أكل لحوم الخيل حلال.. ولكن!!

* أحد علماء التغذية طالب باستخدام الفصيلة الخيلية "البغال والحمير والخيول" كمصدر للحوم وأن تذبح وتؤكل لحمها كما يحدث عند بلدان أوروبا والأمريكتين ويطلب بيان الحكم الشرعي في تناول لحوم هذه الحيوانات الثلاثة "البغال والحمير والخيول" وهل حلال أم حرام؟
** يجيب الإمام الأكبر د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق: اتفق الفقهاء علي تحريم لحوم الحمير والبغال واستدلوا بما ورد عن جابر: أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي يوم خيبر عن لحوم الحمير الأهلية.
فالنهي دليل علي التحريم وبما ورد عن ابن أبي أوفي قال: "أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر ووقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادي منادي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن اكفئوا القدور لا تأكلوا من لحم الحمر شيئا فقال ناس إنما نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم لأنها لم تخمس وقال آخرون نهي عنها ألبتة.
وعن جابر قال: "حرم رسول الله صلي الله عليه وسلم يعني يوم خيبر لحوم الحمر الإنسيه ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير أما الخيل فقد اختلف الفقهاء في حلها وحرمتها.
1- فقال بعض الفقهاء حرام أكل لحمها واستدلوا بما ورد في كتاب الله "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة" فقد خلقت للركوب والزينة ولم تخلق للأكل ولأن الله تعالي لما نص عن الركوب والزينة دل علي ما عداه بخلافه.
وسئل ابن عباس عن لحوم الخيل فكرهها وتلا هذه الآية وقال هذه للركوب وقرأ الآية التي قبلها "والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع" ثم قال هذه للأكل وبه قال مالك وأبوحنيفة وغيرهم واحتجوا بما ورد عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي يوم خيبر عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير وعن خالد بن الوليد أيضا أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول: "لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير" كما أنها مخلوقة للحروب والأسفار والانتفاع بظهرها وليست للأكل.
2- وقال الجمهور من الفقهاء والمحدثين هي مباحة لما ورد في الصحيحين عن جابر "أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل" وفي الصحيحين أيضا عن أسماء بنت أبي بكر قالت: ذبحنا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فرسا ونحن بالمدينة فأكلناه".
ومن كل ما تقدم يتبين أن هناك إجماعا علي التحريك لأكل البغال والحمير وأما الخيل فهناك خلاف بين العلماء في شأنها.
والذي نراه أنه لا يلجأ إلي أكل لحوم الخيل إلا إذا وجدت الضرورة التي تدعو إلي ذلك وهذه الضرورة يقدرها أهل العلم والخبرة وبهذا يعلم الجواب والله سبحانه وتعالي أعلم.