الحلم يتحقق إذا وجد من يؤمن به، ونحن فى الفجر حلمنا بإسقاط الفاشى وفضح الجماعة، ظللنا خلال عامين ونصف مؤمنين بأنهم الخطر الحقيقى والوحيد على مصر، وحتى بعد فوز المرسى بالرئاسة، لم تتغير نبرتنا، ولم نعزف على أوتار الجماعة، ما فعلناه أننا أكملنا طريقنا لتحقيق الحلم، ليعرف الشعب المصرى من هم جماعة الإخوان، وفى أى طريق يأخذون مصر. الفجر لسيت وحدها من كافح وحارب لتحقيق حلم سقوط الرئيس الفاشى وجماعته، هناك كتيبة من المقاتلين فى الإعلام والصحافة المصرية، آمنوا بحلم سقوط الجماعة ورئيسهم، لم يخضعوا للتهديد والوعيد، وأكملوا طريقهم بمنتهى الثبات حتى جاء اليوم الذى تطهرت فيه مصر من أكبر حركة فاشية عرفها التاريخ الحديث وربما القديم أيضاً.
■ عادل حمودة، لم أر فى عينيه يوماً لحظة خوف، كانوا يروجون بأنه سيهرب خارج مصر، وأنه تخلى عن رئاسة تحرير الجريدة خوفاً من الحبس، ولكنه كان يواصل كفاحه لفاشية الجماعة، دون خوف أو تردد، ظل يكتب عنهم ويفضحهم سواء على صفحات الفجر أو فى برنامجه على قناة النهار، عادل حمودة زرع بداخلنا حب النضال، مهما كانت عواقبه، وجعلنا على يقين أن الفاشية يجب أن تزول مهما توقع الكثيرون عكس ذلك!
■ إبراهيم عيسى، الذى تحول لبركان هبط على رءوس جماعة الإخوان، ليكويهم بحلقات برنامجه «هنا القاهرة» وبمقالاته وسياسته التحريرية فى الزميلة «التحرير»، إبراهيم عيسى قاتل حتى آخر نفس، ولم يستسلم وفضل أن تزهق روحه على الهواء بدلا من أن يتراجع أو أن يستسلم لفاشية الجماعة، أبو يحيى مقاتل يستحق التقدير فى زمن تصدر لنا الصحافة فيه نماذج مخزية للصفقات المشبوهة وتغيير الجلد!
■ ياسر رزق، قاد بنجاح سفينة الزميلة «المصرى اليوم» وواصل انتصاره لمهنته، وتحولت كل نقطة حبر فى صحيفة المصرى اليوم، لجرس إنذار، يفضح الجماعة الفاشية، ورئيسها الفاشل، ياسر رزق يستحق أن ينضم لكتيبة المقاتلين، بما قدمه من صحافة ثورية لا تركع لمن يجلس على كرسى الحكم، بل تظل فى ضهر الحاكم، كمسمار يؤرقه طوال الوقت.
■ لميس الحديدى هى الأخرى، واحدة من المقاتلات، فهى بحق امرأة بمائة راجل، لم تخش هتاف المغيبين ضدها، ولم يرهبها حرق صورها وحصارها، وظلت تصرخ طوال عام كامل من حكم الفاشل، لتفضحه وتكشف سوءات جماعته، لميس مقاتلة نادرة، فى زمن باع كثير من الرجال رجولتهم عند باب المرشد، ليكونوا قريبين من السلطة، سيذكر التاريخ موقف لميس التى هى بحق امرأة حديدية.
■ خيرى رمضان واحد من المقاتلين الذين آمنوا بحلم سقوط الإخوان، وجاهد فى برنامجه «ممكن» ليسقط القناع عن جماعة دموية فاشية، تختبئ خلف الدين، خيرى رمضان المعروف بالهدوء، أخرجته فاشية الجماعة وفشل رئيسها المخلوع عن شعوره، وتحول لمقاتل إعلامى، لا يخاف القتل أو السحل أو التهديدات التى كانت تستخدمها الجماعة بواسطة بلطجية حازم صلاح أبو إسماعيل، وكانت مكافأة خيرى من القدر أن تتم إذاعة البيان الأول للقوات المسلحة أثناء وجوده على الهواء لتغطية أحداث 30 يونيه، ليكون وجه الخير على مصر ويزف بنفسه خبر سقوط الإخوان ورئيسهم الفاشل. شكراً خيرى رمضان على قتالك فى صفوف الأحرار.
■ يوسف الحسينى حكاية أخرى، فيوسف ينتمى لجيل مجنون بحب الوطن، لا يعرف الحياد أو أى مصطلح يستخدمه بعض الإعلاميين لتغطية موالستهم لجماعة الإخوان، يوسف من اللحظة الأولى وهو فى كتيبة المقاتلين، يسخر ويسب ويلعن ويفعل كل ما فى وسعه، لتعرية الرئيس وجماعته، ربما لو فشل 30 يونيه لكان إما مسجوناً معنا أو فى ذمة الله، ولكن القدر وقف بجانبه لأن قلبه لا يعرف سوى الجنون بحب الوطن.
■ ريم ماجد تستحق أيضا وسام المقاتلين، فملامحها البريئة، وأسلوبها الهادئ لم يمنعاها أن تتحول لمقاتلة شرسة، تفضح فشل مرسى وتعرى جماعته وتسقط آخر ورقة توت تستر عوراتهم، ريم هى الأخرى لم تكن تعرف نغمة الحياد، وانحازت للنشطاء المحبوسين وللشهداء، فكانت بسمة أمل لمن يتابعها بأن دولة الإخوان زائلة لا محالة.
■ جابر القرموطى يستحق وسام الشجاعة، فهو واحد من كتيبة الصاعقة فى الإعلام المعارض، صوت جابر وصراخه وانفعاله كان موجات شحن للمشاهدين، ليتحركوا ويثوروا ضد فاشية الإخوان وفشلهم، قراءته لعناوين الصحف وتبنيه لقضايا اختطاف جنود الجيش والشرطة، وفضحه يومياً لجماعة الإخوان، لا يخرج كل هذا إلا من رجل يحمل قلباً ميتاً، عفوية القرموطى ورجولته الإعلامية، تستحق نوط الشجاعة لمقاتل إعلامى من طراز فريد.
■ لا يمكن الحديث عن المقاتلين فى الإعلام دون ذكر دينا عبدالرحمن، التى لا تخشى شيئاً سوى ضميرها المهنى، تنحاز بكل ما فيها لمصر وشعبها وثورته، لا تقتنع بالحياد الإعلامى ولا تؤمن به فى مواجهة جماعة فاشية، وجهها يخبرك بأن الثورة لا تموت، وأن أرادة الشعب أقوى من أى سلطة، وفى الحقيقة دينا قطعة ألماس نادرة تتزين بها أى قناة تظهر على شاشتها.
■ محمود سعد، ربما كنت شديد القسوة عليه عندما كان يروج لمرسى فى انتخابات الرئاسة، ليضمن هزيمة شفيق، ولكننى الآن لا أملك سوى تقدير موقفه الشجاع ضد الجماعة ورئيسها مرسى، بعد أن اكتشف سعد بنفسه كذبهم وفاشيتهم، سعد علمنى درساً فى تصحيح الخطأ الإعلامى، وكيف يمكن للصحفى والمذيع أن يصنعا شيئاً ثم يقوما بهدمه إذا ما اكتشفا زيفه وكذبه، استاذ محمود أهلاً بك فى مكانك الطبيعى بين مقاتلى الإعلام.