ترجمة منار طارق نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه انه تعهدت مصر لمطاردة مجموعة مسلحة تسببت في مقتل 25 مجند في صحراء سيناء يوم الاثنين، في حادث من شأنه تأجيج المخاوف بشأن أزمة سياسية خطيرة في البلاد، و التي تزداد سوءا بالفعل بهجمات الحركات الجهادية من هذا النوع.
وقالت تقارير التلفزيون المصري عن المشهد بالقرب من الحدود مع إسرائيل و مدينة رفح الفلسطينية بقطاع غزة ان الإرهابيين أجبروا المجندين علي النزول من حافلتين صغيرتين وقتلوهم. و اصيب ثلاثة آخرين. تصف المصادر بالقاهرة القتلة باسم "التكفيريين" - وهو مصطلح غالبا ما يستخدم لتنظيم القاعدة والجماعات ذات التفكير المماثل.
كان المجندين يرتدون ملابس مدنية، وكانوا في طريقهم للعودة الي منازلهم من الإجازة. تم تصوير جثثهم مصطفة على جانب الطريق. قد توفي مجموعه من 70 من الجنود و رجال الشرطة في خمسة أيام من إراقة الدماء على نطاق واسع في جميع أنحاء مصر، ولكن كان هذا أكبر عدد من الاصابات التي لحقت بقوات الأمن في حادث واحد.
في تقرير يوم الاثنين، وصفت هيومن رايتس ووتش النتائج بانها "أسوأ عمليات قتل جماعي غير مشروع" في تاريخ مصر الحديث، وقالت إن عدد القتلى لا يقل عن 377 ، وهي نسبة أعلى بكثير من التي اعلنت عنها وزارة الصحة في مصر و التي تقدر ب 288.
التقى الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، وقائد القوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح آلسيسي، لمناقشة حادث سيناء - الحدث الرئيسي في نشرات الأخبار الوطنية على مدار اليوم. وقال التلفزيون الحكومي ان الهجوم ربما يكون انتقاما لاعتقال محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الذي اعتقل يوم الاحد. قالت وسائل اعلام عربية أخرى انه قد يكون انتقاما لقتلي رابعة.
سيناء هو الطريق المعروف لتهريب الأسلحة والمخدرات، وكذلك قاعدة لشن هجمات عبر الحدود على اسرائيل. وحذر محللون أمنيون أن مثل هذه الحوادث قد تتصاعد إذا لم يتم نزع فتيل الأزمة السياسية في مصر. ولكن تشير كل الدلائل في القاهرة الآن أن الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش تعتزم المضي قدما في خطط لحظر جماعة الاخوان المسلمين.
و تكمن الخطورة في أن الجماعة ستضطر للعمل تحت الارض، وأنه سيتحول الإسلاميين المعتدلين الذين يؤمنوا بان الطريق إلى إرساء سلطة سيكون عن طريق الانتخابات إلى استراتيجية العنف. و استمرت حملة الاعتقالات ضد أعضاء جماعة الإخوان يوم الاثنين. وقال التلفزيون الحكومي في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء انه تم اعتقال مرشد الإخوان محمد بديع.
على الرغم من أن جماعة الإخوان تصر على أنها ليس لها صلات بالجماعات الجهادية، الا ان مصادر الحكومة المصرية ووسائل الاعلام الرسمية ترسم المنظمة الآن ككيان إرهابي و تربطه بالجماعات الإسلامية العنيفة. وقد شوهد مؤيديها يطلقون النيران بالمظاهرات. كما تم القاء اللوم علي الإسلاميين لشن هجمات على مراكز الشرطة والكنائس، على الرغم من نفي جماعة الإخوان نفسها مسؤوليتها عن الحوادث.
وقالت هيومن رايتس ووتش أن التوترات الطائفية بعد إزالة مرسي في ازدياد، و يستخدم قادة الإخوان المسيحيين كبش فداء، في حين هاجم الغوغاء الذين يرددون شعارات اسلامية ما لا يقل عن 32 كنيسة وحرقوا ما لا يقل عن 20 في جميع أنحاء البلاد.