كان لنا باع طويل عريق في رياضة الفروسية، كانت مصر تنظم السباقات العالمية وكانت تملك ولاتزال أجود الخيول العربية بدليل وجود أكثر من 200 مزرعة خيول في مصر وكان هناك مدربون وخبراء لا يقلون عن أي خبير في هذا المضمار شهرة وعالمية. أتذكر مضمار نادي الجزيرة الرياضي ونادي هليوبوليس ونادي سبورتنج بالاسكندرية، كانت هناك مجلة متخصصة وملحق بكل مضمار مدرسة لتعليم الصغار ركوب الخيل وكان جمهور السباقات جميع فئات الشعب ويوم افتتاح السباق كان مهرجانا حقيقيا يتمتع فيه كل محبي الخيول وعاشقي رياضة الفروسية التي لم تكن قط مقصورة علي علية القوم وإنما كان يستمتع بها جميع الفئات وكل الجنسيات وكثير من بلاد العالم التي تهتم بهذه الرياضة وكنا مثلها حتي أصابنا ما أصابنا فدمرنا هذه الرياضة أسوة بتدمير زراعة وصناعة القطن وصناعة السينما المصرية. صحيح هناك مهرجان الشرقية للخيول العربية الذي يقام سنويا تحت رعاية وزارة السياحة ومحافظة الشرقية ومدرج علي الأجندة السياحية وله مريدوه وله سمعة لا بأس بها وهنا عقدة لابد أن يكون لها حل، فهذا المهرجان له كل المقومات ومع ذلك نرفض تطويره بكل عناد فلم نفكر أن نمهد الطريق إليه أو ان نبني فندقا يستوعب الأعداد القادمة من بعض دول العالم والدول العربية والمصريين المقيمين في مناطق أخري. هناك أيضا المهرجان السنوي بنادي سقارة الذي رعاه سمو الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله عليه وأيضا مهرجان محطة الزهراء الذي تشرف عليه الأميرة عالية بنت الحسين وتقدم جوائزه والملاحظ الآن ان عدد المهرجانات والسباقات لدينا لا يزيد وهكذا أصبحت مصر التي برعت واشتهرت بتربية الخيول واقامة المسابقات وتعليم ركوب الخيل تأتي بعد كثير من الدول التي لم يكن لها أي تاريخ في هذه الرياضة والمتابع يجد الاهتمام الدائم في كل من دبي وأبو ظبي والسعودية بهذه الرياضة وهناك تقام المسابقات تحت رعاية الأمراء وكبار مالكي الخيول وهذا الاهتمام يطرح سؤالا علي المهتمين بأمور السياحة: لماذا لا نوجه مزيدا من الاهتمام لسباقات الخيل في مصر؟ ولماذا لا نستعيد ما كان لنا في رياضة الفروسية من أمجاد؟ لدينا البنية التحتية التي تسمح بالتنمية والتحديث والتوسع، فلدينا المضامير القديمة التي يمكن طرحها علي المستثمرين بمعرفة الجهات التي تملكها ومن الممكن أن يتقدم أحد المهتمين ويعيد لمصر رياضة وسباقات ركوب الخيل لقد نجحنا في اقامة ملاعب الجولف في كل مدينة تقريبا وتسببت في بعض المناطق في زيادة استهلاك المياه مما أثر علي الناس فهي تحتاج الي مياه معالجة ولا تروي في العالم كله بمياه الشرب ولم يكن لدينا منها غير ملعب نادي الجزيرة الرياضي.. الآن تزخر شرم الشيخ والغردقة والجونة والقطامية وغيرها بهذه الرياضة المكلفة جدا وإن كنا مضطرين للاهتمام بها فهي رياضة يعشقها ويمارسها كثير من دول العالم حتي ان اتحاد الجولف العالمي أبدي اهتماما بجهود مصر في هذا المجال كما يبدي المستثمرون نفس الاهتمام حتي بدأنا نستقبل عددا لا بأس به من السياح المحبين لرياضة الجولف. إن رياضة الفروسية تحظي بحب مواطني الدول الأوروبية والدول العربية بقليل من الاهتمام وباعادة مضمار السباق إلي سابق عهده مع تزويده بإمكانيات التقدم التكنولوجي وادراج مسابقاته علي أجندة السياحة المصرية والدعاية له وضمه تدريجيا علي قائمة البرامج السياحية أمر تكون له نتائج مثمرة وبمثل هذا الاهتمام يمكن ان تصل مصر إلي مستوي يليق بها وبتاريخها في هذا المجال ويؤهلها لاعداد منافسات وسباقات تنافس فيها انجلترا وفرنسا ومونت كارلو وكلورادو الامريكية والبحرين. أتمني إزالة جميع العوائق للنهوض بهذه الرياضة الأصيلة لتكون عنصرا سياحيا جديدا يضاف إلي إمكانيات مصر السياحية.