يا محاسن الصدف .. مثل شعبى يطلق على الأقدار التى قد تتلاقى وتجعلك تقابل شخص لم تراه منذ فترة طويلة، أو تحتاج لشئ وتجده بالصدفة أمامك، أو تتشابه ظروف تجمع شخصين أو أكثر فى نجاح او فشل، هكذا كانت الصدفة التى جمعت الإعلامي باسم يوسف بالسياسى حمدين صباحى، فكلاهما أصبحا خاسران؛ فالأول خسر برنامجه البرنامج بعد إعلان وقفه رسميا فى مؤتمر عقد بالأمس بمسرح راديو بوسط البلد بعدما فقد الكثير من متابعيه وجمهوره بعد هجومه على الرئيس عبدالفتاح السيسي، والثانى تلقى خسارة فادحة بعد فوز السيسي عليه باكتساح فى الانتخابات الرئاسية، التى انتهت فعالياتها منذ أيام، وأرادت الصدفة أن تجمع بينهما من جديد بعد علاقة صداقة دامت لأكثر من 3 أعوام بالصدفة، وأن يكون الاثنين من المغضوب عليهم فى عهد السيسي، فهكذا شاء القدر !! جمال عنايت وكلمة السر كان اللقاء الأول بينهما بالصدفة يوم 1 إبريل 2011 عقب ثورة 25 يناير فى استديو برنامج الإعلامي جمال عنايت فى برنامج على الهواء على قناة اليوم الفضائية، وهو الوقت الذى بدأ فيه نجم باسم يوسف يلمع فى سماء الشهرة والأضواء، عقب قيامه بطرح عدد من الفيديوهات الساخرة التى تتناول فترة ثورة يناير تحت عنوان باسم شو ، وتزامن تواجد باسم فى الاستديو مع وجود حمدين الذى أنهى فقرته مع مقدم البرنامج ليتعرفا على بعضهما البعض ويحصل باسم على رقم محمول حمدين ، ومنذ ذلك الوقت أصبحا أصدقاء بالصدفة . اللقاء الثانى مرت الأيام وذاع صيت باسم يوسف، وعرضت عليه شبكة قنوات ONTV الانضمام لها لتقديم برنامجه باسم شو على قناتهم، عقب نجاح البرنامج فى تحقيق نسبة مشاهدة على اليوتيوب، وبالفعل أنتقل باسم للقناة وبدأ فى تقديم برنامجه، واستمرارا للحديث عن ما حدث فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير أثناء فترة حكم المجلس العسكرى قبل الانتخابات الرئاسية التى فاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسى، استضاف باسم فى برنامجه حمدين صباحى، المرشح المحتل للرئاسة وقتها، وتم بث الحلقة تحديدا فى 19 فبراير 2012 ، وتحدث حمدين خلال الحلقة عن عدد من الأمور الهامة منها مد المجلس العسكرى الفترة الانتقالية وإرباك الأجندة الوطنية كما تناول اللقاء الحديث أحداث بورسعيد . كواليس الصورة إبريل 2013 داخل مسرح راديو بوسط البلد، وعقب خروجه من مكتب النائب العام بعد تقديم عدد من البلاغات ضده لاهانة الرئيس مرسى وجماعته ، استضاف مقدم برنامج البرنامج والذى كان يبث وقتها على شاشة CBC عقب انتهاء عقده مع ONTV ، حمدين صباحى، المرشح الرئاسى الخاسر فى جولة الانتخابات أمام محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ليكون ضيفا على البرنامج لدعمه وتأييده فى مشواره ضد جماعة الإخوان المسلمين، وعقب انتهاء الحلقة قاما بالتقاط عدد من الصور التذكارية . خلافات على الهواء ودعم فى الانتخابات منذ أن عرف باسم يوسف، حمدين فى 2011 وهما متفقان على مبدأ الصداقة التى نشأت عن طريق الصدفة، الى ان خانه باسم وقام بالسخرية عليه فى برنامجه بعد إعلان ترشح حمدين صباحى للرئاسة كمؤسس للتيار الشعبى المصرى، وانسحاب المخرج خالد يوسف، وعبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عن دعمه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام السيسي، الأمر الذى أثار غضب حمدين وأسرته وقاموا بالرد عليه، الى أن عاد باسم من جديد لإعلان دعمه لصديقه فى الانتخابات الرئاسية خلال لقاءه الأخير مع قناة دويتش فيله عربى DW ARABIA الألمانية وقال أنه سيدعمه بصوته إذا قام بالتصويت نكاية فى المرشح المنافس . السيسي والصدفة الأخيرة يبدوا أن الصدفة ستكون الرابط الذى سيجمع باسم يوسف بحمدين صباحى وقتا طويلا بعد ذلك، ففى يوم 28 مايو، اليوم الذى تم فيه وقف برنامج باسم يوسف من العرض على شاشة MBC رسميا عقب بيان من إدارة القناة وبرنامج البرنامج بسبب سخريته من السيسي ومن الانتخابات الرئاسية وبعض اللجان الخاوية وأغنية بشرة خير للمطرب حسين الجسمى، تزامن نفس اليوم الذى خسر فيه حمدين صباحى الانتخابات الرئاسية بفارق أصوات كبير لصالح السيسي، وأراد القدر أن يربط بينهما فى هذا اليوم. ويصفهما بالخاسرين، فالأول خسر قاعدة جماهيرية بعد قراره بالسخرية من السيسي الذى حمى الشعب فى 30 يونيو من جماعة الإخوان الإرهابية، والثانى قد خسر جولة سياسية أمام مرشح قوى له قاعدة جماهيرية كبيرة لدى الشعب. منشور by B+ Bassem Youssef Show . رئيس قوى ومعارضة أقوى .. والنهاية مؤسفة باسم وحمدين وجهان لعملة واحدة لا يمكن أن نكون بدونهما؛ فكلاهما وجهاً للمعارضة كلا بطريقته الخاصة، وكل منهما له دوره الوطنى فى تلك المرحلة التاريخية التى نمر بها، نحتاج لهم لتقويم المجتمع وسلوكه والضغط على النظام الحاكم لتحقيق مبدأ الحرية والعدالة الاجتماعية، فباسم يوسف وحمدين لديهما قاعدة جماهيرية كبيرة لدى الشعب، وبدونهما كأنما ثورة لم تقم ولا حق لدماء الشهداء التى انتشرت فى طرقات وشوارع وميادين القاهرة والمحافظات، وقد تنذر بكارثة تهدد المجتمع بعد ضرب حرية الفكر والإبداع فى مقتل . نهاية مؤسفة حقا لبرنامج باسم يوسف، ورغم اننا كنا من أشد المعارضين لما قدمه من إسفاف وتلميحات جنسية فى بعض الحلقات، إلا أننا كنا من أشد الداعمين له ولما يقدمه على شاشة التلفزيون، لأنه بصريح العبارة كان الوحيد اللى كشف تطبيل الإعلاميين للسلطة الحاكمة منذ ثورة يناير وحتى اللحظة الفارقة التى أعلن فيها النهاية ورفع فيها لجمهوره لافتة The End .