تشهد مستشفي بني سويف العام حالة طفرة فى أعمال الصيانة والتطوير لأقسام المستشفي وحجر المرضي والأطباء، وتجاهلت أعمال الصيانة حالة "مشرحة الموتي" التى أصبحث فى حالة يرثي لها، لقلة عدد ثلاجات حفظ الجثث، فضلاً عن الأعطال المتكررة للثلاجات الموجودة بالمشرحة. حادث التصادم الأخير بالطريق الصحراوى الشرقي، والذى أسفر عن تفحم 10 جثث، كشف المشرحة على حقيقتها، حيث لا يوجد بها سوى 3 ثلاجات الأولى والثانية يوجد بهما 4 أدراج وتعمل بكامل طاقتهما وباقى الثلاجات معطلة لوجود مشاكل فى أبوابها التى هى فى حاجة لمفصلات المغناطيس وجوانات إطارات الأبواب.
التقينا مع أحد مسؤولى المشرحة "رفض ذكر اسمه", وقال, إنه كتب مذكرة لإدارة المستشفي لإصلاح أعطال الثلاجات بالمشرحة، خاصة بعد ما تعرضنا له من مشاكل خلال الحادث الأخير الذى نتج عنه إحتراق 10 جثث وتفحمها بالكامل لدرجة إخفاء هويتها، وتم نقل الجثث للمشرحة الغير مجهزة لهذا العدد، فكادت أن تحدث كارثة، لوجود الجثث بالمشرحة لأكثر من 48 ساعة، لولا إستعجال المحافظ لتقرير الطب الشرعي، الذى أفصح عن هوية الجثامين بعد تحليل ال(DNA) وأمرت النيابة بتسليم الجثث لأسر الضحايا.
وأضاف عامل بمستشفي إهناسيا "رفض ذكر اسمه"، أن مرحة المستشفي دائمة التعطل بسبب مأتور الثلاجة، التى أصبحت خردة لعدم تجديدها دورياً.
وعن أغرب المواقف التى تعرض لها عم جابر، خلال فترة عمله التى تجاوزت ال20 عاماً، كمسئولاً عن المشرحة، قال, إنه بعد تسلمي العمل ب5 شهور إذ جاءت جثة لسيدة حامل وكانت ساقاها بداخل بطنها من أثر الحادث الذي تعرضت له وكان منظرها مرعبا جدا وظلت هذه السيدة ملازمة لي باستمرار أراها في كل وقت وفي كل مكان لدرجة أنني نظرت إلي السقف فوجدتها هناك وظل الوضع هكذا لمدة 4 شهور متواصلة.
وتناول زميل له "عامل بالمشرحة" أطراف الحديث قائلاً: في أحد الأيام كنا نحمل إحدى الجثث لندخلها ثلاجة الموتي وكان أحد أفراد الأمن يساعدنا فإذا بالجثة تلطمه على وجهه ففزع وإصابته بحالة هستيرية وأخذ يهرول خارج المكان واتضح بهد ذلك أن يد المتوفي كانت معلقة على التروللي فعندما تم حمله وقعت يدع على حارس الأمن فلطمته.