تعرف على قصة بناء قصر التحرير

قام بتصميم قصر التحرير المهندس الايطالي انطونيو ليشياك (Antonio Lasciac 1856 - 1946 ) وهو احد ابرز المهندسين المعماريين في مصر الذي اعتمدت عليه العائلة المالكة في تشييد قصورها حيث أصبح في عام 1907 رئيس مهندسي القصور الملكية وحصل على البكوية.

وقد انشأ المهندس انطونيو النادي الدبلوماسي الحالي والمباني الخديوية وعمارة سوايرس وقصر الأمير يوسف كمال في المطرية ومبنى بنك مصر وعدد من المباني في القاهرة والإسكندرية اعتمد انطونيو لاشياك في تصميم المبنى على طراز مباني مدن البندقية المستوحاة من عصر النهضة الايطالية، واستغرق بنائه أربع سنوات من 1899 إلى 1903.

وقد عكس أسلوب المهندس الايطالي في المبنى المزج بين الجمال والروح العملية للمبنى وهو يتسم بجمال بسيط متحفظ واهتم المهندس في تفاصيله بالرقة والدقة والعناية بالتفاصيل لكافة أجزائه والاهتمام بتوزيع الظل والنور.

هذا وقد عاشت الأميرة نعمت الله حياة زهد وتقشف أثناء إقامتها في قصر التحرير ويرجع ذلك لاهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد، حيث قررت الانتقال لمبنى صغير مجاور للقصر وأهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية في عام 1930 ليكون مقراً رسمياً جديداً لها حيث انتقلت من مبناها القديم في قصر البستان في شارع البستان بوسط القاهرة.

وقد اتسم القصر في تفاصيله الهندسية باستخدام الحوائط الحاملة في بنائه والتي تراوح سمكها من البدروم حتى الطابق الأرضي بين 120 إلى 80 سم فيما يقل السمك كلما ارتفعنا في الطابق الأول حيث يصل السمك من 60 إلى 80 سم وظهر في واجهات المبنى العقود النصف دائرية والحليات والكرانيش والتيجان ذات الأعمدة والتماثيل وقد أضيف دور ثاني للمبنى في الخمسينيات استخدمت فيه الخرسانة المسلحة.