أحمد صبري يمثل معدومي الدخل ما يقارب 65% من حجم الطلب على الوحدات السكنية التي تعرضها وزارة الإسكان للمواطنين إلا أن حجم الوحدات وثمنها تمثل العائق الأكبر لهم، حيث أنها غالية الثمن وتتعدى 100ألف جنيه للوحدة، ما يضطرهم إلى التخلي عن تلك الوحدات والبناء في العشوائيات.
كما أن مبادرة البنك المركزي المصري لدعم التمويل العقاري بمشاركة 4 بنوك كبرى والتعاون مع صندوق التمويل العقاري بقيمة 10 مليارات جنيه حطمت آمال وأحلام محدودي الدخل في الحصول على وحدة سكنية مدعمة من الدولة، بسبب تجاهل المبادرة القدرات المالية والظروف الاجتماعية الصعبة للمواطنين محدودي ومعدومي الدخل لأن شروط المبادرة أعلى من قدراتهم وإمكانياتهم المالية بعد أن حددت الشروط الحد الأدنى لدخل المواطن المستفيد من المبادرة ب 1200 جنيه بحيث يكون للمواطن القدرة على سداد 30% من دخله كقسط شهري لسداد ثمن الوحدة والتي تتراوح مساحتها من 57 – 63 مترا مربعا، كما أنه من الضروري دفع 15% من ثمن الوحدة كحد أدنى والتي يتراوح ثمنها من 112 ألفا - 175 ألف جنيه.
ورصدت الفجر أراء بعض الشباب حول تلك الشقق، حيث أبدى معظمهم خيبة الأمل من الشروط المعروضة، وقال رجب م، وظيفة حرة، "أنا أريد الزواج ولا أملك دخل يكفيني لأقوم بالتوفير لشراء تلك وحدة سكنية، كما أن أحوالي المعيشية سيئة والفلوس بتضييع على المواصلات والأكل".
أما "بدوى ب"، موظف حكومي ويعول أطفال، أبدى استياءه من تلك الوحدات، بالقول: "أنا متزوج وعندي عيال وسايبهم في المحافظة وبرجع على أخر الأسبوع، وعاوز أجيبهم القاهرة والدولة مش مساعدة، عاوزين وحدات على قد فلوسنا ودعم من الدولة".
وتزايد في الفترة الأخيرة أعداد ساكني العشوائيات حتى بلغ 28 مليون، كما وصل عدد معدومي الدخل والذين ليس لديهم أي دخل أو مسكن إلى 6 مليون مواطن بلا مرافق وبلا شقق سكنية.. "الفجر" تفتح ملف المبادرات الشعبية للقضاء على العشوائيات وسكان القبور.
مبادرة الإسكان "وحدات الأستوديو"
تتجه وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة لطرح وحدات سكنية صغيرة ما بين 42- 57 مترا فيما تعرف بوحدات "الأستوديو" لاستهداف محدودي ومعدومي الدخل على الرغم من فشل التجربة التي طبقتها الوزارة في نهاية 2013 بعد طرحها 6 الآف وحدة سكنية صغيرة على مساحات 42 مترا بنظام الإيجار لكن المتقدمين لتلك الوحدات كانوا أقل من عدد الوحدات المعروضة بحوالي ألف وحدة.
ورغم أن الدراسات الميدانية التي تم إعدادها من قبل "هابيتيت" برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية وهيئة المعونة الأمريكية وجامعة القاهرة، أثبت رفض المصريين للإقامة بالوحدات السكنية الصغيرة إلا أن وزارة الإسكان تعيد الكرة ثانية في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد.
ويفيد الخبراء أن رفض المصريين لتلك الوحدات لأنهم يحبون الاستقرار وعدم التنقل من وقت لأخر، كما أن تلك الوحدات يتم إنشاءها في الصحراء بعيدا عن أماكن التجمعات وعدم احتوائها على المرافق الأساسية من مستشفيات ومدارس ومطافي. ومراكز شرطة علاوة على بعدها عن أماكن شغل ساكن الوحدة، ما يجعل تكلفة المواصلات مضافة لثمن الوحدة.
وعلى العكس رحب البعض بتلك الوحدات بشرط أن تكون مؤجرة وكاملة الأثاث والفرش ورخص الثمن لتلاءم طبيعة التوفير لترك وحدة "الأستوديو" عند تحسن الظروف، وكذلك أن تشجع الوزارة ساكني تلك المناطق إتاحة وحدات أكبر حال تحسن أحوالهم.
مبادرة مين بيحب مصر
وحملة مين بيحب مصر وهي حملة شعبية دون انتماءات حزبية تهدف إلى القضاء على ظاهرة سكان القبور الذي بلغ عددهم 6 مليون مواطن وتحولت البؤر الذين يقطنون بها إلى إجرامية تهدد أمن المواطن والقضاء على ظاهرة العشوائيات في مصر، حيث بلغ عددهم 28 مليون مواطن وحل مشاكل الشباب وخلق فرص عمل جديدة من خلال وضع مشروعات جادة وتنشيط السياحة في ربوع مصر، وتعمل الآن اتحاد عربي أفريقي لتطوير العشوائيات علي مستوي الوطن العربي والأفريقي حيث بلغ عدد العشوائيات في القارة السمراء مليار و200 ألف نسمة.
الغريب أن الحملة اجتذبت عددا من المشهورين والفنانين هم المنسق العام للحملة السفيرة منى عمر مبعوثة رئاسة الجمهورية في أفريقيا وأمين عام المجلس القومي للمرأة، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور عبد القوي خليفة وزير المرافق ومحافظ القاهرة الأسبق، والمهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، والدكتور مصطفي ألفقي رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب سابقا، واللواء عبد المنعم سعيد قائد الجيش الثاني ومحافظ البحر الأحمر سابقا، والفنان إيمان البحر درويش والفنان حسن يوسف.
كراكون فى الصحراء
تبنت حملة مين بيحب مصر حملة كراكون فى الصحراء وهى عبارة عن وحدات سكنية تنشئ على الظهير الصحراوي لكل المحافظات، وتقوم بإيواء الشباب الغير قادر على شراء وحدة أو السكن وتستهدف خصيصا سكان القبور.
وقال الحسين حسان، مؤسس الحملة ل"الفجر"، إن الحملة تستهدف سكان القبور وسكان العشوائيات معدومي الدخل والذين لا يعيشون حياة آدمية على الإطلاق، مؤكدا أن القاهرة وحدها 33% من سكانها يعيشون فى العشوائيات أي الثلث، مطالبا حكومة محلب تبنى إنشاء وزارة تخص العشوائيات حيث أنهم يفتقرون إلى السكن والمرافق ويعانون من الأمراض وانتشار الأوبئة وهذا ينتج مجتمعا يساعد على الجريمة، ما يساعد على انتشار البطالة والجهل والسرقة والأمراض.
أما عن حملة كراكون فى الصحراء، أكد حسان أن الحملة ناشدت كل المحافظات لمساندتهم بتخصيص قطع أراضى حتى يتم بناء المشروع عليها، وتم عرض الأمر على جميع المحافظات وجميعهم رفضوا إلا محافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن ومحافظة الأقصر، كما أن محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد، رفض تخصيص أية أراضى للحملة، وذلك بعد تصريحه الشهير أن سكان القبور والذين تستهدفهم الحملة هم أغنى من سكان العشوائيات وبعضهم "مليونيرات"، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم تخصص أية أراضي لهم رغم وعود اتحاد المستثمرين واتحاد الصناعات بتمويل المشروع في حال تخصيص الأراضي اللازمة، حيث تكلف الوحدة الواحدة ما يقارب 100 ألف جنيه لا يتحمل منها المنتفع أي مبالغ.
ومن المقرر أنه في حال تخصيص الأراضي، فإنه سيتم بناء وحدات بدورين مثل التي تخصصها محافظة القاهرة لاتحاد المعاقين، وهي جديرة بأن تحسن أحوالهم، كما انتقد حسان الحكومة لعدم اهتمامها بسكان القبور، حيث أنهم يعيشون بطريقة غير شرعية وغير اجتماعية وغير قانونية حيث أن المرافق التي يحصلون عليها من كهرباء أو مياه تكون غير قانونية لعدم امتلاكهم للوحدات.
وقامت حملة مين بيحب مصر بعمل استطلاع على فتيات محافظة الإسكندرية حول موافقتهم على الزواج بشباب يمتلكون كراكون في الصحراء، والتي تدور حول سؤال يحدد مستقبل الشباب القادم وهو "هل تقبلين الزواج بشاب يمتلك كراكون في الصحراء"، ورصدت الحملة النسبة التي قالت "نعم" والتي قالت "لا"، وكانت النتيجة 97.7 ل"نعم"، و3.3 ل"لا".
مؤسسة معا (تخص العشوائيات)
مؤسسة معاً هي مؤسسة مصرية أهلية غير هادفة للربح مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي برقم (610) بتاريخ 9/29/ 2011، تهدف مؤسسة معاً إلى تطوير العشوائيات غير الآمنة من خلال التطوير التربوي والمجتمعي لسكان هذه المناطق وبناء مجتمعات آمنة توفر حياة كريمة متكاملة من تعليم وصحة وثقافة وأمن وسبل الرزق للمواطن المصري ونقلهم بها.
ويقود المؤسسة مجلس أمناء يضم نخبة من المصريين الساعيين إلى أحداث تغيرات جذرية فى المجتمع المصري ذوى خبرات مختلفة تمكنهم من إرساء القواعد الأساسية لأهداف المؤسسة و نطاق عملها يدور حول المساهمة فى وضع إستراتيجية واضحة للقضاء على المناطق العشوائية وبناء مدن جديدة متكاملة لاستيعاب المناطق العشوائية غير الآمنة.
أما عن نشأتها، كانت في 12 مايو 2011 بجامعة الإسكندرية- كلية الحقوق وبحضور أكثر من 4000 طالب وطالبة، حيث أعلن الفنان محمد صبحي عن حملة شعبية لجمع مليار جنيه لمحو سبة في جبين مصر ألا وهي العشوائيات وخاصة الغير آمنة، وأعلن تبرعه الشخصي بأول لبنة بالمشروع مبلغ مائة ألف جنيه، ثم أنضم إليها الإعلامي عمرو الليثي، وبدأ تنفيذ الحلم لسكان العشوائيات فى أكتوبر 2013 فى محافظة القاهرة بحي السلام ثان بأول طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوي على مساحة ما يقرب من 54 فدان بناء على بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة تم بمقتضاه حصول المؤسسة على الأرض المشار إليها بعقد حق انتفاع ينتهي بعد إنشاء المدينة وضمان إدارتها بالشكل الذي يحقق نجاح هدف المؤسسة. وتعد هذه المدينة هي أول مدينة ضمن خمس مدن تنتوى مؤسسة معا بنائها فى خمس محافظات ومخطط لمجتمع معاً أن يضم 5300 وحدة سكنية يخدمها عدد من الخدمات الأساسية مثل "مجمع مدارس-مستشفى-نادي-مسرح-مسجد"، وقد تم طرح المرحلة الأولى للمشروع والتي تتضمن إنشاء ما يقرب من1300 وحدة من خلال مناقصة محدودة فازت بها الشركة المصرية للإنشاءات (اجيبكو)، وستتكلف المرحلة الأولى ما يزيد عن 100 مليون جنيه مصري ومقدر للمشروع ككل أن يتكلف نحو 400 مليون جنيه مصري.