هشام فيصل حبارير يكتب " رسالة إلى كل من يتشدق الأن بالتصالح مع النظام السابق "

( بسم الله الرحمن الرحيم : ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون . صدق الله العظيم ) سورة البقرة الأية 179 .
بالأمس القريب إبان فترة الثورة المصرية و قبل تخلى الرئيس المخلوع مبارك عن الحكم خرج علينا فريق يتشدق و ينادى بأن لا نهين رمز مصر و أن نتركه مدة الستة أشهر المتبقية تكريماً له و لتاريخه ثم يرحل بعدها فى كرامة و عزه و كأن هذا الفريق قد أختصر مصر بكل تاريخها و حضارتها فى شخص مبارك ثم كانت إرادة الله التى أبت أن تضيع دماء شهداء الثورة المصرية هباء فسقط النظام و بدأت تتكشف الحقائق الحقيقة تلو الأخرى أو قل الفضائح والتجاوزات التى قام بها النظام البائد فى حق الشعب المصرى و قد كشفت لنا تلك الحقائق أن مبارك لم يكن يوما رمزاً لمصر بل كان رمزاً للفساد و العمالة و النهب .
و اليوم عاد هذا الفريق من جديد لينادى بالتصالح مع النظام البائد فى مقابل أن يقوم هذا النظام بإعادة ما أخذوه من أموال بغير حق أى بأختصار شديد أن نبيع دماء الشهداء و كرامتنا مقابل المال .
و رغم أننى منذ أنطلاق ثورة الخمس و العشرون من يناير و أنا أحاول الأحتفاظ بنغمة حديث هادئة مع المعارضين للثورة إلا أننى لم أعد قادراً على الأحتفاظ بهذه النغمة و سوف أقوم بإلقاء بعض الأسئلة على كل شخص من المنتمين لهذا الفريق
كم تقبل ثمناً كتعويض عن قتل أبوك أو أخوك أو أبنك ؟
كم تقبل ثمناً كتعويض عن إغتصاب أمك أو أختك أو زوجتك ؟
كم تقبل ثمناً كتعويض عن إهدار كرامتك ؟
كم تقبل ثمناً كتعويض عن ضياع عزتك ؟
إن كنتم تقبلون بأى ثمن مهما كان رقمه كبير أو صغير فنحن لا نقبل ثمناً فى دماء الشهداء و لا فى عرضنا ولا فى كرمتنا و لا فى عزتنا وكما يقول الشاعر الثائر أمل دنقل فى قصيدة لا تصالح
لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
وقبل أن أختم حديثى سوف أقوم بعرض لبعض مصائب النظام السابق و أترك الحكم لشعب مصر و هل يجوز لنا بعد هذه المصائب الحديث عن مصالحة مع النظام البائد
·20 مليون مصري تحت خط الفقر يعيشون بدولارين يومياً أو أقل طبقاً لمعيير البنك الدولى .
·12 مليون يعيشون في مدن العشوائيات .
·8 ملايين عاطل و22 مليون أمّي لا يعرفون القراءة والكتابة .
·الفساد أصبح يشكل ما بين 15 و17 بالمائة من الناتج المحلي في مصر حسب تقديرات عام 2005 .
·تقرير هيئة الرقابة الإدارية لعام 2003 (تقرير رسمي) جاء فيه أن حجم قضايا الفساد المالي والإداري لهذا العام بلغ 2,63 ألف قضية فساد بواقع 211 قضية في اليوم أي 35 قضية في الساعة أى قضية فساد كل دقيقتين بالإضافة لهذا فإن هناك 100 مسؤول بدرجة وكيل وزارة قاموا باستغلال نفوذهم وهو الأمر الذي جعل تقرير البنك الدولي لعام 1999 يضع مصر في المركز السادس على مستوى العالم من حيث انتشار الفساد .
·بلغ إجمالي الأموال التي استولى عليها رجال الأعمال والتي تم تهريبها إلى خارج البلاد في عهد المخلوع حسب تقديرات رسمية ما يعادل ثلث الدين الخارجي لمصر.
·تصدير الغاز لإسرائيل بأرخص الأسعار .
·بيع القطاع العام و أراضى مصر للأجانب بأرخص الأسعار .
·عدد الوفيات التى حدثت فى عهد مبارك نتيجة لأحتراق القطارات و غرق العبارة و أنتشار الأمراض و الفقر و قتل المتظاهرين يومى جمعة الغضب و موقعة الجمل .
و أختتم حديثى بقول الرسول صلى الله عليه و سلم ( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فمبارك لن يكون أعز السيدة فاطمة .