يعيش أهالى زاوية عبد القادر بحرى وخاصة منطقة "المحجر" وشارع "الترعة" غربي الإسكندرية فى معاناة كبرى بعد أن تسببت نوة الطقس السيئ فى الإسكندرية بالاسابيع الماضية فى غرق شوارع المنطقة بالكامل فى المياه والتى جعلت المسؤولين يتخذون قرارات كانت سببًا فى زيادة غضب أهالي القرية بدلا من حل المشكلة التي تراكمت المياه داخل الشوارع والمنازل بها طيلة 15 يوم وهي قطع التيار الكهربائي والمياه عن المنطقة بأكملها. وجاء رد الأهالي التى يتجاوز عددهم 230 ألف نسمة بقطع الطرق الرئيسية وخط السكك الحديدية للضغط على المسؤولين من أجل التحرك لوقف الكارثة التى إغتالت حياتهم بالقرية، فيما لم تتعدى حدود المسؤولين وخاصة نواب مجلس الشعب عن الدائرة عن عشرات البطاطين التى جائوا بها لتوزيعها أمام الكاميرات التى جلبوها معهم وهو ما أدى إلى طبيعة الحال فى زيادة حالة الغضب داخل نفوس الأهالي وكان استمرارهم فى قطع الطرق هو الحل ولكن هذا المرة لتدخل القوات المسلحة لمعالجة الكارثة التى تصيبهم. وبعد استجابة القوات المسلحة بجلب سيارات شفط المياه والتى كانت سببًا فى حل الأزمة لكثير من الشوارع المتضررة وبعض المنازل، ولكن لا تزال إلى الأن بعض الشوارع الأخرى مليئة بالمياه والتى تحولت بطبيعة الحال إلى مياه عفنة سوداء داقنة بداخلها ملايين الحشرات الصغيرة والزواحف المنتشرة بداخلها والروائح الكريهة التى تكتم على الأهالى داخل منازلهم وسط إستغاثات جديدة هذا المرة لرئيس حى العامرية ورئيس شركة الصرف الصحى لتخليص المنطقة من الوضع التى عليه والتى لم تشهدها منذ عام 1992 بعد أن إرتفع منسوب المياه داخل بحيرة النوبارية وغرقت المنطقة بالكامل ولم تستمر المشكلة إلا يومين بعد أن تدخلت القوات البحرية لشفط المياه وتدارك الموقف.
تجولت " الفجر " بالمنطقة المذكورة برفقة عدد من أهالي القرية الذين أصروا على إطلاعنا على ما يعيشونه يوميًا من معاناة، يقول أحمد الشربينى 32 عام أحد شباب القرية أن الحياة متوقفة تمامًا بالقرية منذ بداية النوة التى أغرقت جميع الشوارع وحاصرتنا داخل منازلنا لفترة تزاديت عن 15 يوم وزادت صعوبة أكثر علينا عندما قطع المسؤولين عنا الكهرباء والمياه تخيل طيلة 15 يوم مفيس حياة فى قرية مليئة بالسكان وحالنا كان يشبه الشعوب التى تعيش فى مجاعة لان حتى لقمة العيش مبقيناش نعرف نخرج عشان نجيبه والخزين داخل الثلاجات فسد وكانت فلوكة أحد الصيادين هى ملجأ الشباب الذين كونوا لجان لتأدية حاجة الأهالى على فترات من مياه للشرب أو طعام أو الخروج بمريض رغم كم المعاناة الشديدة التى كنا نراها إلى أن قمنا بقطع شريط القطار عدة مرات من أجل تدخل المسؤولين وخاصة القوات المسلحة التى تفضلت مشكورة بمساعدتنا فى شفط المياه من بعض شوارع القرية بعد الخيبة التى عليها المسؤولين وفشلهم فى حل ولو جزء بسيط من المشكلة ولكن هناك أيضا شوارع إخرى إلى اليوم تعانى من إهمال شديد وقاطنى هذا الشوارع محبوسين فى منازلهم ولا يستطيعوا أن يتحركوا بسبب كميات المياه العفنة المحاصرين بها وكثير من هؤء لديهم أطفال لا يستطيعوا العيش وسط تلك القذرات والبعض منهم أصابتهم الأمراض الجلدية ولو نظرت إلى تلك الياه ستجد بداخل الحشرات والديدان وحتى البلهارسيا فلابد على المسؤولين التدخل وإنقاذنا ويراعوا ربنا فى ضمايرهم وفينا.
فيما تحدث لنا محمود السمالوسى 35 عام أحد أهالى القرية أننا نموت يوميا بسبب هذا الكوارث التى لا توجد فى خريطة المسؤولين الذين كل ما يهمهم هو التصوير أمام الكاميرات والطلوع علينا بالقنوات الفضائية ويقولون أن الوضع بأكمله على ما يرام كيف هذا وإلى الأن هناك أسر بأكملها محاصرين بالمياه وحتى الهواء المحيط بهم مليئ بالروائح الكريهة التى تقتل أطفالهم لان هذا المنطقة تعتبر من المناطق الهابطة بين معسكر للقوات المسلحة والذى أعلى من المنطقة بحوالى 6 أمتار من جهة والبحيرة الرئيسية من الجهة الأخرى فالوضع مأساوى لدرجة أننى قمت أنا ومجموعة من شباب المنطقة بتوزيع الأكل والمياه على الأهالى ووصل الحال بعد أن إنقطعت المياه عن المنطقة قام احد الأشخاص بالتبرع بالمياه المعدنية على أهالى فعند دخولى بالفلوكة التى كانت مصدر تحركنا بالقرية على الأهالى طلب منى أحد الأهالى إستبدال المياه بالخبز لانه مش لاقى يأكل عياله من بدء النوة.
ورصدت كاميرا "الفجر" الضرر الذى أصاب أهالى المنطقة جراء تلك الازمة وقيام أحد الأشخاص ببناء سور أمام منزله للحد من تأثر منزله من أقرب نوة شتاء قادمة يدعى أبو أحمد والذى قال أن هذا هو الحل الوحيد لتخفيف المعاناة التى نراها هنا فشوية أمطار كفيلة بغرق منزلى بالكامل كالذى حدث بالنوة السابقة والمسؤولين فى الطراوة ومفيش حد بيسال فينا إلا لما تحصل كارثة وناس تموت مننا وعلى هذا الوضع فالكارثة قريبة جدًا. وقال السيد مصطفى 32 عام أحد أصحاب تلك المنازل أنه يعيش فى هذا المنزل منذ 22 عام ولديه 3 من الأبناء ومنذ أن جائت نوة الطقس السيئ منذ 25 يوم ومنزلى غارق تماما بالمياه ورغم محاولتى انا وزوجتى فى رفع المياه إلا أنها تعود مجددا ولكن بها الكثير من الديدان والحشرات لدرجة أن منزلى قد حصل به هبوط من الداخل وبعش الدواجن التى كانت تقوم بتربيتهم زوجتى غرقوا هم أخرين وزى ما إنت شايف السقف خشب لانى عامل على باب الله والحالة المادية سيئة جدا ووقت نزول الأمطار الغزيرة جمعت أثاث منزله بأكمله فى غرفة واحدة فوق بعضه. وإستطر قائلا أن المسؤولين لا يعرفوننا والذى قام بمساعدتنا لشفط المياه هو الجيش الذى قام بجلب ماكينة شفط مياه ولكن هذا الماكينة بتشتغل ساعتين وتعطل والمسؤولين بيقولولنا إنها عشان تشتغل بإستمرار لابد من شراء 4 جراكن من البنزين على نفقة الأهالى يوميا ونحاول تجميع المبلغ من الأهالى وإلى هذا الوقت فشلنا فى تجميع المبلغ المطلوب ومازال الوضع قائمًا. وعلى جانب اخر قال المهندس أحمد شعلان مدير عام المشروعات بشركة الصرف الصحى بالإسكندرية إن منطقة زاوية عبدالقادر من المناطق المرتبطة بمصارف خط 7 التابعة لوزارة الرى وأن مياه محافظتى الإسكندرية والبحيرة كان حجمها كبير جدا أكبر من قدرة إستيعاب تلك المصارف وهناك عدد من المناطق التى تضررت بشكل كبير لقربها من تلك المصارف كمنطقة نجع العرب بالورديان ومنطقة زاوية عبد القادر واليوم بدأ منسوب مياه تلك المصارف فى الإنخفاض وأنا بدورى ساقوم بإبلاغ هيئة الطوارئ من أجل إرسال سيارات لشفط المياه من الشوارع المتضررة فى تلك المنطقة.
وأضاف أن هناك خطة عاجلة من وزارة الرى وقد تم إعتمادها من مجلس الوزراء لمواجهة الزيادة الغير طبيعية فى النوات القادمة لاستيعابها داخل المصارف. a