قبل جلسة البرلمان الكويتي المخصصة لمناقشة استجوابه غداً، ترددت أمس أنباء عن قبول الحكومة الكويتية استقالة وزير النفط هاني حسين، فيما رجحت أنباء أخرى صعود الوزير منصة الاستجواب، بينما تتجه الأوضاع إلى الموافقة على طلب الحكومة إحالة استجواب وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود إلى اللجنة التشريعية ما يعني عملياً ترحيله إلى ما بعد حكم المحكمة الدستورية في 16 يونيو/حزيران المقبل حول مدى دستورية مرسوم الصوت الواحد الذي أجريت الانتخابات على أساسه .
وبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، أمس، زياراته إلى دواوين القبائل، بزيارة قبيلة المطران التي يستكملها، اليوم (الاثنين)، بزيارة قبيلتي العوازم والعجمان” ضمن تواصل الأسرة الحاكمة مع فئات الشعب الكويتي”، مؤكداً “سعادته وفخره بأبناء شعبه الذي يحرص على مصلحة وطنه، وهو جدير بالتواصل، وتلمس احتياجاته والسعي إلى تحقيق رفاهيته وأمنه واستقراره” . وتابع “تُفرح قلبي رؤية كل أبناء القبائل في مكان واحد، والكويت من غير القبائل ليست الكويت” .
وقال الأمير في حفل الغذاء الذي أقامه على شرفه شيخ قبيلة المطران فيصل الدويش، “إنني من خلال هذه اللقاءات سوف أستمع لكم عن قرب وألتمس كل ما يهم وطننا ويرسخ وحدتنا وكل ما يقوي نظامنا الدستوري، ويعزز مبادئ الشورى والديمقراطية” .
وشدد الأمير على أن الكويت من دون القبائل ليست الكويت، مؤكداً أهمية التواصل والتشاور الذي جبلت عليه الكويت منذ الآباء والأجداد الذي تترسخ به الديمقراطية وتصان من خلاله مبادئ الدستور .
من جهته، قال النائب حمد الهرشاني إن “زيارات الأمير الأبوية للدواوين تؤكد أن الكويت أسرة واحدة مترابطة لا فرق فيها بين الحاكم والمحكوم”، وأشار إلى أن “ذلك ما جبل عليه أهل الكويت من التواصل والتراحم وهو دأب الآباء والأجداد” . وشدد على ضرورة “الالتفاف والتمسك بحكمة قائد المسيرة الأمير ونبذ الخلافات والحذر من المروجين لشق وحدة الصف الكويتي وعصيان ولي الأمر” .
في سياق آخر، ترددت أنباء غير مؤكدة عن موافقة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على قبول استقالة وزير النفط هاني حسين التي قدمها في وقت سابق وبعد تقديم استجواب له من النواب سعدون العتيبي وناصر المري ويعقوب الصانع، ورفع موافقته على الاستقالة إلى الأمير ليصدر بها مرسوم قبولها .
وفي المواقف السياسية، أكد النائب عادل الجار الله الخرافي أن “نواب الأمة لم يقصروا بشيء”، مشيراً إلى أن “الحكومة غير معتادة على السرعة في الإنجاز”، قائلاً: إنها “ما زالت إلى الآن تتبع بسياستها النهج القديم”، متمنياً أن تواجه الحكومة قرارات وزرائها وتخاذل بعضهم بعدم تهربها من المساءلة وتجميد الحياة السياسية بسبب استجواب . وأكد أن “صعود وزير النفط لمنصة الاستجواب مساءلة مستحقة بعد دفع غرامة الداو التي تقدر بالمليارات من مال الشعب من دون أي اكتراث وبالرغم من وجود لجان تحقيق” .
واستغرب الخرافي “بعض من يروج عن عدم حضور الحكومة للجلسة المقبلة”، موضحاً أن “رئيس المجلس علي الراشد أكد حضور الحكومة، كما أكدت السلطة ذلك، وفي حال غياب الحكومة هناك الكثير من علامات الاستفهام والتعجّب التي تدل على تعمد الإساءة لرئيس المجلس ولحكومة رئيس مجلس الوزراء” . ورأى أن “هذا التصرف أن دل على شيء فهو يدل على تنفيذ مخطط لإفشال المجلس والحكومة لمصالح شخصية بعد وجود حالة من التوافق” .
وقال النائب يعقوب الصانع إن “الحكومة ستحضر جلسة الثلاثاء، وهذا بسبب الرغبة السامية للأمير الذي أكد لنا حضور الحكومة، ولا أعتقد أن أحداً من الحكومة يستطيع أن يتجه عكس الرغبة السامية” . وأضاف “أن وزير النفط سوف يمثل على منصة الاستجواب ويفند استجوابه ويرد على محاوره، وهذا سوف يعفي البلاد من أزمة إذا لم يصعد الوزير المنصة” .
وهاجم النائب مشاري الحسيني رئيس مجلس الأمة علي الراشد . وذكر أن “المجلس الحالي فقد هيبته بسبب أداء الرئيس وتوجهاته، لذلك أعلن مقاطعتي لأي اجتماع يدعو إليه الراشد مستقبلاً” .