يعيش أهالي قرية "الجمهورية" التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم حالة من الذعر والخوف بسبب اشتعال النيران في منازلهم دون أسباب وفشلت جميع الأجهزة المعنية في وقف الحريق مما أدي إلي تدمير بعض منازل القرية بالكامل الأمر الذي أدي لتشريد 4 أسر في شوارع القرية نظرا لاحتراق منازلهم بالكامل والغريب في الأمر ان الحريق دائما يبدأ بغرفة النوم ثم يمتد لباقي المنزل ولا تترك النيران المنزل إلا بعد تدميره نهائيا والغريب في الأمر ان النيران تشتعل في المنازل دون المساس بالأهالي. انتقلت "المساء" إلي القرية المنكوبة للتعرف علي أبعاد الكارثة. يقول أحمد ربيع أحمد "26 سنة" ميكانيكي متزوج ولديه طفلان أثناء زيارتي لأحد أقاربي بطامية فوجئت بجيراني يتصلون بي بالمحمول ويخبرونني بأن النيران اشتعلت في منزلي وحاول أهالي القرية إطفاء الحريق الذي بدأ يتسرب ويشتعل بشكل كبير إلا انهم فشلوا ورغم الاتصال برجال الحماية المدنية والإسعاف والمطافي إلا انهم لم يتمكنوا من إخماد الحريق الذي أتلف جميع محتويات منزلي. استطرد قائلا: أثناء عودتي إلي منزلي لم أصدق هذا الدمار الذي لحق بي وأسرتي ومنذ يومين وأنا مقيم واطفالي وزوجتي في الشارع بملابسنا التي كنا نرتديها أثناء زيارتنا إلي أقاربنا خوفا من العفاريت والحريق الذي نشب بدون أي أسباب حيث انني قمت بغلق اسطوانات الغاز قبل خروجي من منزلي كما أنني تأكدت من ان جميع الأجهزة الكهربائية بالمنزل تم فصلها تماما. أضاف خطيب علي أبوسريع "39 سنة" سائق ولديه 5 أطفال أنني أثناء تواجدي في منزلي فوجئت باشتعال النيران تخرج من غرفة النوم حاولت خروج أطفالي وزوجتي وقمت بمساعدة الجيران بإطفاء الحريق المشتعل إلا انه لن يتوقف إلا بعد ان تم حرق غرفة النوم وامتد إلي المطبخ والحمام وباقي الغرف وكلما حاولت وضع المياه علي النيران للتخلص منها فوجئنا بالاشتعال مرة أخري وبدأت النيران تتحرك في المنزل بشكل عشوائي حتي تم حرق منزلي والآن انا وأطفالي وزوجتي نعيش في الشارع. أكد حمادة عامر "فلاح" ولديه 8 أطفال ان النيران بدأت بغرفة النوم ومن شدة النيران قمت بإنقاذ أطفالي وزوجتي وترك النيران التي استمرت أكثر من ساعتين تأكل في جميع محتويات المنزل بدون رحمة ورغم ان معظم الجيران تجمعوا أمام منزلي وقاموا بمحاولة توقف النيران وانقاذ منزلي إلا انهم فشلوا في إخماد الحريق. أضاف محمد جمال- أعمال حرة ان سبب الحريق يرجع إلي قيام بعض أهالي القرية باحضار الجان للحصول علي الآثار بدون ان يصرفه مما تسبب في حريق المنازل كما حدث في إحدي قري مركز الفيوم العام الماضي وأشار إلي ان الجان يستهدف المنازل بالقرية ويحاول ارعاب البعض منهم في محاولة للانتقام من الأهالي. أكدت مديحة نعيم "ربة منزل" انني فوجئت باشتعال النيران في بعض أجزاء منزلي إلا انني أسرعت بقراءة القرآن الكريم وتمكنت من اخماد النيران. طالب أهالي القرية بسرعة التدخل الفوري من قبل رجال الدين لمعرفة أسباب اشتعال النيران كما أصيب عشرات الأطفال بالرعب والفزع نظرا لتكرار اشتعال النيران أمامهم. من جانب آخر قرر المهندس أحمد علي أحمد محافظ الفيوم والذي انتقل إلي مكان القرية بصحبة اللواء صلاح العزيزي مدير أمن الفيوم تخصيص إسعاف وسيارتي إطفاء للإقامة بصفة مؤقتة بالقرية لإخماد أي حريق يحدث الأيام القادمة كما أشار محافظ الفيوم إلي ان جميع الأسر الذين تم اشتعال النيران بمنازلهم سوف يتم تعويضهم لحماية أسرهم من الشوارع حتي نتأكد من أسباب الحريق كما قرر المحافظ تشكيل لجنة من رجال الدين والشئون الاجتماعية وبعض القيادات من المحافظة للوقوف علي أسباب الحريق. كما قام أهالي القرية بالاستعانة برجال الدين والشيوخ وتشغيل القرآن الكريم من خلال مكبرات الصوت بجميع أنحاء القرية خوفا من بطش الجان بهم. ورغم الجهود المكثفة والفحوصات التي أجراها العلماء علي طبيعة الأرض والحوائط إلا ان الأهالي يلجأون إلي الغيبيات للتصدي لهذه الحرائق المجهولة المصدر ويعوزون إلي الجان والعفاريت اشعال هذه النيران ورغم كل هذه الجهود إلا أن "الجاني" مازال مجهولاً حتي الآن!!