لاشك أن نتيجة الثانوية العامة لها وضع خاص، يعيشه الطلاب وأولياء الأمور، منذ بداية العام الدراسي، وحتي لحظة رؤية النتيجة، لتتحول الوجوه بعدها إلى بشوشة أو تعيسة يغمرها الحزن، وتصبح الساعات التالية وحتي ظهور التنسيق أيام سوداء علي الجميع خوفًا من المصير المحتوم والذي يلقيك فيه التنسيق من كلية لأخرى ومن محافظة للثانية على قدر تفوقك. كل هذا هين، ينسى مع الوقت، ويرضي كل منا بمكانه الذي اختاره الله له، على أن يبدأ مشوار الكفاح منذ أن تطأ قدامه الكلية التي اختارها "التنسيق"، ولكن مالا ينسي، ويظل أبد الدهر، تتذكره الأجيال، جيلا بعد جيل، ويرويه الآباء لأحفادهم، حتي يُورث، ويصبح ذاكرة تستدعى إلي الحضور في المناسبات المشابهة ليضرب بها المثل، هو الموت إيمانا بفكرة، أو دفاعا عن أرض، أو تخليصًا لحق، قبل أن تظهر نتيجة تفوقك، وأنت في ريعان شبابك.
وهنا كنا لنا وقفة مع عدد من طلاب الثانوية العامة، والتوجيهي كما يطلقون عليها بقطاع غزة، الذين لقوا حتفهم إيمانا بفكرة أو دفاعا عن أرض، قبل شهور أو أيام وربما ساعات من معرفة نتيجة شهادتهم، والتي كانت ستحدد مصير حياتهم المستقبلية، ليفرحوا بها في القبور.
وبعيدًا عن الانتماءات السياسية والتوجهات الفكرية التي ستلحق بالتقرير، نؤكد أن رصدنا هذا ينبع من الضمير الإنساني.
هبة الله جمال عبدالعظيم
البداية كانت مع هبة الله ، الطالبة فى الصف الثالث الثانوى، وشقيقة الطالب عبد الله جمال 16 عاما، المحبوس بمديرية أمن الإسكندرية على خلفية مشاركته فى إحدى التظاهرات مع جماعة الإخوان المسلمين.
حيث لقت هبة الله، حتفها أثناء الاشتباكات التي وقعت بين الأمن وعناصر الجماعة على خلفية تنظيم مظاهرة للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإسكندرية بعد صلاة التراويح.
وكتبت هبة الله أخر تدوينة لها : رابعة، وذكريات المنصة وصلاه التراويح مذاق خاص بعد الإفطار، وبعد كده نحلى بقى بالمسيرة بعد الصلاة، رابعة اعشق ترابك، وكانت أخر كلمة لها :"لنا عودة".
زملائها قرروا أن يبحثوا عن نتيجتها ليفرحوا بها رغم ألم الفراق، ليجدوا أن المتوفاة حصلت علي 95%.
هالة محمد أبو شعيشع
من مواليد 27 / 12 / 1997، كانت بالصف الثالث الثانوي بمدرسة المنصورة الثانوية بنات قبل وفاتها، جاء ترتيبها الثاني بين أشقائها الخمسة وهم "صفية وهالة وهاجر وخديجة وحمزة"، ويعمل والدها مهندس زراعي، وكانت تقطن بشارع الجلاء بالمنصورة بمنشية عبد الرحمن، وكانت عضوة بفريق جسد واحد لنصرة الثورة السورية بالدقهلية، وناشطة بحركة أمناء الأقصى بالدقهلية.
لقت هالة حتفها أثناء الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن، ومتظاهرين من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، بتاريخ 10 رمضان الموافق 19 يوليو 2013، وكانت يُطلق على الجمعة "كسر الانقلاب".
ودونت هالة، كلمات عبر صفحتها علي فيس بوك: فعشقنا للشهادة ...أكبر بكثير من عشقنا للحياة..لذلك لا تتحدوننا .. نحن الشهادة أسمى أمانينا.
أسماء البلتاجي ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي، لقت حتفها يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بمصر وتبلغ من العمر 17 عاما.
وتعتبر أسماء البنت الوحيدة لمحمد البلتاجي ولها 3 من الأشقاء، كانت تدرس في الصف الثالث علمي لحظة وفاتها وذكرت أنها تحلم بدخول كلية الطب والإلتحاق بنشاطات الإغاثة العالمية.
وكان أخر ما كتبته عبر صفحتها علي فيس بوك: "هم بيتونا بالوتير هجداً، وقتلونا ركعاً وسجداً، وهم أذل وأقل عددا، فادع عباد الله يأتوا مدداً..في فيلق كالبحر يجري مزيداً".
وعلي المستوى الخارجي لقي خلال الأيام الماضية، العشرات من طلاب قطاع غزة، حتفهم علي يد الاحتلال الصهيوني، أثناء قصف القطاع، قبل ساعات من ظهور نتيجة التوجيهي، وهذا عدد قليل منهم:_
1_ عمار محمد جودة خان يونس 2_ محمد عاهد حبيب غزة 3_ أحمد موسى حبيب غزة 4_ احمد نائل مهدي غزة 5_ دنيا مهدي حمد بيت حانون 6_ طارق محمود الحاج خان يونس 7_ سعد محمود الحاج خان يونس 8_ اسماعيل حسن أبو جامع خان يونس 9_ أنس يوسف قنديل جباليا 10_ قاسم جبر عدوان عودة خانيونس 11_ محمد احمد بصل غزة 12_ محمد عصام البطش غزة 13_ يحيى علاء البطش غزة 14_ ابراهيم ماجد البطش غزة 15_ قصي علاء البطش غزة 16_ حسين عبد القادر محيسن غزة 17_ زياد ماهر النجار خان يونس 18_ كمال عاطف يوسف ابو طه خان يونس
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة أن 18 طالب ثانوية عامة "التوجيهي" لهذا العام استشهدوا وأصيب عدد آخر جراء العدوان الاسرائيلي.
وبينت الوزارة أن قوات الاحتلال صعدت عدوانها في انتهاك خطير لكافة المواثيق والأعراف الدولية وفي إطار الإرهاب المنظم من حيث قتل الأطفال والطلبة واستهداف المدارس والمستشفيات والمساجد الأمر الذي يتطلب تدخل دولي عاجل لوقف العدوان.