رجال أعمال يهدمون البيوت الملاصقة للمسجد أمام أعين مسئولي الآثار
أحد سكان المنطقة: "أكثر من 30 أسرة هيتشردوا لو حصل الموضوع ده"
المسجد المعلق بالقرب من باب زويلة ينتظر الأنقاذ.. والبنية التحتية لابن عصر المماليك "مهدد"
عامل المسجد: "أبو حريبة" سينهار.. والسبب "الآثار"
"المسجد اللي مرسوم على الخمسين جنيه".. هكذا يطلق عليه أهالي المنطقة، إنه مسجد أبو حريبة، أحد مساجد القاهرة العظيمة، التي تم بنائها في عصر المماليك على يد قجماس الإسحاقي أحد أمراء المماليك، وسمي بأبو حريبة نظرا لشيخه الذي دفن فيه وهو أحد التحف المعمارية في حي الدرب الأحمر.
"أبو حريبة" التي كرمته الدولة برسم صورته على طبعات النقود، من المساجد المعلقة القليلة فى القاهرة، نظرا لإقامة أكثر من ممر علوي بين أجزائه، يعاني هذه الأيام من غباء حكومات مصر، لمحاولات هدم البيوت المجاورة له، وهي بيوت تقع فى حيز المسجد مما يجعلها بيوت آثرية وهدمها يعني كارثة للمسجد من الأساس.
الاستيلاء على البيوت لم تكن الكارثة التي تهدد المسجد الآثري، وإنما المشكلة الأكبر، كما يرويها أهالي الحي ل"الفجر"، هي وجود بعض الآثار وراء هذا المبنى ومحاولة بعض أصحاب المصالح الاستيلاء على تلك الآثار، خاصة وأن المسجد آثري ومساحته كبيرة ويملك تحته الآلاف من الأسرار.
وسط حيرة من أمره وحاله وحال مستقبل أولاده تنتاب محمد سيد، أحد السكان في البيوت المجاورة للمسجد، قائلا: "احنا معندناش سكن تاني نعيش فيه.. ورجال الأعمال طمعانة في المكان.. وأكثر من 30 أسرة هيتشردوا لو حصل الموضوع ده"، مضيفًا أن هدم البيوت حول المسجد غير قانوني.
ويروي ابن المنطقة، بداية المشكلة، قائلا: "الحكاية ابتدت بعد ثورة 25 يناير، بعد مفاجأتنا بمحاولة بعض رجال الأعمال إقناع السكان بالتخلي عن تلك البيوت بمبالغ مالية كبيرة فى البداية"، متابعا أنه حينما رفض السكان ذلك العرض بدأت لغة التهديد بهدم البيوت، وبنخوة المصريين، قال سيد إنه "لن يستطيع أحد أن يمنعهم حتى قسم الشرطة الملاصق للمسجد نفسه".
ويكشف سيد قيمة هذه الأرض التي يقيمون فيها، قائلا: "الأرض اللي حول المسجد تحوي قطع آثرية"، مضيفا أنه قامت وزارة الثقافة بالتنقيب قبل ذلك في المكان ومستمرة فى الحفرة وبالفعل استخرجت بعض القطع الآثرية بعد الثورة مباشرة، وتوقفت مرة آخرى بعد ذلك، ولم يعلم ابن الدرب الأحمر هذا التوقف المفاجئ لمسئولي الوزارة، بعدما كانوا يتابعونه ذلك الآثر من حين لآخر.
أما سيد عبد الله، أحد عمال المسجد، يؤكد أن هناك عدد من البيوت بالفعل قد هدمت حول المسجد الآثري، بالإضافة إلى الإهمال الذي يعانيه المسجد رغم أنه أحد أهم مساجد القاهرة، متهمًا مسئولي وزارة الآثار بالتقصير وعدم تجديد أي شئ فيه منذ عدة سنوات.
الجامع الكائن بشارع الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة، ويتبع منطقة آثار جنوبالقاهرة، ينتظر الإنقاذ من مسئولي الدولة كغيره من الآثار في أنحاء مصر، والبنية التحتية للمسجد الآثري مهددة، بعدما تم هدم عدد من البيوت الملاصقة للمسجد"، حسب قول عامل المسجد، لافتًا إلى أن تلك البيوت كانت أرض فضاء للمسجد وبزيادة عدد السكان تم البناء عليها ودخول المرافق.