الصاغة قلعة صناعة الذهب بمصر اصبحت مهددة باندثار صنعة عمرها آلاف السنوات بعد قيام أصحاب الورش بتسريح العمالة المصرية المدربة والاعتماد علي الهنود والسريلانكيين واعطائهم مميزات كاملة بحجه أنهم يعملون لفترات اطول وبكفاءة أعلي. زكريا السعيد محمد عامل امارس المهنة منذ 35 عاماً كنت امتلك ورشة ذهب في الصاغة ولكن بعد الثورة تدهورت الأمور وتراجعت صناعة الذهب فأغلقت ورشتي واضطررت للعمل بأحد مصانع الذهب بالصاغة كعامل وبعد فترة فوجئت باستغناء صاحب المصنع عن العمال المصريين واستبدالهم بالهنود والسريلانكيين. عمال أجانب محمد علي يوضح خلال السنوات الثلاث الماضية توافر الكثير من الهنود والباكستانيين للعمل في ورش الصاغة سواء في الذهب أو الفضة في البداية كانوا يعملون كمساعدين فقط نقوم بتدريبهم ولكن بعد فترة وجيزة تعلموا الصنعة منا فأصبح لهم الأولوية في المجال عن المصريين وبمرتب اضعاف ما كنا نتقاضاه لموافقتهم علي العمل طوال اليوم دون اعتراض بالاضافة إلي انه يعمل بالانتاج اما العمالة المصرية فباليومية فقط وانتاج أقل. ويشاركه الرأي عبدالله محمود قائلاً: اعمل بصنعة الذهب منذ 20 عاماً لم ار سوء احوال للعمالة المصرية مثل الآن حوالي 90% من العمال المصريين بالصناعات الاخري الآن يتم الاستغناء عنهم ليحل محلهم الأجانب من الهنود والسريلانكيين والصينيين. ويشير بيشوي جسيمان رزق إلي تدهور صناعة الذهب بمصر فمعظم المصانع والورش المتواجدة بالصاغة والعبور لاحقها الركود فقام أصحابها بالاستغناء عن العمالة المصرية واستبدلوهم بالأجانب الذين لا يفقهون أي شيء في الصنعة فمهارة الصانع المصري لا تضاهي. ويؤكد محمد رشدان عامل أن ما يفعله اصحاب الورش مع العمال الأجانب مخالف لقانون العمل الذي يطالب بأن تزيد العمالة المصرية علي الأجنبية في أي منشأة صناعية ولابد أن يتم التأمين عليهم وهذا لا يطبق نهائياً فالأجانب احتلوا الورش والمصانع دون اوراق للعمل أو اقامة فهم يعملون بشكل غير رسمي عن طريق الرشاوي. ويقول رضا سعد تقدمنا بالعديد من الشكاوي إلي مكتب العمل بالجمالية ولوزراة القوي العاملة وبالفعل قامت الوزير بالتأشير علي الشكوي وتم نزول المسئولين لمعاينة المصانع بالصاغة ولكن بشكل صوري وقاموا بعمل مخالفة لورشتين اما باقي الورش فلم يقتربوا منهم فالوساطة والمحسوبية هي الأساس الأول لتسهيل الأمور واخبرتنا الرقابة الإدارية بأنهم ليسوا جهة تنفيذية. انتشار البطالة أما جميل رزق فيصرخ قائلاً: اصبحنا أغراباً في بلدنا فجميع ورش الذهب تقوم بتعليق يافطة علي ابوابها تطلب عمالاً اجانب ونحن كشعب نعاني من تزايد البطالة فما يحدث لا يبشر بحياة أفضل في وقت الذي يتم فيه تشريد العامل المصري تكون الاولوية للعامل الأجنبي وبمرتبات تصل إلي 8 آلاف جنيه بخلاف قيام صاحب الورشة بتخصيص شقق لهم علي حسابه الشخصي. ويؤ:د سمير سرحان لا نجد سوي المقاهي لنقضي عليها اوقاتنا بعد أن تم تشريدنا من الورش وكل الذي نفعله هو الفرجة علي الهنود الذين احتلوا المنطقة بالكامل فكل مصنع يعمل به ما يقرب من 20 عاملاً اجنبياً وكل ذلك يتم تحت مراي ومسمع من المسئولين. ويضيف محمد عبدالله صاحب ورشة للمصوغات الذهبية اعمل بتلك المهنة منذ 40 عاماً فهي مهنتي الموروثة اباً عن جد مؤخراً بدأت هذه الصناعة العريقة في الانهيار بعد أن تم الاستغاء عن امهر الصناع الذين يتمتعون بالمهارة والحرفية عن اي عامل اجنبي فتشطيب اي قطعة هو ابراز لروحها وانعاكس للمجتمع والتراث اما الآن فمعظم الذهب يخرج بشكل هندي تتوافق مع ذوق العمال.