عندما يضيء شعاع الشمس كل يوم فإنه يعلن عن بدء حياة جديدة فى هذا العالم فهناك من يستطيع تعلم شيء جديدا فى هذا اليوم يقوده الى النجاح وتحقيق ما يريد وبعض الناس تبدء حياتها اليومية بقراءة أشياء قد يعتقدون أن لهم حياة فيها وهى التى ترسم الطريق للنجاح أو الفشل أو السعادة أو الشقاء فالإنسان الذىيفكر يرى أن الله تعالى قد ترك له شيئا واحداً يستطيع التحكم فيه كيفما يشاء وهو أفكاره ومعتقداته فالأعضاء البشرية فى الجسد لا يستطيع احد أن يتحكم فيها فمثلاً عضلة القلب تعمل بطريقه صنعها الله دون تدخل من البشر وهكذا باقى الأعضاء . وإذا رجعنا الى موضوعنا وهو الأبراج وعلاقتها بحياة الإنسان فتتغير النظرة لها تبعا لمدى ثقافة كل إنسان ومستواه المعرفي . وليس هذا تقليلاً من شأن الذين يهتمون بالأبراج . ولكنه مجرد تحديد لما يحدث فى الواقع . والأبراج هى من أكثر الأمور شيوعا فى هذا العصر . وأنا لا انتمى لمبدأ رفض الأشياء دون التفكير فيها أولا ودراستها حتى أستطيع أن أصل إلى رأى صحيح . فالعلم والمعرفة نور والجهل ظلام ولذلك عند الحديث عن ذلك الموضوع هنالك أولا أسئلة تطرح نفسها ويجب الإجابة عليها وإلا أصبحت حائر دون رد ، ويا ترى عدم الإجابة عليها لأنها لم تطرح من ذى قبل أم لأن الرد قد يدخل صاحبها فى تفكير هو لا يريده حيث قد يصل به الى نتائج هو لا يرضاها. المهم أن من أقوى الأسئلة التى تطرح نفسها وبقوة على العقل . هل الأبراج علم قائم بذاته ويتبع علم الفلك ؟ ما هو الدليل على صحته وما هى مصادرة ؟ ما الخطورة من تعاليمه على فكر الإنسان ؟ من سمى هذه الأسماء التي أغلبها حيوانات ؟ بما أن هذه التعاليم مهمة لحياة الإنسان هل قالت الأديان شيئاً عنها اذا بحثنا الموضوع فمنهجنا سوف يكون حسب الشريعة الإسلامية والكتاب المقدس " ملحوظة وليس هو تفسير لهذه الكتب العظيمة فى حياتنا وإنما مجرد ذكر من قام من العلماء بتفسيرهم وإلقاء الضوء عليها وأيضا حسب المنطق والعقل " اذا تكلمنا من وجهة النظر الإسلامية . لماذا وجود الكواكب والمجرات فى حياتنا . فجاءت الإجابة فى المصحف الشريف . ففى سورة الطلاق " أية رقم 12 " " الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً "لاحظ أن الله عنده علم ومعرفة بكل شيء . ولكن قد يقول أحد أين تحديدا قول الله تعالى لماذا خلق الكواكب ؟ ففي سورة يونس " أية 6 " حيث يقول تعالى " هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون " وتعلن الآية و بوضوح أن السبب الرئيسي منها يرجع الى ان من خلالها يستطيع الإنسان معرفة الأيام والوقت وغير ذلك من أشياء وليس لهذا علاقة بشخصيات الناس . ولكن من أين أتت فكرة ارتباط حياة الإنسان السلوكية بالكواكب ؟ إذا رجعنا إلى الزمن القديم كان هناك من يعبد الشمس أو القمر ويربطون حياتهم السلوكية . بالكواكب وكان هذا قبل وجود الكتب الدينية من عند الله , ولهذا حاربت العقائد الدينية هذه الأفكار ولا تستغرب اذ نجد الآيات فى المصحف الشريف تعلن ذلك ، ففي سورة فصلت " أية 38" " ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " ولهذا كان التشديد من قبل الرحمن حول ربط حياة الناس بالكواكب . ولكن قد يقول سائل وما هذا فأنا لا اعبد هذه الكواكب ولكنى أتفاءل بها . أقول لك يا سيدي ليس من حق اى إنسان ان يمنعك من هذا ولكن هل سألت نفسك هل هذا التفاؤل من الله أم من الشيطان ؟ هل الوقت الذي تضيعه فى معرفة برجك اليوم وكيف تتعامل مع الناس ام ان تعرف الطريق الذي يجعلك بالفعل ناجح فى حياتك مع من حولك عن طريق حكمه الله تعالى . وليس هذا تعسفا فى الرأي , فبعد قراءتك لهذا الموضوع ابحث واسأل عن مصدر هذه التعاليم والإجابة لك في النهاية. وللعلم ان الأبراج تحدد لك أشياء أنها فيك مثل العصبية او الشهوة وطالما هنالك إنسان يولد بهذه الأشياء حسب معتقدات الأبراج فلماذا سوف يحاسبه الله عنها ؟ لأن آخرين يولدون وليس فيهم تلك العيوب . وأين العدل الإلهي . وتقول الأبراج لك من تتعامل معه ومن لا . فلا توجد طريقة تقدمها هذه التعاليم كي تتغلب على الصعوبات التي تواجهك . فما هى الفائدة إذا قال لى أحد انك مريض إذا لم يقدم لك الشفاء . فالإنسان كائن مفكر ويختار ما يناسبه لكي ينجح . والشيطان يحاول دائما الإيقاع بالناس . ولهذا أيضا حاربت الكنيسة فى بداية المسيحية الأفكار الوثنية وربط الناس لحياتهم والكواكب فيقول الحكيم سليمان فى التوراة فى سفر الأمثال 26'6 . " اياخذ إنسان نارا فى حضنه ولا تحترق ثيابه او يمشى على الجمر ولا تكتوى رجلاه " مصدر التعاليم ان فكرة الكواكب وعلاقتها بالسلوكيات الإنسانية نشأت وبدأت ترسى قواعدها فى ظل الحضارة الأشورية والبابلية . وأيضا فى الحضارة اليونانية حيث نعطى مثالا لربط الناحية السلوكية والكواكب . كان قديما لك كوكب رمز له كإله مثل افروديت إله الجمال , ومن ضمن الموضوعات زيوس الإله الأكبر قد طلب افروديت للفراش فمن يولد فى ذلك اليوم يكون شهوانيا . وعلى هذا انتشرت تلك التعاليم فى الزمن القديم وتوراثتها الأجيال ولو توقفت يا عزيزي عند هذه الأشياء وسألت نفسك لماذا أسماء الأبراج حيوانات مثل الثور والأسد وهكذا لعلمت لأنها مستوحاه من العبادات الوثنية القديمة والدليل الأكثر أهمية انظر على أشكال الرسومات الآلهة الوثنية القديمة . تأكد يا عزيزي أنا لا أقول لك اترك ما آنت فيه لو كان منفعة لك استمر ولكن فكر فقط فى ما أقوله لك ولو مرة واحدة فأحذر ؟ فهناك أبواب كثيرة نعتقد ان لنا فيها حياة وهي تكون أبواب تقودنا إلى الجحيم .