صاحب ورشة: العامل البنغالي لا يطالب بعقد أو تأمين أو مكافأة صاحب مدرسة دولية: الخادمة المصرية لا تلتزم بمواعيد العمل خبيرة موارد بشرية: عقدة الخواجة وراء تفضيل العمالة الأجنبية المتحدث باسم وزارة القوى العاملة: إضراب العمال وراء استقطاب بعض أصحاب المصانع للعمالة الأجنبية
كشف آخر تقارير لمنظمة العمل الدولية أن نسبة البطالة في مصر تصل إلى 25 % أي أن واحد بين كل أربع شباب يبحث عن وظيفة، ورغم ارتفاع معدلات الفقر في مصر إلا أن هناك الآلاف من العمال الاجانب في مصر في المصانع والمدارس والمستشفيات يعملون في بلد يعاني شعبها من الفقر وقلة فرص العمل.
وهو ما يثير التساؤل: "لماذا أتى الأجنبي إلى بلد يهرب شبابها للعمل في الخليج العربي بحثا عن المستقبل وبدأنا بمصانع البلاستيك في شبرا ورغم الكثافة السكانية في حي شبرا وامتلاء المقاهي بالشباب إلا أن داخل كل مصنع يوجد العامل البنغالي.
توجهنا لصاحب المصنع باحثين عن الحقيقة، رفض التصوير أو الافصاح عن أي بيانات إلا أنه أكد أن العامل البنغالي أكثر طاعة وجدية من العامل المصري ويلتزم بالمواعيد ويستمر في العمل لفترة طويلة.
وقال ألفت، عامل في مصر منذ سنة، إنه يتقاضى أقل مما يتقاضاه أقاربه في الخليج ولكن يحصل على معاملة طيبة في مصر، مشيرًا إلى أنه عاني كثيرا عندما كان يعمل في قطر مع الكفيل القطري ويحاول التغلب علي ارتفاع أسعار المعيشة بجلب كمية كبيرة من الطعام من بلاده ويعمل في ورشة أخرى حتى يستطيع ادخار جزء أكبر من دخله، خاصه أنه لا يوجد فرص عمل في بلاده.
وأكد صاحب ورشة آخر لصناعة الأحذية يدعى عم مصطفي، أن العامل البنغالي لا يطالب بعقد أو تأمين أو مكافأة لذلك هم أكثر تكلفة، وسخر من العامل المصري، قائلا: "لا أؤمن بمقولة المصري أولى"، مشيرا إلى أن البنغالي أيضا محتاج والرزق يذهب لصاحبه وربنا قادر يرزق المصري، وأن أجمل ما وجد في العامل البنغالي هو قدرته علي تحمل ساعات عمل أطول ولا يبحث عن فرص أخرى من أجل راتب أكبر.
وعلى الصعيد الأخر، اتجهنا للمدارس الدولية في أحدى المدن الجديدة حيث النظافة والجمال والمدرسات الأجانب، حيث أن أغلب المدرسات غير مؤهلات للعمل في التدريس ولكن جلبتهم المدرسة لجذب ولي الأمر وإظهار مستوى أفضل للمدرسة.
تحدث لنا مستر جوزيف ويلسون، وهو يقوم بإجراء الاختبارات للطلبة قبل قبولهم في المدرسة وسألناه عن مهنته في بلده قبل العمل في مصر، أكد أنه كان يعمل في ترميم الآثار قبل بلوغ سن المعاش وساعده أحد أصدقائه المقيمين في مصر على الحصول على عقد عمل داخل المدرسة.
وبسؤاله "لماذا لا يتم التعاقد مع مدرسين متخصصين"، أكد أن المدرس المتخصص سيطلب أجر مضاعف وامتيازات أكثر، وسألناه عن حياته في مصر، ذكر بالمصادفة أن لديه خادمة سودانية تتقاضي 1.5 جنيه شهريا وتقوم بأعمال التنظيف، وقد جربت من قبل الخادمة المصرية لكنها لم تلتزم بمواعيد العمل وكانت كثيرة التغيب عن العمل لأعذار مختلفة.
وقالت داليا الجزيري، خبيرة الموارد البشرية، عن سر تفضيل المستثمر وصاحب العمل للعمالة الأجنبية في بعض الأوقات، أنه يتمثل في عقدة الخواجة اعتقادا بأنه الأفضل وأن وجود العامل الأجنبي يعطي رونق للمكان و"برستيج" لصاحب العمل، والعامل المصري لا ينقصه شيء فهو مطلوب في الخليج وهو معروف بدقة الصنعة.
وأكد ياسر الشربيني، المتحدث باسم وزارة القوى العاملة، أن معظم العمالة المطلوبة في مصر الآن في قطاعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، نافيا أن يكون هناك نقص في تدريب عمال الملابس الجاهزة كما يروج البعض، لأن الوزارة تقوم بتنفيذ برامج تدريب متتالية من جهة، والمصانع واتحاد الصناعات تتبع نفس الأسلوب من جهة أخرى.
وقال ل"الفجر" إن إضراب العمال المتزايد في الفترة الأخيرة كان سبب في استقطاب بعض أصحاب المصانع للعمالة الأجنبية، ولكن جاري وضع ضوابط حتي لا يؤثر بالسلب علي العامل المصري.