طالب اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن ، الرئيس عبد الفتاح السيسى باستثمار التغيرات التى طرأت على الموقف السعودى إزاء الأزمة السورية ، والذى بات اكثر مرونة تجاه الرئيس بشار الأسد ، واكثر ادراكا لمخاطر انهيار تماسك الدولة السورية على الأمن القومى الخليجى ، وذلك للدفع بمزيد من تقريب وجهات النظر بين سوريا والخليج من أجل التوصل إلى موقف عربى اكثر انسجاما وتوافقا وقدرة على قطع الطريق على المحاولات الأمريكية لاستغلال الخلافات البينية العربية وذلك عبر عقد قمة مصغرة تجمع بين مصر وسوريا والسعودية لمناقشة الأمر. واضاف الغباشى فى تصريحات خاصة ل "الفج" هناك العديد من المؤشرات على صعيد المنحى الجديد الذى اتخذته السعودية تجاة الولاياتالمتحدة والأزمة السورية ،وعلى رأس هذه المؤشرات اعتبار تنظيمات داعش وجبهة النصرة كجماعات إرهابية وأخيرا اتخاذ الموقف المعاكس للادارة الأمريكية فى اطار التحالف الدولى الذى تقوده ضد التنظيم الإرهابى داعش تحت الشعار " الكاذب" الحرب على الإرهاب ، علاوة على ذلك توتر العلاقات الخليجية الأمريكية عقب الثورة المصرية فى 30 يونية .
واكد على أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسوريا وسحب السفير كان قرارا معيبا اتخذه " الجاسوس " مرسى قبيل رحيله ، وقد اعلن هذا القرار خلال مؤتمره " الهزلى " فى استاد القاهرة يوم 27 يونية 2013 تحت اسم نصرة سوريا ، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر كان " كرنفالا إرهابيا " حضره الأهل والعشيرة و نجوم الارهاب وعلى رأسهم " السوبر ستار" عاصم عبد الماجد ومروجو الفكر الإخوانى - البيئة الحاضنة للإرهاب - الذين صعدوا على المنصة بجوار " الرئيس الجاسوس " فى مشهد معيب فى حق منصب رئيس الجمهورية ابكى المخلصين لهذا الوطن على ما آلت إليه الدولة التى عرف الإرهابيون خلالها طريق المنابر والفضائيات وكرموا كأبطال واتيحت لهم كامل الفرصة ليلقوا على مسامع الشعب ملوثات افكارهم عن نصرة الجيش الحر " الإرهابى " وقطع العلاقات مع الاقليم الشمالى لمصر تنفيذا لأجندة صهيو أمريكية
وطالب الغباشى الرئيس السيسى بتصحيح هذا الوضع " الشاذ "قائلا لا ينبغى لمصر بعد أن عادت إلينا بفضل ثورة 30 يونية والاطاحة بالنظام الإخوانى العميل أن تستمر فى قطع العلاقات مع سوريا الحبيبة خاصة عقب التغيرات التى طرأت على الموقف السعودى ، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش بما تمثله من تهديد لاستقرار المنطقة ومكونات الدول العربية وتماسكها يمكن أن يكون أرضية صلبة من التفاهمات المشتركة بين النظامين السورى والسعودى ومدعاه لتقريب وجهات النظر بينهما .
كما طالب الرئيس السيسى باعادة تقييم العلاقات المصرية الإيرانية على ضوء التهديدات المشتركة لسوريا من جانب وعلى ضوء التقارب الذى لم يعد بعيدا بين الخليج وإيران من جانب آخر استنادا إلى ذات الأرضية من التهديدات المشتركة ، مشيرا إلى أن المناخ الآن اصبح اكثر موائمة لجلوس جميع الأطراف المعنية مصر وسوريا والسعودية بالتعاون مع إيران ، وذلك من أجل وضع خطة واستراتيجية لمواجهة الخطر الأمريكى المتمثل فى داعش ، وقال إذا توافرت الارادة السياسية لدى الدول المعنية للدخول فى عمليات تفاوض فهذا من شأنه أن يذوب قدرا كبيرا من الخلافات ويساعد على التوصل إلى اطر للمصالح المتبادلة على الأقل بالنسبة لمتطلبات العبور الآمن من هذا الظرف الدولى شديد التعقيد والخطورة.
واختتم الغباشى حديثه قائلا : إذا كان داعش الأداة الأمريكية فى تقسيم المنطقة ، فيمكن بذكاء عبر آداء مصرى عربى يقظ ومحنك أن يحيل تلك الأداة من الوظيفة التقسيمية إلى الوظيفة التجميعية ، لقطع الطريق أمام المحاولات الأمريكية لاستثمار الخلافات البينية فى المنطقة للانقضاض على ما تبقى لدى اوباما من ادوات ضغط خاصة وهو يعانى ارتباكا فى القرار ويقف مترنحا لا يقوى على ايجاد تصور للمنطقة إزاء المتغيرات فينقلب السحر على الساحر