لم يقوى على ان تظل روح الفن مقيده داخله وتربطها سلاسل آداء الواجب الذى تحتمه عليه مهنته كضابط شرطة , فقد رأى الفن له أهميه ورسالة لا تقل تماما عن واجب الشرطى ورسالته بل يمكن ان تزيد , فالفن يمكن اذا وجه توجيها صحيحا ان يقوم سلوك مجتمع بأكمله , وآمن الكاتب والسينارست الكبير ممدوح الليثى بهذا المبدأ , وصمم على أفساح الطريق لموهبته وخروجها الى النور . ولد ممدوح الليثى فى واحد من ديسمبر عام 1937, حصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس, ثم تخرج من كلية الشرطة عام 1960 وعمل الليثى ضابطا لمدة 7 سنوات بمحافظة الفيوم , ثم يقرر العمل بمجال الفن والابداع والعودة الى ممارسة الكتابة وعمل الصحافة الذى كان يمارسه أثناء فترة دراسته , حيث بدأ بكتابة القصص فى مجلتى صباح الخير , روز اليوسف كما عمل أيضا بجريدتى البوليس والشعب . اتجه ممدوح لدراسة السيناريو بمعهدالسينما عام 1964 حتى وفق فى كتابة عدد كبير من السيناريوهات لكثير من الكتاب , وكان أبرزهم الأديب العالمى نجيب محفوظ , حيث حول عدد من مؤلفاته من كونها عدة نصوص ورقية إلى مرئيات تناولت المجتمع المصري بأحواله وشرائحه الاجتماعية المختلفة في النصف الأخير من القرن الماضي ، فكان أن ظهر لجمهور السينما في السبعينيات أفلام مثل ثرثرة فوق النيل، والسكرية، وميرامار بسيناريو وحوار ممدوح الليثي. كما تعاون أيضًا في فيلمي الكرنك، وأميرة حبي أنا مع الفنانة الراحلة سعاد حسني، وقد شارك الليثي بنفسه فيما بعد في صناعة مسلسل السندريلا عن سيرتها الذاتية ومسيرتها الفنية، وذلك بجانب مشاركته في صناعة أعمال منها فيلم معالي الوزير، والطريق إلى إيلات،, انى لااكذب ولكنى اتجمل , أستقالة عالمة ذرة , وفى المسرح كان له إمبراطورية ميم ومن المسلسلات ضمير أبلة حكمت, المتهم الرابع , تاكسى , جريمة الموسم , الكنز . تقلب الليثى , في عدد من المناصب كان من بينها رئيس قسم السيناريو، عام 1967 ومراقب النصوص والسيناريو والإعداد، عام 1973 ومراقب على الأفلام الدرامية ,ثم مدير عام أفلام التليفزيون عام 1982، ورئيس أفلام التليفزيون عام 1985،ونقيبا للمهن السينمائية حتى أصبح مسؤول الإنتاج في «ماسبيرو» بعد تقلده منصب رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1985، وذلك بجانب عضويته في جهات فنية منها غرفة صناعة السينما، كما أنه اختير في ديسمبر 1989 نقيبًا للمهن السينمائية، ورئيسًا لاتحاد النقابات الفنية. على الجانب الآخر، لم تخل رحلة الليثي من المنغصات، حيث واجه العديد من المعارضات خلال تصدره سدة مقعد جهاز السينما الذي تركه عقب احتجاجات العاملين به في 2011، ليصرح بعدها بأن أزمة الجهاز تكمن في المطالب الفئوية . وقد أثمرت مسيرة الليثي الفنية التى تجاوزت الأربعين عامًا، عن 164 فيلمًا دراميًا تليفزيونيًا، و600 فيلم تسجيلي، وما يزيد على 1500 ساعة دراما، كما نال عدد من الجوائز والأوسمة والتكريمات، كان منها جوائز منحتها له وزارة الثقافة عن أفلام السكرية عام 1974، أميرة حبي أنا عام1975والمذنبون1976 ,كماحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1992. لتتوقف مسيرة الليثى عن العطاء بوفاته صباح أمس عن عمر يناهز ال77 عاما .