"الأزمات عرض مستمر بين مرسي والسيسي" ملايين خرجوا مطالبين باسقاط الرئيس السابق "محمد مرسي" ، والسبب كان الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في عهده ، والتي لم يسبق لها ظهور في المجتمع المصري ,فلم يخلُ العام الأول من حكمه من الأزمات، وكانت أزمة الوقود أهم الأسباب التي أدت إلى خروج المصريين ضد مرسي .
و مازلت الأزمات المصرية مستمرة ، منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وحتى الان بعد مجئ "السيسي " رئيسًا لكل المصريين ، فحينما خرج الملايين لتمرد على نظام جماعة "الإخوان " كان السبب كثرة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التى عانت منها مصر في عهده .
"الوقود والعيش والكهرباء ..كلمة السر لمواطن المصري " فكانت أزمة "الوقود" تسبب تكدس طوابير السيارات امام محطات التموين لساعات طويلة ، في عهد مرسي واشتعلت الأزمة مجددًا لتطل برأسها على الشارع المصري فشهد ا لسوق أزمه هي الأولى فى عهد الرئيس السيسي حيث تسببت الأزمة ، في حالة اختناق مروري، ورفع أصحاب سيارات التاكسي والنقل الجماعي الخاص، الأجرة على المواطنين لتعويض الخسائر التي يتعرضون لها نتيجة طول فترات انتظارهم بالمحطات.
على الرغم من أن السبب في أزمة الوقود هذه المرة، هو تصريحات حكومية برفع أسعار البنزين والسولار لمواجهة أزمة العجز في الموازنة التي اضطرتها إلى تقليص دعم الوقود.
ولم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لأزمة "إنقطاع الكهرباء" ،حيث تخيل المصريون أن أزمة انقطاع الكهرباء ستنتهي، بعد عام من حكم مرسي، ولا سيما في ظل المساعدات البترولية السخية من دول الخليج لنظام السيسي، لكن فوجئ المصريون أن أوضاع الكهرباء ازدادت سوءاً، وأصبح التيار الكهربائي ينقطع شتاء وصيفاً، ليلاً ونهاراً
ومازلت "طوابير الخبز " هي رحلة معاناة المواطن المصري منذ حكم مرسي وحتى الان ،فرغم المنظومة الجديدة التي أعلنها وزير التموين والتجارة الداخلية، خالد حنفي، والذي تعهد بالقضاء تماماً على طوابير الخبز، إلا أنها لم تتوقف بل ازداد تعقيد الأزمة مع المنظومة الجديدة، التي خصصت خمسة أرغفة يومياً من خلال البطاقة الذكية، وخفضت زنة الرغيف المدعوم بنسبة 35% من 130 جراماً الى 90 جراماً
فضلا عن العديد من الأزمات الأخرى كتدنى الحد الأدنى لأجور وإرتفاع الأسعار ونقص البوتاجاز وغيرها التى مازلت مستمرة منذ عهد مرسي وحتى الان ، وما كان علينا إلا البحث في أسباب "تقبل المواطن المصري " لأزمات في عهد السيسي على الرغم من تمرده على نظام مرسي .
"مختصون يحللون تقبل المواطن المصري لازمات في عهد السيسي على الرغم من تمرده على مرسي " وعن ذلك قال دكتور منال عمران استاذ علم النفس الإجتماعي ،إن الشعب المصري شعب عاطفي بطبعه , وكان يبحث عن بطل شعبي يلتف حوله , حيث أن خطابات الإخوان دائما كانت موجهة للإخوان ومؤيديهم فقط , دون النظر للشعب , في الوقت الذي كان المجلس العسكري يوجة خطاباتة للشعب مستخدمًا عبارات التعاطف , والتي ساهمت في تقريب الشعب المصري للجيش , وشعروا بأنه المُنقذ الوحيد لهم والحل السحري لجميع أزماتهم التي خُلقت في عهد الرئيس مرسي .
وأكدت "عمران " ، ان المواطن المصري مازال ينتظر تحقيق الوعود ، فهو لم يتمرد على مرسي إلا بعدما نفذ صبرهم خلال ال100 يوم وما بعدهم فكان طبيعي ان يتمرد ، اما المؤشرات البدائية لسيسي تشير إلى انه سيكون رئيس لكل المصريين إضافة إلى البدء في إتخاذ إجراءات فاعله وحاسمه لتعامل مع الأزمات ، على الرغم من تواجدها .
وعلى الجانب السياسي قال دكتور محمود سلمان الخبير السياسي ، إن الأحوال السياسية والإقتصادية وثبات نسبها وتغير نسب قبول المواطن لها ، هو امر خطير لغاية ، لان ذلك يعني ان الشعب اصبح رافض لتمرد واصبح شعب مطيع ، يحاول إقناع عقله بإن تلك الأزمات هي امر طبيعي وستحل عن قريب
وتابع "سلمان " ، إن الإعلام المصري لعب دور كبير في ذلك ، في عهد مرسي كان طالما ما يخرج ليندند بالنظام الحكام والأزمات ، ولكن حين تولى السيسي حاول الإعلام ايضًا التهاون مع الازمات حتى يقنع الشعب بضرورة العبور من تلك الازمات الحالية من الإرهاب والاوضاع الداخلية بإستيعاب الوضع الحالي والتعامل معه . فيما قالت عبد الرحمن عليان , عميد معهد الاقتصاد , أن أسباب رفض وعدم تقبل الشعب المصري للأزمات في عصر المعزول مرسي, هي عدم تقبلهم له شخصيًا و إحساسهم بسوء نيته , بالإضافة لشعورهم بعدم قدرته على إدارة وحل هذه الأزمات , وذلك لعدم وجود كفاءات قادرة على ذلك .
وتابع"عليان" أن جميع كفاءتهم وقرراتهم خاضعة لمكتب الإرشاد فقط, ما جعل الأمر مرفوضًا تمامًا لدى الشعب المصري , على عكس الحال ، الأن ، حيث يشعر الشعب بالاطمئنان تجاه الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي ووعوده التي نتمنى تحقيقها.