الحازوقة عرَضية أم ناقوس إنذار؟

غالباً ما تظهر نتيجة الوجبات الكبيرة، الكحول، والإثارة المفاجئة، هي الحازوقة التي تصيب الجميع من حين إلى آخر في كلّ زمان ومكان. كان يعتقد طبيب الإمبراطوريّة الرومانيّة أن الحازوقة عبارة عن أحساسيس قوية توقظ المعدة. أمّا في العصور الوسطى، أجمع الأطباء على أنّها تحرّك شديد للمعدة، فيما أقرّ الإنجليزي Thomas Sydenham في القرن السابع عشر أنّها مظهر من مظاهر الهيستيريا. واستمرّ الطب في اعتبار الحازوقة نوعاً من التشنج المقتصر على الحجاب الحاجز والذي يؤثر في المعدة حتى الخمسينات من القرن العشرين. أمّا اليوم تطوّرت البحوث والدراسات لفهم الحازوقة، تحديد أسبابها واكتشاف تداعياتها.


حقيقة الحازوقة:
في حديث مع "النهار"، يوضح الدكتور فادي دانيال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى Hotel Dieu أنّ الحازوقة عارض لعدّة أمراض، وهي عبارة عن تقلّصات لا إراديّة في الحجاب الحاجز الذي يفصل بين الصدر والبطن ويؤدي دوراً هاماً في التنفس، مما يعترض الهواء فيسحبه إلى الداخل، ويوّلد صوت "الهيك" لديك. وتنجم الحازوقة خصوصاً من أبسط الأسباب وهي ارتجاع المريء أو ما يعرف بال Reflux . كما وقد تكون أسبابها التهاب في الأنسجة الرئوية والصدرية وأورام ومشاكل في الدماغ.


أمّا بالنسبة إلى العلاج، فهو بسيط إن كان السبب بسيطاً! فإن كانت الحازوقة لا تترافق بأية عوارض، يتمّ معالجتها كمعالجة ارتجاع المريء عبر أخذ الأدوية المناسبة. ولكن في حال استمرّت الحازوقة لأكثر من 48 ساعة ولم تسمح للفرد بالأكل والشرب وحتّى النوم، وإن ترافقت الحازوقة مع آلام في الرأس، ارتفاع الحرارة، وجع في الصدر وأيّ عوارض أخرى، يجدر على الفرد في هذه الحالة، مراجعة الطبيب الذي سيعمل على دراسة حالة المريض وتشخيص المرض الذي يعاني منه، كي يتمّ على هذا الأساس، تحديد نوعية العلاج الذي يجب أن يخضع إليه. ويشير دانيال أن أي وسيلة تستعمل لحبس الهواء تساعد على إيقاف الحازوقة، ولكن ماذا عن الوسائل التقليدية والغريبة التي تساعدك على التخلّص منها؟ إليك بعض الأفكار:




• اشرب كوباً من الماء بهدوء دون استنشاق الهواء
• اضغط بقوة بيدك على فمك
• حاول أن تمدّ لسانك بقوّة
• تناول ملعقة من القهوة أو العسل المخفوق بكميّة قليلة مع الماء
• تناول قطعة سكّر ممزوجة بالخلّ
هل نجحت في التخلّص منها؟