وصف مدير تحرير صحيفة "جمهورييت" التركية الفترة التي تعيشها بلاده حاليًا بأنها الأسوأ في تاريخ تركيا بالنسبة لحرية الصحافة في ظل رئاسة رجب أطيب أردوغان. وفي مقابلة ل"كان دوندر" مع صحيفة "الموندو" الإسبانية، اليوم أشار إلى أن أردوغان كوّن شبكة أخطبوطية للسيطرة على معظم وسائل الإعلام عن طريق صفقات تجارية مع أصحابها أو بتهديد رؤساء الصحف والصحافيين بالحبس أو فتح قضايا ضدهم حال نشر أخبار تدينه، كما لم يكتفي بذلك بل هاجم أيضًا الصحف المعارضة مثل جريدته.
ووصفت "الموندو" "دوندر" بأنه الصحفي الأكثر اضطهادًا في تركيا التي أصبحت من أكثر بلدان العالم لتقييد حرية الصحافة، والذي أكد أنه يواجه قضايا لا حصر لها، وبين اليوم والأخر يأتي إليه وفود من النيابة تسلمه محاضر جديدة تتعلق بالإساءة لأردوغان أو تسريب معلومات تهدد الأمن القومي.
كما سرّب تسجيلًا للمخابرات تدبر فيه عن هجوم مزيف لتبرير تدخله في الحرب السورية، ونسبه لأحد التنظيمات، ونشر صورًا لشاحنات تركية تقوم بتهريب السلاح للمعارضة السورية في مواجهة بشار الأسد، كما واجه بسببها مطالب بالسجن المؤبد بحقه واتهامه بتسريب أسرار الدولة.
وأوضح "دوندر" أنه رغم توجه صحيفته العلماني، لكنها مستقلة من الناحية المالية والسياسية عن أي حزب أو حتى المعارضة، وأضاف أنه من المستحيل استمرار تلك الظروف في تركيا أو أية بلد بالعالم، وأن القيود على حرية الصحافة والضغوط السياسية تنبيء بأن هذه الحقبة السياسية اقتربت من نهايتها، وهي أشد بمراحل من فترة الانقلاب عام 1980 من قبل ضباط الجيش ذوي التوجه العلماني، والتي لم تستمر سوى 3 سنوات، كما لم تسمح بفتح كل تلك القضايا ضد صحفيين أو تهاجم مقار صحف.