أكل "لحوم الحمير" بين الحلال والحرام حالة من الجدل أصابت الشارع المصري، أمس الثلاثاء، بعد تداول خبر مُفجع عن قيام مباحث التموين وأجهزة الطب البيطري بمحافظة الفيوم باكتشاف مزرعة يقوم صاحبها بذبح الحمير لتوزيعها على الجزارين، ومن ثم بيعها للمواطنين على أنها لحوم صالحة للاستخدام الآدمي، حيث اعتاد المصريين وخاصة المسلمين منهم على أن لحوم الحمير يحرمها الدين الإسلامي، فيما خرجت بعد الفتاوى تؤكد أنها "حلال" مستندين إلى بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. فكانت مديرية التموين بالفيوم، أعلنت أن أجهزة الطب البيطرى ومباحث التموين بالمحافظة تمكنت من ضبط مزرعة بمركز طامية يقوم صاحبها بتربية "الحمير" ويذبحها ويقوم بتوزيعها على عدد من الجزارين على أنها لحوم صالحة للاستخدام الآدمى، وتم ضبط 1500 حمار حي، وقرابة 50 حماراً مذبوحا ومشفاه جاهزاً على البيع، بالمزرعة الكائنة بطريق القاهرةأسيوط الغربي. لحم "الحمير" لم يُحرم بداية جاء رأي الشيخ الجليل ومُفسر القرآن الراحل محمد متولي الشعراوي، يؤكد أن الله لم يُحرم أكل لحم الحمير، حيث أوضح في أحد أحاديثه التي تحدث خلالها عن الحكمة في تحريم أكل لحم الحمير، وتوضيح حديث أسماء بنت أبي بكر: "نحرنا فرساً فأكلناه على عهد رسول الله". فأوضح الشيخ الشعراوي، أن الرسول كان يحرم أكل لحم الخيل والبغال لأنها كانت تفنى، خاصة وأنها كانت أدوات قتال وحمل، متابعاً: "فإذا كانت العلة انتهت .. ولسه الناس بتاكلها حتى الآن". واستكمل الشيخ الشعراوي متسائلاً : "الحصان شكله أجمل أم الجاموسة؟"، متابعاً: "الحصان أجمل، ولكن الله حلل لحم الجاموس وجعل طعمها أفضل"، مضيفاً أن لحم الحمار يأكله بعض الأفارقة ولا يصابوا بسوء، وأن العلة الوحيدة في اطعامه هي أن لا تفنى الحمير وهي ليست محرمة. لحوم الحمير "لا يجوز أكلها" أما الشيخ مصطفى العدوي، فأوضح أن القرآن لم يرد به ما يحرم أكل لحم الحصان ، لافتاً إلى أنه ورد به ما يفيد اباحة أكله، ومشيراً إلى حديث قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: "نحرنا فرساً في عهد النبي فأكلناه"، وهو في صحيح البخاري. وأضاف العدوي، أن سبب منع أكل لحم الحصان؛ قول الله التعالى: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ..ويخلق مالا تعلمون"، موضحاً أن الله سبحانه وتعالى قال أنها خلقت للركوب وللتزين بها عند الركوب، مؤكداً أن هذا النص ليس فيه مانع من أكلها، وأن السُنة النبوية مبينة للحلال والحرام. واستكمل مُشدداً أن الحمير لا يجوز أن تأكل نهائياً، قائلاً: "أما عن الحمير فالحمير لا يجوز أن تأكل بت الا الحمار الوحشي والحمير العادية حرام أكلها"، مشيراً إلى قول الرسول :"حرم لحم الحُمر آنية عام خيبر إلى الأبد". أكلها "حلال" بينما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، نائب رئيس قسم الفتوى بالأزهر الشريف سابقا، أن أكل لحوم الحمير ليس حراماً وأن أكله حلال، مشيراً إلى رأي الإمام مالك بتحليل أكل لحوم الحمير، موضحاً أنه اعتمد في فتواه على النص القرأني الذي يبيح أكل جميع الحيوانات إلا لحوم الحيوانات الميتة ولحوم الخنزير أو الدم المسفوح. وأضاف الأطرش أن الكثير من المذاهب حرمت أكل لحوم الحمير، ولكن القرأن والسنة ليس به أي نص يحرم أكل تلك اللحوم، ومؤكدا أن واقعة استغلال البعض وغش الناس باستخدام لحوم الحمير بدلاً من الأبقار للتوفير يعد غش ويعاقب عليه.