تلعب برلين دوراً هاماً وكبيراً في الاتحاد الأوروبي، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، ومن هنا جاء الاهتمام بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إليها، فألمانيا عملياً تعد الآن بمثابة قائد أوروبا، خاصة مع إمكانياتها الاقتصادية العالية والدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع الدولي. وتتعدد جوانب أهمية زيارة السيسي الحالية، حيث تصحيح صورة مصر أمام الغرب خاصة بعد مساعٍ من أعضاء وأنصار الجماعة الإرهابية لإحراج مصر وما نتج عنه من بيان رئيس البرلمان الألماني، فضلاً عن تعزيز العلاقات المصرية الألمانية والترويج للاقتصاد المصري لجذب الاستثمارات الألمانية وخلافه. وفي هذا الإطار، رصد خبراء في تصريحات متفرقة ل 24، أبرز رسائل زيارة الرئيس السيسي لألمانيا. ترحيب كبير وبدورها، قالت عضو المجلس القومي للشؤون الخارجية وأحد أعضاء الوفد المصري في ألمانيا حالياً جيلان جبر، إن "هناك ترحيباً كبيراً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهناك إدراكاً بدوره في المنطقة العربية، كما أوضحت رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل أنها تعلم جيداً أن أمن أوروبا يبدأ من منطقة البحر المتوسط، وأن مصر هي أكبر دولة في تلك المنطقة الجغرافية الهامة". وتابعت: "على أوروبا أن تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب وجهودها المتواصلة في استقرار المنطقة، وبالتالي فإن محاولات الإخوان من أجل إحراج مصر والرئيس المصري ستبوء بالفشل، لأن خائني الأوطان لا مكان لهم داخل المنطقة أو خارجها، أما على مستوى علاقات مصر الدولية، فنجاح الزيارة سيؤدي لتعزيز موقف مصر ومكانتها في العالم، وكذلك فإن برلين لها دور هام تلعبه في ميزان السياسات الأوروبية". وقت حاسم وقال رئيس حزب الجيل عضو المجلس الرئاسي بائتلاف الجبهة الوطنية ناجي الشهابي، إن "زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا تأتي في وقت حاسم وهام، حيث تتزامن مع إعادة بناء مصر لعلاقاتها مع دول الغرب". وأضاف، في تصريحات ل 24، أن "هناك عدة نتائج إيجابية لتلك الزيارة التي يشارك فيها عدد كبير من الشخصيات العامة، أولها سيكون الناتج الاقتصادي، لاسيما أن ألمانيا رابع أكبر اقتصاد بالعالم، حيث سيكون هناك تعاون ملحوظ بين البلدين في عدة مجالات اقتصادية، منها السكة الحديد والطاقة وقطاع النقل العام والإسكان". وأشار إلى أن "الزيارة تهدف كذلك لتوضيح الأوضاع في مصر وإطلاع دولة ألمانيا، إحدى أكبر دول الاتحاد الأوروبي، على حقيقة الأمور، وتوضيح حقيقة الإخوان، إلى جانب تناول كافة الملفات المشتركة مثل الإرهاب وسبل مواجهته". جهات متنوعة فيما يتفق خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي الدكتور سعيد اللاوندي مع هذا الرأي، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس إلى ألمانيا هامة وتؤكد على تنوع الجهات التي تسير فيها مصر. وأشار، في تصريحات ل 24، إلى أن "ترحيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالسيسي يعد مكسباً جديداً لمصر"، لافتاً إلى أن "الملفات التي يتم تناولها وسيكون بها نتائج إيجابية أولها ملف مكافحة الإرهاب، ومحاولات مصر الداخلية والخارجية لحماية نفسها منه، فضلاً عن فتح بوابة اقتصادية جديدة بين البلدين". وتابع قائلاً: "إن التقارب مع ألمانيا يدعم موقف مصر لدى دول البحر المتوسط ويعمل على توطيد العلاقة معهم، وتوضيح للغرب الأمريكي أن التعاون المصري الأوروبي قائم وله نتائج إيجابية. نتائج إيجابية فيما رأى رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور علي لطفي، أن "الزيارة لها نتائج إيجابية كبيرة على المستوى الاقتصادي، خاصة بعد لقاء الرئيس بالمستثمرين الألمان ورجال الأعمال للاتفاق على حجم كبير من المشروعات التي سيقيمونها في مصر، كما وعدهم بكافة التسهيلات في الإجراءات الروتينية لمحو أي فكرة مسبقة عن البيروقراطية المصرية والتي كانت تمثل هاجساً لدى المستثمرين الأجانب، وكذلك كافة التسهيلات في منحهم الأراضي اللازمة لبناء مشروعاتهم مقابل الاستثمار في مصر وضخ الأموال، مما سينتج عنه زيادة فرص العمل والتقليل من حجم البطالة ورفع المستوى الاقتصادي لمصر مما سينعكس على المستوى الاقتصادي للأفراد". وأضاف: "الزيارة جاءت في الوقت المناسب، خاصة بعدما أثير حول مصر عقب بيان رئيس البرلمان الألماني، ورغم ذلك البيان إلا أن زيارة السيسي قوبلت بالترحيب الشديد مما قوى موقف مصر السياسي الدولي، خاصة وأن ألمانيا تعد أقوى دولة أوروبية، مما يعطي انطباعاً عن القيادة السياسية المصرية بالشجاعة ومواجهة الشائعات والأفكار المغلوطة، مما سيترتب عليه حالة من الثقة على المستثمرين الألمان".