تفتتح الفنانة التشكيلية الفلسطينية ريما المزين معرضها الشخصي العاشر تحت عنوان (بالفلسطيني) في قاعة ( porta coeli ) في مقاطعة باسيلونيا بايطاليا، يوم الموافق السبت 28 يوليو 2013. وعن المعرض تقول المزين: (بالفلسطيني) هو معرضي الشخصي الثالث في ايطاليا ، وله خصوصية عندي على الصعيد الفني لانه انعكاس لثقافتي وحضارتي وتراثي الفلسطيني الذي اعتز وافتخر بان امثله من خلال اعمالي، وايضا على الصعيد الشخصي، فهذا المعرض مهدا لوالدي العزيز الفنان التشكيلي والباحث في التراث والحضارة الفلسطينية القديمة د. (عبد الرحمن المزين)، لانه كان معلمي الأول فنياً وثقافياً، ولهو الفضل فيما وصلت إليه الآن، تعلمت منه حب الوطن والفن، من خلال نشأتي وسط مناخه الفني، المليء بالإبداع والفن والتراث الفلسطيني. كما إني استوحيت من معرض والدي الشخصي ،الذي أقيم عام 2000 (ألوان من بلادي)، الذي قدم فيه توظيف للثوب الفلسطيني بشكل تجريدي رمزي معاصر. استند فيه على ألوان الأثواب الفلسطينية (الاسود والازرق والابيض) لتكون أرضيات او خلفيات لتكويناته الشكلية المعاصرة المستمدة من وحدات التطريز الشعبي الفلسطيني ،مقدما حلول فنية جديدة للثوب الفلسطيني. كل هذا شكل لدي مخزون فني وثقافي ترجمته في معرض (بالفلسطيني). وتضيف المزين: اشتغلت على فكرة هذا المعرض منذ ما يقارب العامين ، ففي النصف الثاني من عام 2011 ، شرعت بتنفيذ الجزء الاول من أعمال المعرض واسمها (ثوب ولون) وعددها (30) لوحة ، اخترت منها (10) لوحات لتكون ضمن معرضي (بالفلسطيني) ، استخدمت في صياغتها تقنية الديجيتال ، اعتمدت فيها على أسلوب (الكولاج) في صياغة فنية تجمع بين الصور الفوتغرافية وبعض من أجزاء لوحاتي الفنية القديمة ، ويجدر الاشارة الى ان الصور الفوتوغرافية المستخدمة : من أرشيف قديم لصور فتيات فلسطينيات ترجع للعام 1887 إلى العام 1948. أم الجزء الثاني فهي عبارة لوحات فنية نفذ ت على قماش و ورق ، رسمت بأسلوب تجريدي رمزي ، فيها اختزال للموروث الفلسطيني في مفردات شكلية متنوعة ، وصياغات لونية غنية بالدلالات الرمزية ، وعددها : (35) لوحة وظفت فيها (الثوب الفلسطيني) رمز هويتنا الفلسطينية ليكون عنصر السيادة في جميع لوحات المعرض ، بالإضافة إلى بعض الوحدات من التطريز الفلاحي التقليدي ، وأيضا بعض الوحدات من الزخرفة الإسلامية . حملت اللوحات الفنية أسماء الأثواب الفلسطينية مثل (الثوب المجدلاوي) او مايعرف بثوب (الجنة والنار) وترجع سبب التسمية للونيه الأحمر (النار) والأخضر (الجنة) وهو من أشهر الأثواب الفلسطينية ويتم تصنيعه بأيدي أبناء المجدل الذين حافظوا على صناعته . (الثوب التلحمي ثوب الملكة) ثوب عريق قديم كان خاصا بملكات فلسطين في القديم وتشتهر به منطقة بيت لحم ،(الثوب الدجاني ) تشتهر به منطقة بيت دجن والرمله ورام الله ، وهناك مجموعة كبيرة رسمت بتدرجات اللون الازرق وعددها 13 لوحة واسمها (ثوب بئر السبع ذو التطريز الازرق) ، وهو الثوب المخصص للأرملة ، واستخدمته كرمزية للمشهد السوداوي الذي يسيطير على حياة الشعب الفلسطيني من حصار واعتقال واحتلال ومصادرة الاراضي وتجهير السكان من قراهم ، وخاصة في ظل ما يشهده النقب المحتل من نكبة جديدة قد تلحق بالفلسطينيين ، في حال طبقت سلطة الاحتلال قانون «برافر - بيغن» العنصري، الهادف إلى إلغاء الوجود العربي في النقب، وتحويل نصف فلسطين التاريخية المحتل إلى منطقة إسرائيلية بامتياز بالسكان والأرض، و«خنق» أهله العرب، ووضع أكبر عدد منهم في أقل مساحة ممكنة. وهناك مجموعة أخرى اسمها (كنعانيات) وعددها (14 لوحة) رسمت بتدرجات اللون الاحمر ، واسم (كنعان) باللغة الكنعانية القديمة تعني ذو الصبغة الحمراء الارجوانية ، المأخوذة من دم حيوان على ساحل البحر الأبيض المتوسط يسمى الموريكس, الذي اكتشف الكنعانيين أسرار لونه, منذ القدم. والعمل الاخير اسمه (صنع في فلسطين) Made in Palestine وهو عمل انيستلاشن ، أكد فيه على هويتي الفلسطينية من خلال عرض الثوب الفلسطيني التقليدي ، وخاصة في ظل ما تشهده فلسطين من سرقة لتراثها وثقافتها .