لمزايدات الخيول سحر وثراء يستهوي الكثير من أثرياء العالم، وكانت مصر ممثلة في الهيئة الزراعية المصرية ومزرعة الزهراء سباقة في إقامة مزاد للخيول. تنظم مرتين في العام وكان يستقطب كثيرًا من أهم الشخصيات في الخليج العربي العاشقة للحصان العربي الأصيل الذي تباهي الهيئة دوماً أنها تملك أهم مزرعة في العالم ذات سجل كامل لأنساب الحصان العربي. المزاد يقدم صورة جميلة وتنظيماً رائعاً والأهم أننا نعرض فيه خيولاً نقية النسب تساوي الملايين .. لكن ينقصه شيء مهم وهو أن رواده، الذين كانوا من أهم أسماء أصحاب المزارع الخاصة ومقتني الخيول في العالم بدأوا ينفضون عنه عاماً تلو الآخر. وذلك لا لشيء سوي سوء إدارة أجندات المهرجانات والمعارض وغيرها من أحداث ثقافية وسياحية. والسنوات الأخيرة بدأت كثير من مدن الخليج تقيم مزادات للخيول حتي ان البعض يؤكد أن مدينة دبي تنظم مزاداً بصفة شهرية.. وفوجئنا أن إمارة أبو ظبي في الإمارات ستنظم في أواخرالشهر الجاري مزادًا عالميا للخيول تحت رعاية هيئة أبو ظبي للسياحة ومجلس أبو ظبي للرياضة، وهو في توقيت المزاد المصري في مزرعة الزهراء تقريباً.. وطبيعي اننا نفقد كثيرًا من عشاق المزاد في مصر من الأشقاء في الخليج. يدفع التنافس الشديد في ذلك المضمار إلي أن نفكر في طرق مختلفة للترويج للحدث لدينا وبطريقة تتيح أيضاً لأصحاب المزارع من المصريين أن يذهبوا للمزادات الأخري في المنطقة.. فالأمر لايعني أن نغلق الباب علي أنفسنا.. إنما فقط أن نتمكن من أدوات المنافسة. نتباهي كالعادة ونزهو بالأهرام وآثارنا وحضارتنا ونتمسح علي أعتاب الماضي دون ان نفكر أن نبني ونضيف إلي ما أنجزه أجدادنا الذين فاقوا البشر في أغلب مضامير الحضارة ..وفي كل حالة نفزع من غفوة النشوة بالماضي واجتراره علي من يسبقنا لأنه يفكر بلغة المستقبل وليس الحاضر فقط. ولماذا لا تدافع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وغيرها عن وقت المزاد بصفته حدثاُ مهمًا وسياحياً وتضمه للخريطة السياحية لمصر طوال العام؟