قال الكاتب الصحفي، ضياء رشوان، إن العالم شهد ظاهرة جديدة مع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي من انضمام أجانب من بلدان غير عربية أو إسلامية لتنظيم جهادي إرهابي، موضحا أن التنظيم هو الأول من نوعه الذي يضم هذا الكم والنوعية من المقاتلين. وأوضح رشوان ، خلال تقديمه لبرنامج "منابر وسيوف" على قناة "الغد العربي" الإخبارية، أن داعش خالف تنظيم "القاعدة" في جذب العناصر الأجنبية، إذ اتسم "القاعدة" بجذب العشرات إليه من البلدان العربية والإسلامية، إلا أن "داعش" نجح في استقطاب عناصر من تلك الدول بالإضافة إلي الدول الأوربية. ورأى رشوان أن داعش هو التنظيم الأول من نوعه في جذب العناصر الأوربية، وأن التنظيمات الجهادية الأخرى كانت لديها تركيز على البعد المحلي، عدا تنظيم القاعدة الذي كان الظروف مختلفة وقتها، إلا أن تنظيم داعش تحطي فكرة البعد المحلي، وهو ما انفرد به عن سابقيه. وقارن رشوان بين تنظيم "القاعدة" في أفغانستان والذي كان يُعِد نفسه ك"مفرخة" للمجاهدين للجهاد داخل الدولة، وبين "داعش" الذي يستقطب ويصدر مقاتليه للمحاربة في كافة البلدان، وأن هذا جزء أساسي من استراتيجيته. واعتبر رشوان تدفق الجهاديين على العراق وسوريا للانضمام ل"داعش" أمرا ايجابيا يؤكد فشل تلك الجماعات والعناصر في تكوين مشروعاتهم الجهادية في بلدانهم أو محاربة أنظمتهم التي يرون بها "العدو القريب"، مضيفاً أنه لا أحد يمتلك أرقاما دقيقة لأعداد المجاهدين الذي خرجوا من بلدانهم للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي. وأشار رشوان إلي أن الأرقام التقريبية تشير إلي قلة أعداد المنضمين للتنظيم من الدول التي كانت محل نزاعات مسلحة بين التنظيمات الإرهابية وبين الدولة، كمصر والجزائر، لافتا إلي أن تونس تعد المورد الأكبر نسبياً بين الدول العربية في أعداد الجهاديين لداعش، مرجحاً السبب وراء خلو تونس من أي حركات إسلامية خلال العقود الماضية. وأضاف رشوان أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي ناقشت وتساءلت عن الأسباب التي تدفع بشاب غير مسلم لاعتناق الدين والتحول لجهادي عنيف، مُرجحا أن يكون الإغتراب وراء هذا التحول، لافتا إلى أن الإغتراب ظاهرة موجودة ومنتشرة بالدول المتقدمة والعالم الحديث. وأشار رشوان إلى أن تنظيم داعش أصبح يُقدم نموذجاً واضحأ أمام الجميع على أرض الواقع بالدولة الإسلامية التي سيقيمها، وتقديم الكثير من الإغراءات بالتكفير عن ذنوب هذا الشباب، لافتاً إلى أن الشاب الغربي المتمرد بات يذهب للعراق وسوريا للمحاربة ضد أنظمته، جراء انتشار فكر التمرد في العديد من الدول الغريبة. كما عدّد رشوان أسباب انضمام الشباب الأوربي غير المسلم إلي التنظيم الإرهابي والمحاربة في صفوفه، ورأى أنها تتراوح بين الإغتراب أو التمرد، وأسباباً اجتماعية، أيضا تعويضاً للظلم التاريخي والاجتماعي للمسلمين في أوروبا. وعن طريقه تجنيد التنظيم للشباب، أوضح رشوان أن أنشطة داعش تعتمد على آليّتان، الأولى: هي الطريقة التقليدية عبر اللقاء في المساجد ومع الأصدقاء والاتصال المباشر، إلا أنه شدّد على أن الدراسات تشير على أن تلك الآلية ذات تأثير أقل، وأنها تنجح في استقطاب 30% فقط من العناصر الشابة، أما الطريقة الثانية فهي عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المخلتفة، وهي الأهم والأكثر تأثيراً.