■ النجمة التى لعبت دور الرفيقة على مسرح الحياة ثم تحولت للزوجة الثانية بأمر الأولى واعتزلت الفن حتى إشعار آخر ■ حاولت أن تخرج من عباءة الثرى فأعادها لإمبراطوريته خاضعة
■ بداية سأكتب مثلما كتب القائمون على فيلمى الراقصة والسياسى والراقصة والطبال على تتر الفيلم أن شخوص تلك الحكاية لا تعبر عن أحد فى الواقع وإن صادف وتطابقت مع أحدهم فعلى سبيل المصادفة فالواقع أكثر إثارة مئات المرات من الخيال.
بطلة حكايتنا نجمة من نجمات جيلها يعتبرها البعض من أبطال الأفلام تميمة حظهم فبعضهم بعدما كان قد أعطى له الحظ فى نجاح الأفلام ظهره بعد المجد والشهرة استعان بها فنجح عمله فأصبح يتفاءل بها، خرجت من حى شعبى لأسرة فقيرة من الصعب أن نقول أسرة متواضعة كانت أحلامها تفوق ظروفها السيئة لكن طموحها الجامح كالحصان الشارد كان يركض داخل عقلها وصدرها فلا تدرى ماذا تفعل؟
نظرت فى المرآة فوجدت أنها تملك مقومات لا تقدر بثمن البشرة الخمرية والعيون المصرية التى كتب فيها شعراء مصر أغانيهم والشعر الغجرى المجنون، والقوام الممشوق الذى قال عنه شاعر العرب «يأكل بعضها بعضها» يعنى الممتلئ ممتلئ والرفيع رفيع ومع خفة ظلها وتصرفات بنات البلد قررت أن تحطم أسوار الشارع والحى الشعبى، بدأت تشترى بعض الملابس المكشوفة وتذهب لشركات الإنتاج والريجيسيرات لعلها تجد فرصة للظهور على الشاشة تنتشلها من الضياع الذى تعيشه وقد كان.
بدأت تظهر مع المجاميع فى كليبات الأغانى وكانت تجلس مع الأصدقاء من الفتيان والفتيات الذين يبحثون عن فرصة، كانت مقهى الفاشلين والطامحين تجمع الجميع هذا فشل فى إيجاد من ينتج له ألبوماً وهذا فشل فى الظهور بقفاه فى فيلم و... و...، حتى سقطت عيونها وجمعها بفاشل فى بداية طريقه صداقة قوية، شاءت الظروف أن يكون وشها عليه وش السعد نجح الولد وكسر الدنيا فى الغناء ووعدها بعد ألبومه الأول أن تكون بطلة أمامه فى أول كليب بعد الانقطاع وقد كان ونجح الكليب، وعرف الناس وجهها، ليتهافت عليها من كانوا يديرون ظهورهم لها، وانتشرت الفتاة ما بين الأفلام والمسلسلات بسرعة الصاروخ، ولكن كان هناك لغز غريب فالفتاة التى هو معروف دخلها لا يتناسب أبداً مع ملابسها ومظهرها العام، إذ فجأة وجد الوسط تلك الفتاة ترتدى الأحذية والحقائب والبلوزات والفساتين من أرقى البيوت العالمية «دولسى أند جابانا وديور وكريستيان دولا كروا وفالنتينو» حتى أزياء السهرة كانت من تلك العلامات الشهيرة فالقطعة الواحدة بآلالف الدولارات وإذا حسبنا نجد ثمن القطعة تساوى كل ما تقاضته من أجر منذ أن ظهرت إذاً ما السر فى معرفتها بتلك الماركات والأناقة والبذخ؟
السر كان الغرام فقد أغرم بها أحد أباطرة المال فى البلد من عائلة ربما تتحكم فى جزء كبير جداً من اقتصاد البلد، ولد وفى فمه ملعقة من ذهب شرب عن والده الصنعة أصبح يعرف يلعب بالبيضة والحجر، شاطر فى عمله لديه أسرته وزوجته وأولاده لكن عنده عيب خطير موجود عند الغالبية العظمى من أهل الكار بل فى الرجال وهو حب النساء وليس أى نساء الجميلات المتمنعات اسمه ارتبط بأسماء كثيرة لكنه وجد فى هذه ضالته.
ممثلة فقيرة صغيرة السن ملامحها تشبه لحد كبير ملامح نجمات هوليوود ذوات الأصول العربية والمكسيكية يعنى تقول كده شبه سلمى حايك على جنيفر لوبيز لكن بها النكهة المصرية، عايزة شوية سنفرة وتصبح فلة فانفتحت لها خزائن قارون تنهل منها دخلت على سجادة حمراء لعالم الشهرة والثروة وأصبح الكلام المكتوم بين الجميع همساً حتى صار عالياً، من ترضى عنهم من زملاء المهنة يتحولون لنجوم شباك وأغلفة وإعلانات ومن تغضب عليهم يذهبون خلف الأسوار لم لا وهى بقوة ونفوذ رجلها تتحكم فى كل السوق من شرقه لغربه، لم تنجح فى الظفر بالزواج من المطرب الفاشل فى بداية حياته ولا من معشوق النساء لكنها لم تنس لهما أفضالهما عليها عندما كانت تتسكع فى حارة الصعاليك، قررت أن تخرج من فردوس الثرى الكبير وتكون هى إمبراطوريتها فقد كان هذا الثرى مرحلة فى كتاب حياتها وينبغى أن تقلب الصفحة لكنها لم تكن تعلم أنها مازالت الساذجة وحظها أن ذلك الثرى الذى يغير فى النساء مثلما يغير فى كرافتاته وقمصانه توقف أمام تلك الأنثى الشهية البهية مثل قطرات الندى، شبابه الذى ولى صحيح الثراء والعز يجعلون العجوز صبياً لكن لا يستطيع أن يتخلى عنها فهى داؤه، خرجت عن العباءة فأعادها بالقوة الناعمة عادت راكعة طالبة الصفح والغفران متعهدة ألا تفعل ذلك ومعللة خروجها من حظيرته أن الجميع يتحدث عن علاقتهما التى ليس لها نهاية وعن نزواته التى تملأ البيوت والأندية فذكرها أن كل شىء بثمن وهى لم تكن لتحلم أن تصل لتلك المكانة إلا به ويمكن أن يعيدها من حيث كانت أو تقضى حياتها داخل أسوار السجون ويقدر، ومرت الأيام وتقلب الزمان لكن ذلك الثرى كثيراً ما مر عليه عصور وأزمان وعائلته من أيام الملك فاروق وهى من قوة لأقوى ومثله من عائلته جبل صامد يعرف فنون اللعبة فى ذلك البلد الأمين فله فى كل عاصمة بيت وتجارة وحسابات فى البنوك ولكن كثرة سفرياته يزيد الحنين للديار والأهل والوطن ووجد أن ما يسرى عنه هو حبيبته التى أصبحت نجمة بفضله ومن صنيع يده، ذهبت إليه حيث يقيم، ومن بعيد كانت زوجته أم أولاده تراقب الموقف، وجدت أن تلك النجمة المرأة ليست مثل أى امرأة مرت على زوجها فهى ليست نزوة، النزوة أسبوع أو حتى سنة تطول لكنها 12 عاماً هذا كثير.
جلست بنت الحسب والنسب بينها وبين نفسها هى تحب زوجها وتتحمل نزواته طوال حياتهما الزوجية وتحول زوجها لابنها الأكبر من شدة الحب والعشرة، لكن ماذا تفعل؟ فاجأت الزوج مفاجأة جعلته لا يصدق ما قالته الزوجة حتى إنه اعتقد أنها تجهز لكارثة تريد الانتقام بها منه عما بدر منه من عمر كامل قالت له: أطالبك بالزواج من تلك العشيقة. سكت، ورد: إنتى اتجننتى أتجوز مين؟ ردت ما تخافش ده مش مقلب عشانك وعشانى وعشان أولادنا سوف تتزوجها عرفياً وغير معلن وحتى لا نهدر حقها اضمن لها مستقبلها المادي؟ وفى ذات الوقت لا تظهر مرة أخرى وتنسحب من ضجيجها النجومى دون أن تعلن ذلك.
وعرض الزوج على النجمة ذلك بعدما قرر شراء سلسلة مطاعم شهيرة يكتبها باسمها فى عاصمة أوروبية وشقة فارهة تتعدى الملايين من الدولارات ومصروف شهرى يكفى لمرتبات عاملين بشركة واحدة، ودون تردد وافقت لتحقق حلمها الأبدى بأن تتزوج من ابن الحسب والنسب والجاه والسلطان، أما زوجته التى أدار الزمن لها ظهره فلم يشفع لها عند زوجها ويكبح جماح نزواته صبرها وتحملها كل مغامراته النسائية منذ أول عام زواج من كام وعشرين عاماً فقد هدأ بالها كأنما أتمت رسالتها وزوجت أبناءها، سعيدة أن كل شىء يدار أمام عيونها وتتحكم فى خيوط اللعبة وزاد نفوذها وسلطانها عند زوجها لتنال مكانة فوق مكانة العشرة وأم الأولاد وتضخمت أرصدتها أكثر وفتح الزوج لها حقيبة أسراره كاملة لأنها الآن الصديق الوفى الذى حقق له أمنيته التى كان يريدها.
الغريب أنه لم يكن موافقاً فى البداية على الزواج بمعشوقته وقال لزوجته دى حاجة وتعدى والسلام، نفكر فى تزويج أولادنا لكن مع إصرارها الذى أبهجه لأنه شعر أنها تريد إسعاده تحولت حياته، يذهب بزوجته على يختهم لقضاء الصيف فى كان ونيس بينما النجمة العرفية جالسة فى بيتها الجديد فى العاصمة الأوربية تتواصل مع أهل الوطن بالهواتف والأمنيات وتستعيض عن الغربة بالثراء وتأمين الحياة، وكلما عرض عليها الظهور فى برنامج أو بطولة عمل فنى لا ترفض من أول وهلة حتى لا تكشف حيلة ضرتها بل تقول سأفكر ثم تقول بعدها أى مبرر دون أن تعلن أنها اعتزلت بأمر زوجة زوجها.
ومن وقت لآخر تنشر أخباراً أنها ستشارك فى عمل هنا أو هناك لكن عندما أقرأ أضحك لأنى أعرف أن هذا من ضمن مخطط التضليل حتى لا يشعر الوسط باختفائها وتعود الألسنة تلوك سيرتها من جديد فتفقد لقب حياتها من ابن الأصول صحيح، لن يجرؤ قلم عن تسطير شىء فكله تحت السيطرة لكن نفوذ الثرى لن يمنع الناس من الكلام أو غلق صفحات الفيس بوك والتويتر، وياما ورد على حياة وطريق النجوم والفن حكاية من بين الحكايات.