حالة من الغضب والاستياء الشديد تسود بين العاملين فى ورش تصنيع المصوغات الذهبية سواء الموجودة بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة الجمالية، أو بمدينة العبور، بسبب غزو العمالة الهندية لهذه الورش فى مقابل تسريح أعداد كبيرة من المصريين.. «الفجر» ذهبت إلى المنطقتين، لرصد المشكلة برمتها. البداية كانت فى منطقة الجمالية، واتجهنا نحو ورش المصوغات الذهبية الموجودة فى شارع «خان أبوطاقية»، التقينا شاباً فى العشرين من عمره اسمه «أنور محسن» حكى لنا عن استحواذ الهنود المحترفين صناعة الذهب على شارع المعزلدين الله منذ ثلاثة أعوام غزوا فيها المنطقة بقصد البحث عن العمل فى مصانع الذهب، فاستعان بهم أصحاب الورش وسرَّحوا العديد من العمال المصريين، لأنهم يعملون لفترات طويلة، ويحصلون على رواتب أقل من العمال المصريين من جانبهم تقدموا بشكاوى إلى وزارة القوى العاملة ومكتب العمل التابع لمنطقة الجمالية، وأفادوا فى شكاواهم أنهم متضررون من العمالة الأجنبية التى تستعين بها ورش الذهب، حتى فوجئ الجميع بحملة من قسم شرطة الجمالية بإلقاء القبض على العديد من «الهنود» وترحيلهم إلى بلادهم. غادرنا منطقة الجمالية بشارع خان أبوطاقية، وذهبنا إلى المنطقة الصناعية بمدينة العبور، وهناك فوجئنا بمجموعة منهم يعبرون أحد الطرق للدخول من بوابة أحد مصانع الذهب، وعلمت «الفجر» أنه منذ فترة قصيرة نظم العمال المصريون وقفة احتجاجية أمام مصانع المصوغات تطالب أعضاء مجالس الإدارات بترحيل العمال الهنود، وظل هذا الحال ما يقرب من شهرين متتاليين، ولم يستجب أحد لمطالبهم. هناك سماسرة متخصصون فى استيراد العمالة الهندية، كانت هذه هى المعلومات التى حصلت عليها «الفجر» من أحد الوسطاء، وحينما اتصلنا بأحدهم، طلبنا منه أربعة شباب هنود يعملون بمهنة التصميمات الفنية لأحجار المصوغات، فأجاب قائلاً: جاهزون وعلى أهبة الإستعداد للسفر، ولكن دعنا نتفق الأول على السعر، فقلت له بتاخد كام على الفرد؟ فأجاب 1500 جنيه، وتوفير سكن لل 4 عمال، وتكون المنطقة هادئة وليست شعبية، مع التكفل والحرص الشديد على حمايتهم لأنك عارف «أنهم كاسرين فيزا ومالهمش إقامة». من جانبه، علق صلاح عبدالهادى سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية ل«الفجر»: لن نقف بجانب العامل المصرى فى هذه القضية لأنه لا يريد تطوير نفسه، ولا إعمال ضميره فى مهنة تصنيع المصوغات التى تشترط الفن والإبداع، موضحاً أن العامل الهندى يمتلك العديد من المقومات التى تساعده على تطوير مهنة فن المصوغات الذهبية، وابتكار أحدث أساليب التصميمات الفنية والإبداعية لهذه المهنة، مشيراً إلى أن الهنود غزوا منطقة الصاغة بالجمالية، لأنهم ماهرون فى هذه الصناعة، ويحصلون على رواتب أقل من العمالة المصرية التى لا تقدم تشكيلات مبهرة مثل الهنود