قالت مصادر مطلعة إن هولندا تدرس مع حلفائها تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في قيامهم بإسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق المناطق الخاضعة لسيطرة الإنفصاليين بشرق أوكرانيا العام الماضي. وتبدو فرصة إجراء محاكمة ناجحة محدودة في أحسن الأحوال لكن المسؤولين الهولنديين يأملون أن يؤدي تشكيل محكمة دولية بمساندة حلفاء غربيين للضغط على روسيا لدفعها للتعاون في القضية خاصة وأن دورها أمر حاسم. ومن بين 298 شخصاً كانوا على الطائرة الماليزية ولقوا حتفهم في الحادث كان ثلثا الضحايا من الهولنديين. ومع اقتراب الذكرى السنوية للحادث يوم 17 يوليو (تموز) تتعرض الحكومة لضغط شديد من مواطنيها الذين يطالبون باتخاذ إجراء لاعتقادهم ان روسيا إما أسقطت الطائرة أو قدمت الصاروخ لمن فعل ذلك. وقال مصدران في هولندا طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية القضية ان التعقيدات القانونية والسياسية في القضية جعلتها تركز على إنشاء محكمة دولية مدعومة من مجلس الامن التابع للامم المتحدة فور انتهاء تحقيق دولي يحدد أسماء المشتبه بهم. ورداً على سؤال بشأن الخطة قال مسؤول حكومي هولندي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "إنشاء محكمة تابعة للأمم المتحدة هي أفضل خيار. نتوقع ان توفر فرصة كبيرة للتعاون من جانب جميع الدول المعنية." ونقلت وكالة تاس الروسية للانباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله اليوم الاربعاء إنه لا يمكنه التعليق على تقارير وسائل الاعلام. ومن المستبعد فيما يبدو إجراء محاكمة في أوكرانيا نفسها لأن من غير المرجح حضور الانفصاليين الموالين لموسكو وكذلك الحكومة الروسية التي تتعاطف معهم وتؤثر عليهم لكنها تنفي بشدة الضلوع في الحادث أو في التمرد. وعلى الرغم من أن القانون الهولندى يوفر شكلاً من أشكال الاختصاص القضائي العالمي لجرائم الحرب إلا أن اسقاط طائرة ركاب مدنية أثناء حرب أهلية ربما بطريق الخطأ لا يوفر أساساً قوياً لقضية، كما أن ماليزيا التي كانت الوجهة النهائية للطائرة بعيدة للغاية عن مكان الجريمة. وقالت المصادر إن هناك خيارات قانونية اخرى ما زالت قيد البحث لكن ينظر إلى انشاء محكمة دولية لنظر هذه القضية بدلاً من محكمة محلية على أنه يوفر أفضل فرصة لنجاح التحقيق. وفي الوقت الراهن ما زال التحقيق في الحادث مستمراً، وقال مدعون هولنديون انهم لا يتوقعون اصدار لائحة اتهام قبل أن تنشر هيئة السلامة الهولندية تقريراً في أكتوبر (تشرين الأول) يذكر بالتفصيل كيفية اسقاط الطائرة. لكن المدعين حصروا تركيزهم على نظرية تقول إن الطائرة أسقطت بصاروخ روسي الصنع من نوع بوك أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة قوات موالية لروسيا. وبعد انتشال اشلاء بشرية وحطام عاد خبراء من فريق التحقيق المشترك -الذي يضم أعضاء من هولنداوأوكرانياوماليزيا واستراليا وبريطانيا- إلى موقع الحادث يوم 15 يونيو (حزيران) "لجمع أدلة تغزز أو تدحض السيناريوهات المختلفة للحادث".