بالفيديو والصور.. نيران مجهولة المصدر تشعل منازل قرية بالفيوم.. والأهالى: النار تخرج من تحت الأسرّة ولا نعرف مصدرها.. ونواجه الموت يوميا.. ويصرخون: أغيثونا غضب الجان سيقضى علينا

صوت القرآن يدوى عبر مكبرات الصوت فى أنحاء القرية، والوجوم والفزع والحزن أهم ما يميز ملامح الأهالى.. هذا هو الحال فى قرية محمود عبد الخالق التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، والتى تعيش حالة من الرعب والفزع بعدما شهدت العديد من منازل القرية الأيام الماضية، اشتعال النيران بها فجأة من باطن الأرض، وأصبح الجان وغضبه هو التفسير الوحيد للأهالى لسبب هذه النيران.
وقال جمال محمد أحد أهالى القرية، إنه منذ أيام فوجىء الأهالى باشتعال النيران فى عدد من منازل القرية، حيث ترج النيران باطن الأرض، وتأتى على المنزل وتلتهم ما بها من أثاث ومواشٍ ثم تهدأ بعدما تفشل جميع محاولات الأهالى فى إخمادها.
وأضاف أنه فى اليوم التالى تشتعل النيران من جديد، مما تسبب فى فقدان العديد من المواشى التى يعتمد عليها الأهالى بشكل أساسى كمصدر دخل لهم، حيث إن معظم الأهالى من المزارعين البسطاء، والمواشى هى كل ما يمتلكونه ويعتمدون عليه فى إطعام أبنائهم.
وأكد أن الفزع أصبح يسيطر عليهم وعلى أبنائهم، مما جعلهم يجلسون فى منازلهم طول اليوم ويخشون الذهاب لعملهم، خوفا من أن تشتعل النيران فى منازلهم وهم خارج المنزل وتحرق أسرهم، كما أن النساء والأطفال يخافون من الجلوس للمنازل أو الدخول فى حجرات منازلهم.
بينما أكدت عبير السيد ربة منزل من أهالى القرية: "إحنا بنشوف الموت بعنينا كل يوم ده غضب الجان مش سايبنا فى حالنا وإحنا خايفين على عيالنا بنبقى قاعدين فى أمان الله والنار بتخرج علينا من بطن الأرض.. ولادنا مش عارفين يلعبوا ويفرحوا زى كل اللى فى سنهم الخوف والرعب مش بيخليهم يناموا وكل اللى بنقدر عليه أننا نشغل قرآن يمكن يصرف عننا الغضب ده".
ومن بين الأهالى الذين احترقت منازلهم عبد الستار رجب أحد أهالى القرية الذى أتت النيران على منزله البسيط والتهمت جميع ما فيه من أثاث ومواش، وأنقذت العناية الإلهية أبناءه من الاحتراق بعدما تمكنوا من الخروج من وسط النيران.
ووصف عبد الستار حال المسئولين بمحافظة الفيوم فى التعامل مع الأزمة، بأنهم "ودن من طين والأخرى من عجين"، وقال أطالب محافظ الفيوم والمسئولين بأن يزوروا قريتنا، ويفسروا لنا ما يحدث، وعليهم أن يجدوا لنا حلا فهم مسئولون عنا أمام الله، ولا يعلمون شيئا عن المأساة التى نعيشها فى القرية منذ قرابة أسبوع، كما طالب بتوفير سيارة إطفاء بالقرية.
ومن بين الذين احترقت منازلهم بالكامل فرج عبد السلام، والذى اتهم المسئولين بالتقصير معهم، وأنهم لا يعلمون شيئا عما يحدث لهم، وقال: "أطالب بإقالة كل مسئول لا يعلم شيئا عن المواطنين ولا يتدخل لحل مشكلاتهم.. فأنا وأسرتى نقيم فى "عشة" بعدما احترق منزلى بالكامل بعد أن اشتعلت النيران فيه فجأة مثلما يحدث فى العديد من منازل القرية.. وهذا ليس حالى فقط إنما هو حال العديد من الأسر الذين هجروا منازلهم خوفا من النيران.
وأشار إلى أنهم طالبوا بتوفير سيارة إطفاء بالقرية لإنقاذ المنازل، إلا أن المسئولين لن يستجيبوا لهم، فاضطروا إلى شراء طفايات حريق صغيره بكل غرفة من منزلهم لإخماد الحريق فور وقوعه، واعتمدوا على أنفسهم فى حماية منازلهم وأولادهم بعد تجاهل المسئولين لمشاكلهم.
وقال سيد عبد الباقى أحد أهالى القرية، إن منزله لم يسلم من غضب النيران التى أتت عليه وحرقته، وكان كل ما يعنيه أن يتمكن من إنقاذ أطفاله الصغار الذين ساعده أهالى القرية فى إنقاذهم.
وأكد أن دائما ما يكون صوت القرآن الكريم داخل منازلهم، لأنه يعتقد أن "جان" يسكن القرية وهو المتسبب فى اشتعال هذه النيران، وأكد أنهم استعانوا بالمشايخ، ولكن لن يتمكنوا من إيقاف النيران، وأشار إلى أن النيران تشتعل أسفل الأسرّة والدواليب وفى إطارات السيارات الجلد فجأة دون أى أسباب.
وطالب جمال الدين على، أحد الأهالى المسئولين بصرف تعويضات للأهالى الذين تضرروا نتيجة لاشتعال النيران بمنازلهم بعد أن فقدوا محتويات منازلهم بالكامل .