سادت حالة من الهدوء والترقب داخل المنازل والمقاهي والمحلات والأماكن العامة في شوارع المنصورة وقرى محافظة الدقهلية قُبيل النطق بالحكم التاريخي على الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه وباقي المتهمين في قضية قتل المتظاهرين , وبمجرد نطق الحكم سادت حالة من الصدمة والذهول أعقبها حالة من الإنفعال والغليان , خاصة بعد الحالة النفسية التي عاشها الشعب المصري للحظات أثناء إستماعه للمقدمة التاريخية لمستشار محاكمة القرن " أحمد رفعت " , وإنطلقت مسيرة من أمام أحد المقاهي بالمنصورة , أخذت تردد هتافات " الشعب يريد تطهير القضاء " , " يسقط يسقط حكم العسكر " , " باطل , باطل , باطل " . في حال نزولك للشارع الآن سترى الناس تمشي وكأن على رؤسها الطير , وما أن يستقل المواطن وسيلة من وسائل المواصلات وتبدأ المناقشات ويحتدم النقاش لتعبر عن حالة من الغضب وعدم الرضا . وأثناء إستطلاع رأي الناس في الشارع رصدت الفجر آراء المواطنين في الشارع الدقهلاوي ... ويعلق " محمد . م " طالب بكلية التجارة : ( الثورة كدة كأنها ما قامتش بل إن اللي جاي هيكون أسوأ , هي الثورة قامت والناس ماتت , والشباب راحت عنيها عشان تبقى دي النهاية ... ) . وعقب " هشام . ع" موظف بقوله : ( كان المفروض تكون في محاكمات ثورية ناجزة من الأول , أو كان مبارك عمل زي " زين العابدين " رئيس تونس السابق ومشى بخيره وشره .. وأراح وإستراح ) . وأضاف " محمود . ا " مهندس شاب : ( كمان اللي جاي محدش عارف هيبقى شكله إيه , معظم الناس اللي صوتت لشفيق ناس كبيرة في سن آبائنا وأمهاتنا .. يعني ناس ظلمتنا بسكوتها زمان , وبتظلمنا بصوتها دلوقتي ) . وعقب " عبد الرحمن . ب " مدرس تاريخ : ( أنا شايف إن التصويت لمرسي دلوقتي هيبقى تصويت عقابي للإثنين " مرسي " و " شفيق " لأن مرسي لو فاز الشعب و السلفيين و القوى الثورية والأحزاب , وفلول الحزب الوطني نفسهم هتبقى بتتلكك , و واقفة للإخوان على غلطة , وفي النهاية هما فصيل الشعب يقدر يثور عليه .. لكن إنتخاب شفيق يعني إعادة إنتاج نظام هي جذوره لسة ممتدة ومتبتة بإيديها وإسنانها في البلد .. ربنا يستر ) . ويقول " بهاء . أ " سائق تاكسي : ( والله المصريين دول غلابة , ومبيشبعوش غلب , عايشين مطحنونين ومتبهدلين , عملوا ثورة , واللي مات واللي اتصاب واللي عنيه راحت , وبعدين كل حاجة اتستفت من بدري من ايام الورق ما اتفرم واللي اتحرق اتحرق ... يالا لينا رب كريم ) . وإعترضت " سها . م " طالبة بالصف الثانوي بقولها : ( طول الوقت اللي فات كانوا بيشتغلونا ... كله إشتغالات في إشتغالات , يعني مفيش دليل واحد ضد اللي خدوا براءة دول ) . ويؤكد "عماد. د " طالب بكلية الهندسة : ( دي من البداية واضح إن دي مسرحية هزلية من أول التصويت على التعديلات الدستورية وبعدين انتخابات مجلس الشعب وبعدين الشورى ولحد الإعادة في انتخابات الرئاسة , احنا بنادي بعمل ثورة إجتماعية تغير شكل المجتمع ككل وهذا سيغير بالقطع شكل الخريطة السياسية ) . وتسائلت " زينب . ع " طبيبة بقولها : ( يعني مفيش دليل واحد ضد اللي خدوا براءة , إمال فين الورق والمستندات والسيديهات , وملابس الشهداء اللي متغربلة بالخرطوش , والفساد والرشوة والمحسوبية ... كل دة معلهوش دليل واحد ؟؟ ) . ويقول " عنتر . ع " عامل نظافة : ( ماهو اللي ايده في المية مش زي اللي ايده في النار .. ولو كان مات ليهم ولد ماكانش بأة دة الحكم , إحنا عايزين الناس دي تعيش عيشتنا .. وتاكل من الزبالة زي الناس اللي بشوفها تاكل من الزبالة ) . بينما كان لعم " حسن . أ " على المعاش رأي آخر حيث قال : ( مش كل حاجة نتوسوس ونشكك فيها الراجل حكم بناء على الورق اللي قدامه .. يعمل ايه يعني ) ....