طفلة الميدان .. عروس السماء .. شهيدة الغدر، وغيرها من الصفات التي تم اطلاقها عليها، إنها أسماء محمد البلتاجي ابنة الدكتور محمد البلتاجي - القيادي بحزب الحرية والعدالة والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، تم قنصها يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 أثناء مذبحة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية "أسماء"ذات ال 17 ربيعاً هي الابنة الوحيدة للدكتورمحمد البلتاجي ولها 3 من الأشقاء، كانت تدرس في الصف الثالث الثانوي "علمي" وقت استشهادها، وكانت تحلم بدخول كلية الطب والالتحاق بنشاطات الإغاثة العالمية. ورغم صغر سنها إلا أن جميع من يعرفوها أكدوا علي أنها كانت تتمتع بذكاء وعقل راجح، فضلا عن براءة ورقة بالغة، فقد كانت تعشق حضور المحاضرات الفكرية والمناقشات حول أحوال الأمة، وقد تنبأ لها الكثيرون بالمساهمة الفعالة في حياة الأمة وقضاياها. كان أخر ما كتبته "أسماء" عبر صفحتها علي فيس بوك: "هم بيتونا بالوتير هجداً، وقتلونا ركعاً وسجداً، وهم أذل وأقل عددا، فادع عباد الله يأتوا مدداً..في فيلق كالبحر يجري مزيداً»، وكان ضمن آخر ما نطقت به: «أثبتوا فإن النصر قريب، ولا تتركوا الثورة للعسكر». وقد استمرت المطاردة والملاحقة لها ولأهلها حتي بعد وفاتها حيث لم يتمكن والدها من حضور جنازتها وأم المصلون أخيها الأكبر عمار البلتاجي. ومع ذلك لم تسلم تلك العائلة الصابرة من الادعاء كذبا عليها بأنها "أسماء" لم ترتق شهيدة وأن العائلة تدعي المتاجرة بالدماء. في حين أن الكثير من الفيدوهات كانت قد تداولت واقعة استشهاد "أسماء" ومحاولات اسعافها والتي باءت جميعها بالفشل لترتقي شهيدة لربها. وشاركت أسماء مع والدتها في إسعاف مصابي ميدان رابعة العدوية في أثناء مذبحة فض الاعتصام، وخلال إسعافها للمصابين فاجأتها رصاصات أحد القناصة فأصابتها في الصدر والظهر وأدت إلى وفاتها بعد دقائق معدودة. وقد أظهر مقطع فيديو اصابتها بالرصاص في وجود رجل بالقرب منها يعتقد انه كان يساعد القناص لتحديد الأهداف مما بين أن الإصابة لم تكن بالخطأ. ويروي شهود عيان أن محمد البلتاجي قال لزوجته بأن رؤيته في المنام تحققت حيث: "رأى في منامه في الليلة ذاتها أسماء بفستان الفرح فسألها: هل ستزفين اليوم؟ فقلت له: نعم وقت العصر"، كما أن رثاء والدها لها أبكى العالم على الطفلة التي ارتقت شهيدة الغدر الانقلابي. وتخليدا لذكري "أسماء" –عروس السماء أطلقت بلدة “ياقوتية” شرق الأناضول التركية، اسمها على حديقة عامة هناك، بعد أن أصبحت "أسماء" رمزا هاما في عالم الفداء والحرية.