محبو ركوب الخيل في غزة حيث افتتحت اول مدرسة للفروسية، يواجهون عوائق كثيرة لممارسة هوايتهم المفضلة حتى ان الخيول غالبا ما تستورد عبر الانفاق المنتشرة على طول الحدود مع مصر. نادي الفيصل تأسس العام 2003 على شاطئ غزة وهو يمتد على مساحة عشرة دونمات ويضم ستين حصانا بعضها استقدم من مصر وادخل الى قطاع غزة عبر انفاق تحت الارض مما يؤدي الى اصابة بعض الخيول المهربة بجروح مختلفة اضافة الى تأثرها النفس السلبي. سمير سلامه سعد رئيس مجلس ادارة "بيوتيفول لايف" اشترى النادي قبل اشهر وافتتح فيه اول مدرسة للفروسية في غزة. ويقول سعد ان عدد زوار النادي يوميا "نحو 50 شخصا متوسط اعمارهم من 8 سنوات الى 40 عاما، من الجنسين وهو مكون من مدرسة للخيل لتدريب الفرسان وهي الوحيدة في قطاع غزة" . ويعمل في المدرسة خمسة مدربين محليين بينهم مدرب ذو خبرة دولية يقدمون دروسا في ركوب الخيل والسباقات لتلاميذ تراوح اعمارهم بين 8 سنوات 20 سنة. وتلقى رياضة الفروسية اهتماما اقل من رياضات اخرى ولاسيما رياضة كرة القدم بسبب عدم وجود اندية للفروسية في قطاع غزة الفقير والذي يشهد حصارا واغلاقا منذ خمس سنوات. ويقول سعد ان النادي "يواجه نقصا في الادوية بسبب الحصار ما اثر على الخيول المحلية فاصبح عددها في تناقص مستمر نتيجة الوفيات التي حدثت". ويمتلك النادي سلالات من الخيول تحمل اوراقا ثبوتية بعضها مستورد من اسرائيل او من مصر. ويضيف سعد ان "الفروسية هي رياضة النبلاء ومكلفة جدا" مؤكدا "نتعامل مع مجتمعنا باسعار مخفضة تكاد تكون 20 % من سعر التكلفة في اي دولة من دول الجوار". ويقر سعد ان الظروف التي تعيشها غزة "قاسية وصعبة ولكن التعامل مع رواد النادي باسعار مخفضة جدا سمح بتخطي هذا الموضوع". وتقول علا ابو صفيه (18 عاما) من غزة التي تمارس الفروسية منذ خمس سنوات " انها هوايتي المفضلة مذ اتى والدي بي الى هنا. عند ركوبي للمرة الاولى كان الامر مخيفا". وتشدد الطالبة في علم النفس التي تريد ان تصبح بدورها مدربة للفروسية "ارتباطي بالخيل مثل شخص وصديقه شعور جميل جدا" موضحة ان "لا فرق بين شاب وبنت في ركوب الخيل". اما الفارسة حنان ابو ندى (28 عاما) فلقيت تشجيعا من والديها على ركوب الخيل. وتقول "في مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا لا يسمح للفتيات بممارسة رياضة ركوب الخيل. فثمة معتقدات اسرية واجتماعية ترى ان البنت ممنوع عليها ان تركب الخيل. لكن اتيحت لي الفرصة ان اثبت ان هذا الكلام ليس صحيحا". وتضيف حنان وهي محامية ولها ولدان "اعتز اني تدربت على يد المدرب عمر المملوك" مؤكدة انها تطمح "للمشاركة في مسابقات دولية وامثل بلدي فلسطين". ويقول المدرب الدولي عمر المملوك ان الانقسام بين فتح وحماس "اثر جدا على رياضة الفروسية فتوقفت مشاركاتنا الخارجية في هذه الرياضة. فمن خلال هذه المشاركات يتم التعرف على ما توصل اليه اخواننا العرب. فلو ينتهي الانقسام يتم التعاون بيننا وبين اخواننا في الضفة". ويقول سعد "حتى الان جميع مسابقاتنا محلية (..) شاركنا في بطولات خارجية قبل عشر سنوات في الاردن ودول الخليج العربي من خلال فرسان بدون خيول بسبب الظروف التي نعيشها حيث لا يمكننا اخراج خيولنا" من غزة. ويرى ان مستقبل رياضة ركوب الخيل في غزة "مرتبط بالحالة السياسية ومرهون باي انفراج داخلي او على صعيد مجريات السلام بيننا وبين الاسرائيليين".