خبر صغير فى مساحته لكنه كبير وعظيم فى مضمونه.. ماذا يقول الخبر؟! "وضعت وزارة الصناعة والتجارة الخارجية بالتعاون مع نظيرتها الهندية خطة لتدريب وتطوير مصانع منطقة شبرا الخيمة وإمداد المصانع بالآلات الحديثة والخبراء، مع التأكيد على أن العمالة ستكون عمالة مصرية، على أن تقوم مصر بتوفير الأرض والمبانى الخاصة بالتدريب، وأن يقوم الجانب الهندى بتوفير الدعم المالى لتطوير الآلات والمعدات وتدريب العمالة المصرية". هذا الخبر بالنسبة لى وبالنسبة لأهلى وأحبتى فى شبرا الخيمة طال انتظاره ربع قرن من الزمن، فقد ولدت فى هذه المنطقة التى كان صوت ضجيج ماكينات الغزل والنسيج والصباغة والطباعة وورش صناعة البوتاجازات والغسالات اليدوية ونصف الأوتوماتيكية لا ينقطع على مدار الساعة، ولكن جاءت حكومة الفساد المباركى لكى تقضى على صناعة النسيج والبلاستيك والزجاج وورش لف المواتير وورش الحدادة والسباكة وصناعة بكرات الخيوط المستخدمة فى الغزل والنسيج. وقعت الصناعة فى شبرا الخيمة ضحية لجشع رجال الأعمال الذين تسببوا فى بيع معظم مصانع الدولة، ومن ثم أصاب الشلل المصانع الخاصة، وتحول بعضها إلى قاعات أفراح وهايبر ماركت، لم تقدم الحكومات السابقة أى دعم لرجال الأعمال المخلصين، لم تفكر فى إحياء منظومة الصناعة، وتحولت شبرا الخيمة من منطقة صناعية إلى سوق استهلاكية كبيرة ارتفعت معها معدلات البطالة. هذا الخبر العظيم يرد الروح لأنه يعنى فتح المصانع وتشغيل العمالة وإنعاش الصناعات المساندة للغزل والنسيج والبلاستيك والأصباغ والزجاج والبلور. لقد شاهدت فى طفولتى وبعض صباى عم عبد ربه وأخاه عم فوزى وهما يذهبان بعد الفجر لمصنع الزجاج والبلور ويعودان قبيل المغرب والسعادة على الوجوه لأنهما يعملان فى مصنع ينتج ويبيع ويمنحهما الأرباح. ورأيت عم حسنين -صاحب مصنع النسيج البسيط- وقد اسودت الدنيا فى وجهه بسبب أزمة الغزل؛ فاضطر إلى غلق مصنعه وباع ماكيناته بتراب الفلوس واضطر إلى التوجه لصناعة البلاستيك ولا يزال يعانى. أقول لمعالى الوزير النشيط حاتم صالح: جزاك الله خيرا، ونحن فى انتظار ساعة الصفر التى سيتم معها الإعلان عن إعادة تشغيل المصانع المعطلة، والورش المغلقة، وإعادة الروح للأيدى العاملة فى شبرا الخيمة. يجب أن يعود لشبرا الخيمة تاريخها وقوة اقتصادها؛ لأن بها أيادى عاملة محترفة وبسيطة وقانعة، ويجب أن نمحو عنها الصور السلبية التى تصدرت عناوين الصحف بأنها مكان للبلطجة والسرقة. يجب أن نعمل سويا من أجل شبرا الخيمة، فمن يتبعنى ومن يكمل معى المسير؟!.