأكد بأنه تلقى عدة اتصالات من دولة المملكة العربية السعودية وكذلك محافظات الصعيد لمساعدتهم فى حل المشكلة ,والأهالى تعانى من ضغط نفسى شديد وتعيش حالة من الفزع والرعب هم وأبنائهم, وطالب الدولة بإرسال عالم متخصص يفحص المشكلة, وقرية المناصافور هي القرية الوحيدة التى لايوجد أى بلاغات خاصة بها بمركز الشرطة.
ومن جانبه أكد العميد أحمد الشوادفي رئيس الحماية المدنية بأن الحماية تلقت اليوم بلاغان بإندلاع الحريق داخل منزلان بذات القرية وتم السيطرة على الحريق ,وأكد عدم وجود سبب واضح للحريق وجارى الفحص بمعرفة المعمل الجنائى لتحديد أسباب الحريق.